أحرار وعبيد

نشر في 24-11-2012
آخر تحديث 24-11-2012 | 00:01
 أحمد أنور بشارة بعد انتهاء آخر عصور العبودية في العالم منذ ما يقارب المئتي عام، لم يخطر على بالنا نحن ككويتيين على وجه الخصوص، كوننا لم نعان أساساً من العبودية وولدنا أحراراً، ولله الحمد، منذ أن وجدت الكويت، أنه سيأتي اليوم الذي نجد فيه من يقسمنا إلى قسمين "أحرار" و"عبيد"، وأن يأتي تصنيفه لنا هكذا بكل وقاحة وعدم إدراك أو وعي لما قد تفعله مثل هذه التوصيفات من فرقة وشروخ في العلاقة بين أبناء هذا الوطن.

ومن المؤسف حقاً أن مَن يقسِّم المجتمع بإطلاقه عبارات "الأحرار والشرفاء من أهل الكويت"، ويقصرها فقط على من ينتمي إلى كتلتهم أو من يتفقون مع ما يقولون، هم الأشخاص أنفسهم الذين ينادون بالديمقراطية وحماية مواد الدستور والوحدة الوطنية واحترام الرأي الآخر.  

فأي تناقض تحملون عندما تصفون من يتفق معكم ويتبعكم في تجمعاتكم ومسيراتكم بـ"الأحرار" و"الشرفاء"، بينما تصفون مَن يختلف معكم ويرى أن ما تفعلونه ما هو إلا إثارة للفوضى، أو مَن قد يتفق معكم في بعض المطالب، ولا يؤمن بالنزول إلى الشارع، بـ"العبودية" و"انعدام الشرف"!

أي حرية أو كرامة، التي تنادون بهما، وأنتم تشككون وتخوِّنون وتتهمون كل من قد يختلف معكم سواء في الرأي أو في المبادئ بأبشع الأوصاف لمجرد أنه تجرأ واختلف معكم.

المفارقات الغريبة أننا نجد بينكم، يا من توزعون "صكوك الوطنية" وتقسمون الناس إلى "عبيد" وأحرار"، مَن كانوا بالأمس القريب حماة ومدافعين عن سراق المال العام، وقد أصبحوا الآن، "بقدرة قادر"، مناضلين وسجناء رأي وينادون بالإصلاح رغم تاريخهم الحافل بعكس ذلك! وأن نجد أيضاً من هم عبدة لكراسيهم لا يتورعون في سبيل الحفاظ عليها عن حرق البلد وإدخالها في نفق مظلم يصعب الخروج منه.

يا سادة لم نكن يوماً من الأيام شعباً مستعبداً أو شعباً مسلوب الحرية والإرادة مثلما تحاولون الآن أن تروجوا كي تصوروا أنفسكم أبطالاً بعيون من يتبعكم إرضاء لغروركم ولتحقيق مآربكم.

لكم في تاريخ الكويت الكثير من العبر والدروس التي، للأسف، لم تتعلموا منها لتكتشفوا معدن الشعب الذي تنتمون إليه، والذي لا يمكن لكائن مَن كان أن يسلب حريتة أو يستعبده، فهذا الشعب ولد حراً وسيبقى حراً.

فمن يعاني في داخله من عقدة العبودية فليذهب لتحرير نفسة بعيداً عنّا.

حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.

back to top