المطربة فاطمة عيد: أحبّ تمضية شهر رمضان مع زوجي وبناتي

نشر في 02-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 02-08-2011 | 22:01
فاطمة عيد مطربة مصرية شعبيّة تميّزت بلون غنائي منحها مكانة خاصة على خارطة الغناء وبين منافسيها أيضاً فأصبحت أغانيها جزءاً من فرحة أي بيت مصري وعربي.

عن استقبالها شهر رمضان الكريم وذكرياتها معه ورأيها في الأغاني الرمضانية الموجودة راهناً كان لنا معها اللقاء التالي.

كيف تصفين شهر رمضان؟

شهر الكرم والعفو والسماح، يسود فيه التراحم والود بين الناس، فهو فرحة كل عام وفرصة يمنحها لنا الله لنتقرّب منه.

كيف تستقبلينه؟

أستقبله مع عائلتي وجيراني وليس أسرتي فحسب، بشراء الياميش وإعداد  الحلويات كالقطايف والبسبوسة والكنافة والمشروبات كالسوبيا والكركديه ودعوة الأقارب للإفطار معنا في أول أسبوع، فهذه عادة قديمة لدينا.

تفضّلين الإفطار مع العائلة أم مع أصدقائك؟

بالطبع مع العائلة، فأنا متزوّجة من اللواء شفيق الشايب ولديَّ ثلاث بنات: داليا ونيفين وشيماء، وعلى رغم عملي في مجال الفن، إلا أنني ما زلت محافظة على دوري في البيت، وقد تعوّدت على ألا أترك أسرتي في الأوقات العادية إلا لأسباب قوية، فكيف أذهب مع أصدقائي وأبتعد عن هذا الجو الدافئ؟

ماذا تفعلين بعد الإفطار؟

بعد الصيام طوال اليوم، أمضي ليلي أنا وزوجي في التقرّب إلى الله، فنؤدي صلاة قيام الليل والتهجد ثم صلاة الفجر، وهذا الأمر لا يقتصر على شهر رمضان وإنما يمتدّ طوال العام، فأنا أهتم كثيراً بالجانب الديني والروحاني والدليل أنني أدّيت 16 عمرة وحجّتين إلى بيت الله الحرام مع زوجي، إلى جانب قراءتي القرآن الكريم منذ كنت في الخامسة من عمري في «كتاب» القرية، ومواظبتي على الفروض الدينية.

إحكي لنا ذكرياتك مع الصيام؟

أول يوم صمته كان عمري ثماني سنوات، وكان والدي رحمه الله يقول: «أول ما الطفل يتم الثُمن يصبح عليه الضمن» أي وجب عليه الصيام، وذلك وفقاً لحديث عن رسولنا (صلى الله عليه وسلّم).

ماذا عن ذكرياتك مع المسحراتي؟

كنت أسهر في انتظاره يومياً لأسمعه وهو يعزف على الطبلة الكبيرة التي كانت تدوّي بصوتها في المنطقة كلّها، فأطلب منه أن يهتف باسمي مثلما يهتف بأسماء بقية الأطفال في القرية، الأمر الذي كان يسعدني كثيراً.

كيف كانت علاقتك بالفانوس؟

لم يكن الفانوس مجرد لعبة نلهو بها، بل فرحة كبيرة بالنسبة إلينا كأطفال، فكنا ننزل بعد الإفطار إلى الشوارع وكل طفل يحمل فانوسه اليدوي المصمّم من علبة السالمون وفيها ثقب في منتصفها لوضع الشمعة أو الفتيل في داخله للإضاءة، ولكن لأنني كنت أعيش في الأرياف فلم يكن في مقدورنا كبنات أن نتجوّل بالفوانيس طوال الليل، لأنه لم تكن تتوافر كهرباء وإضاءة كافية فكان أهلنا يخافون علينا على عكس ما كان متاحاً للصبيان.

هل ثمة اختلاف بين رمضان زمان وهذه الأيام؟

كان رمضان منذ سنوات عدّة يتّسم بوجود صفة الـ «تزاور»، وكان هذا الأمر طبيعياً ومحبوباً بالنسبة إلينا، فمثلاً كنت أسكن في بناية مكوّنة من 10 شقق وكنا يومياً نلتقي في شقة. لكن راهناً، لا نجد مثل هذا التزاور فكل أسرة تغلق بابها على نفسها وقت الإفطار ولا تسأل عن جيرانها وقلّما نجد أماً ترسل ابنتها بطبق حلوى «قمر الدين» لجارتها، كذلك الحال في عيد الفطر إذ كنا نصنع الكعك والبسكويت ونتجمّع نحن النساء لنشارك بعضنا بعضاً وهذه هي روح المشاركة التي أصبحنا نفتقدها أيضاً.

يأتي رمضان هذا العام في عزّ الصيف... هل فكّرت في تمضيته في أحد المصايف؟

لا إطلاقاً، فأنا لم ولن أفكّر في ذلك، لأنني ببساطة اعتدت تمضية الشهر الكريم في القاهرة، فحتى المقيمين في الإسكندرية أو شرم الشيخ مثلاً لا يشعرون به هناك فيأتون الى العاصمة ليعيشوا جو شهر الصوم الذي يبرز بوضوح في المناطق الشعبية، حيث الفوانيس والزينة ذات الألوان المبهجة والباعة الذين يبيعون الترمس والزبادي والفول والطرشي والعرقسوس والتمر الهندي وغزل البنات، وهذه الأشياء أفتقدها كثيراً، لأنني انتقلت بعدما تزوجت من مدينة القنايات مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية إلى المهندسين ومنها إلى 6 أكتوبر وهي أحياء لا تتوافر فيها هذه الطقوس.

هل قدّمت أغنيات عن شهر رمضان؟

نعم، سبق وقدّمت أغنية واحدة يقول مطلعها: «الأيام بتدور وتعدي شهر بشهر ويوم ورا يوم وأنت يا رمضان لما بتيجي بتفرحنا يا شهر الصوم»، كتب كلماتها الشاعر إسلام خليل، وتتميّز بكونها أغنية شعبية باللهجة العامية مكوّنة من عنصرين أساسيين هما النص الشعري واللحن الموسيقي.

برأيك، ما وجه الاختلاف بين الأغنيات التي قُدّمت عن هذا الشهر قديماً وتلك التي تقدَّم راهناً؟

يكمن الاختلاف في الكلمة واللحن والأداء، فالأغنيات القديمة لم نكن نملّ منها بل كنا نستمتع بها ونردّدها طوال الشهر، على عكس هذا العصر الذي لا أجد فيه أي أغنية بهذه المواصفات.

لماذا؟

لأننا نفتقر إلى من يجيدون الغناء الشعبي الأصيل، فالوقت الراهن يتّسم بالإيقاع السريع، لكن يجب ألا نقارن بين الأجيال، فما كان يقدَّم سابقاً كان مختلفاً عما يصنعه أبناء هذا الجيل، وهذه الأغنيات تتعلّق بالطبع بدورة حياة الإنسان ومعتقداته في كل زمن.

هل هذا قصور من المطربين؟

لا أعتقد، فبالتأكيد أن كلّ واحد منهم يتمنى تقديم أغنية تظلّ عالقة في أذهان جماهيره وتلمس قلبهم وتجذب غير المتابع لهذا النوع من الأغنيات، لكن وكما يقولون «كل وقت وله آذان».

back to top