عادل داود يرقص الفالس مع لوحاته

نشر في 17-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-10-2012 | 00:01
No Image Caption
يقيم الفنان السوري الكردي عادل داود معرضه الثاني بعنوان «مساحات» في صالة «رؤى 32 للفنون» في عمان، ويستمر حتى نهاية أكتوبر الجاري.
يتضمن معرض عادل داود 24 لوحة منفذة على القماش بالألوان الزيتية والاكريليك، والتي تتراوح مقاييسها بين المتر المربع وبين المترين X متر ونصف المتر، وهي تعكس أسلوب الفنان الذي يجمع بين التعبيرية والتجريد، مستخدماً المساحات موضوعاً للوحاته، بعدما خاضت ريشته معركة لم تحسم نتيجتها بين التعبيرية والتجريدية، فامتزج الأسلوبان في قوالب فنية احتملت تعدد الرؤى والتفسيرات، من دون أن تسقط مفردات رسالة العمل، يبدأ لوحته بخطوط سريعة، مسلماً نفسه لحالة من اللاوعي التي تقوده إلى تشكيل جوهر عمله،  ومن ثم يشرع بضربات فرشاة عريضة  لملء تخوم لوحته بمساحات من الألوان الصريحة.  وتبدو علاقته بلوحته كما لو أنها رقصة فالس بحسب تعبير هاني حوراني، وأحياناً كما لو أنها مبارزة فهو يقترب ويبتعد راشقاً فرشاته السريعة في وجه القماشة.

اعتمد عادل داود على المزج بين التعبيري والتجريدي؛ لأنها تقنية تعطيه امتداداً لأزمنة وتجارب أخرى؛ أي أنها تحتمل الاستمرار في البحث من دون أن يشوبها التكرار. فعادل داود سليل سلسلة من فناني الحسكة والجزيرة عموماً في سورية، مثل عمر حمدي (مالفا) (المقيم في العاصمة النمساوية، فيينا، منذ عدة عقود) ودنيخا زومايا وبرسوم برسوما وخليل عبد القادر وسبهان أدم وعمران يونس ومحمود حسو، وعبد الكريم مجدل البيك وبشار عيسى (من الدرباسية ومقيم في فرنسا)، وعدنان عبد الرحمن وبرهام حاجو ويوسف عبد ليكي، والأخيران من القامشلي. ولا بد من أن هذه السلالة من فناني الجزيرة أخذت من طبيعتها وألوانها ما أوقد شعلة الإبداع في صدورها ودفعتها إلى الصدارة، حتى باتت علامات طريق لعادل داود وهو يخطو خطواته السريعة في عالم الفن التشكيلي.

الألمانية المعاصرة

أسس عادل داود ريشته على يد فنانين مخضرمين في الحسكة مثل برسوم برسوما، خلال فترة دراسته في مركز الفنون هناك، حيث تمرس في الرسم الأكاديمي، لا سيما في رسم الوجوه والطبيعة الصامتة، وفي الرسم التخطيطي قبل أن يكتشف هويته في التعبيرية الحديثة. كذلك تأثر بالتعبيرية الألمانية المعاصرة، والتي كان من أبرز رموزها عربياً، الفنان السوري مروان قصاب باشا (رسام الوجوه). فضلاً عن ذلك، أثر به الفنان النمساوي إيغون سيشيل الذي اشتهر برسمه للأجساد العارية والأوضاع الإيروتكية ومات شاباً دون الثلاثين، ومع ذلك حفر اسمه في تاريخ الفن الأوروبي المعاصر. كذلك هي حال الفنان الفرنسي تولوز لوتريك الذي يعد أحد مصادر إلهام عادل داود المبكرة.

ولد عادل داود في الحسكة عام 1980، تخرج في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 2011 ومن معارضه الفردية في عام 2012 «آرت هاوس» في دمشق. كذلك شارك منذ عام 1999 في 15 معرضاً جماعياً أقيمت في كل من الحسكة والرقة وحلب ودمشق، إضافة إلى مشاركته في معرض جماعي بعنوان «لوحات من الشرق» السويد في عام 2010 في غاليريKonsthallen  وغيرها من معارض.

back to top