العقل الباطن من السادات إلى أوباما

نشر في 28-07-2011
آخر تحديث 28-07-2011 | 22:01
No Image Caption
 نايف بندر اللافي     هل للرموز أهمية خاصة في قرءاة أسرار السياسة الدولية؟ وهل يمكن من خلال ملاحظتها وتحليلها توقع مسار الأحداث أو على الأقل ترجيح بعض السيناريوهات على سيناريوهات أخرى؟ وهل لكون العمل السياسي الدولي يعتمد على إخفاء النوايا الحقيقية وإبداء أسباب أخرى، ألا تستطيع الطبيعة البشرية أن تخفي ما الله مبديه فتنكشف هذه الأسرار من خلال أعمال أو ممارسات إنسانية بسيطة؟ بمعنى آخر هل يقوم العقل الباطن أو اللاوعي للسياسيين، بطريقة أو بأخرى، بكشف أسرار ونوايا السياسة الدولية بحيث يمكن من خلال الملاحظة والتحليل قراءة هذه النوايا؟

هل من قبيل المصادفة مثلا أن يلبس الرئيس أنور السادات، رئيس مصر السابق، هو وكبار ضباطه بدلهم العسكرية الجديدة في تصميمها «النازي» الجديد يوم العرض العسكري الذي شهد اغتياله؟ ولماذا صممت هذه البدلات العسكرية على طراز البدل العسكرية من ألمانيا النازية؟ ما الذي كان يرمي إليه السادات؟ وهل كان هذا انعكاس للحالة النفسية المصرية؟ وهل كان تحديا من السادات الذي يجد في نفسه نداً لأميركا وإسرائيل، أم كانت إشارة بفقدانه العميق للثقة بهما بعد مشوار طويل من المفاوضات التي تلت توقيع اتفاقية كامب ديفيد دون الحصول على الأراضي المصرية في سيناء؟ وهل هذا يعني أنه بيت النية لإلغاء إتفاقية السلام أو تعليقها؟ وهل يومئ هذا باحتمال وجود بصمات خارجية دعمت عملية اغتياله أم أنها كانت عملية داخلية بحتة؟ ولماذا لم يتم التحقيق في ذلك؟

 من خلال الأخبار المتفرقة التي بدأت تخرج بعد ثورة الحرية الأخيرة، وما يبدو أنه شاب عملية التحقيق والمحاكمات في اغتيال السادات، يبدو هذا السيناريو وارداً.

هل كان إعلان غورباتشوف سياسة الغلاسنوست (المكاشفة والمصارحة)، التي تعد مخالفة وتجاوزا لكل الأعراف التي قام عليها الاتحاد السوفياتي خلال السبعين سنة الماضية على هذا الإعلان، بمنزلة مؤشر أو رمز على قرب سقوط الاتحاد، أم كان تمهيدا لإعلان السقوط الذي حدث فعلا قبل إعلان سياسة الغلاسنوست؟ ألم يسقط الاتحاد السوفياتي بعد أقل من سنتين على هذا الإعلان؟

هل كان ارتداء صدام حسين في ظهوره الشهير أمام الآلاف من شعبه، للزي الخليجي الكامل بالدشداشة والغترة والعقال والبشت قبل غزو الكويت بشهرين أو ثلاثة، إشارة كان يجب أن نقوم بفهما وتحليلها؟ وهل كان هذا الزي انعكاسا للحالة النفسية أو ربما للصراع النفسي الذي كان يعيشه صدام حسين وهو يبيت النية للغزو ويعد الخطط، ويبقى كل ذلك طي الكتمان؟ وهل كان زيه يبوح بما يكتمه قلبه؟ وهل لو قامت مجموعة من علماء النفس بتحليل التغير الفجائي لزي صدام حسين في ذلك الوقت لكنا أخذنا للأمر عدته ووفرنا على أنفسنا مآسي الغزو؟

هل كان ارتداء مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية عقدها الشهير المرسوم على شكل أفعى رمزاً كان يجب على صدام حسين وزمرته قراءته لمعرفة جدية أميركا في التعامل مع العراق وتصميمها على العمل العسكري؟

هل فوز أوباما كرئيس لأميركا يحمل في طياته رموزا هو أيضا؟ وهل لأنه من الأميركيين الأفارقة ومسلم سابق كان في صباه يذهب إلى مدارس تحفيظ القرآن في أندونيسيا ويقرأ ويتكلم العربية ينطوي على رموز يجب أن نفهمها؟ وهل لهذا علاقة بكون أول خطاب خارجي له بعد فوزه كان في مصر؟ وهل هذا يعني أن هذه الفترة من حياة السياسة الأميركية الخارجية هي فترة التركيز على إفريقيا والدول العربية؟ ولأي غرض؟ وماذا يمكن أن نتوقع من ذلك؟ وهل ثورات الربيع العربي هي نهاية المطاف أم البداية فقط؟ أليس أكبر الداعمين لأوباما هو الملياردير اليهودي الشهير جورج سوروس؟

أليس هو أيضا مؤسس مئات مراكز الفكر التي دعمت بل كانت المحرك للثورات الملونة في جورجيا وأوكرانيا ويوغوسلافيا؟ أليس هو ومؤسساته أيضا خلف الدعم الهائل لثورات الربيع العربي بما في ذلك إقامة قنوات فضائية عربية معارضة؟ ولماذا يقوم جورج سوروس بمقابلة أوباما أسبوعيا ومنذ تولي أوباما الرئاسة؟ ولماذا امتنع البيت الأبيض عن إصدار قائمة مقابلات الرئيس بدعوى أنه غير مجبر على ذلك، بعد أن كثرت تساؤلات الصحافة عن سر اجتماعات جورج سوروس المتكررة مع الرئيس الأميركي؟

هل القبض على بن لادن وقتله المزعوم في هذا التوقيت بالذات له دلالات ورمزية هو الآخر؟ وهل انتهت فعلا الحرب على الإرهاب التي بدأها جورج بوش، وأي حرب بدأت؟ وهل انتهت حرب الصدمة والتخويف وبدأت حرب التشكيل أو إعادة التشكيل؟ وهل سنرى تغيراً في حدود الدول العربية كما يبدو من تطورات الأوضاع في ليبيا وسورية أم أن إعادة التشكيل ستمس فقط أنظمة الحكم؟

 هي مجرد تساؤلات ليس إلا.

back to top