Tablet S من سوني... انتظرنا دهراً وحصدنا درراً

نشر في 25-12-2011 | 00:02
آخر تحديث 25-12-2011 | 00:02
بعد مرور ما يناهز السنتين تقريباً على إطلاق أبل، لوحة الـiPad اللمسية التي كانت باكورة جيل جديد من الأجهزة الإلكترونية المحمولة، ومحاولة شركات عدة كسامسونغ وموتورولا... ابتكار لوحات منافسة تستعين بنظام تشغيل Android والمزاحمة في هذا المضمار، انضمت شركة سوني أخيراً إلى هذا السجال بوسطة الـTablet S.

أسوة بجميع أجهزة سوني الإلكترونية الفريدة من نوعها شكلا ومضموناً، التي تمتاز عادة بجودة بناء عالية وتصميم مميز متقن حتى أدق تفاصيله، وعلى نقيض جميع الشركات المصنّعة للوحات اللمسية المتوافرة في الأسواق حالياً التي تتسابق وتتباهى بإصدار أنحف المنتجات المزودة، في الوقت عينه، بأكبر شاشات العرض، نأت سوني بالـ Tablet S عن هذا الصراع العقيم، نوعاً ما، وفضلت التركيز، في تصميم قالب لوحتها اللمسية هذه، على توفير أكبر راحة ممكنة للمستخدم عند الاستعمال اليومي المطوّل، عوضاً عن التلهي بإنتاج أنحف قالب.

بعرض 241 مم، ارتفاع 174 مم (عند الاستعمال بشكل أفقي) وسماكة تتراوح من 20 مم أمامياً إلى 7.6 مم خلفياً، تعتبر الـ Tablet S الأكثر سماكة ضمن هذه الفئة من الأجهزة الإلكترونية المحمولة على الإطلاق، إلا أنها تمتاز بقالب ثوري انسيابي مشطوب على شكل إسفين من الخلف إلى الأمام ليشكل جنباه بذلك مثلثين، ويوحي للمستخدم بأن هذه اللوحة مصنوعة من قطعة موحدة من البلاستيك تم طيها خلفياً. وقد استوحت الشركة المصنّعة الشكل هذا من الكتاب القياسي، الذي غالباً ما يعمد القارئ إلى طي صفحاته إلى الخلف لتسهيل عملية حمله، ويوفر هذا التصميم، الذي تحدى الزمن واعتمده محبو الكتاب التقليدي بشكل طبيعي، راحة مطلقة عند الاستعمال المطوّل.

لا تنحصر فوائد تصميم قالب لوحة شركة سوني اللمسية عند هذا الحدّ، فعلى الرغم من وزنها، الذي يقارب فعلياً الـ 598 غراماً والمماثل للوحة

الـ iPad 2 من شركة أبل، إلا أن المستخدم يشعر عند حملها بأنها أخفّ بكثير من تلك الأخيرة. مع تخلي الشركة المصنعة عن سباق أنحف جهاز في العالم استفادت من السماكة المتوافرة ووزعت المكونات الداخلية بشكل مناسب يحافظ على توازنها بشكل دقيق عند حملها بكلتا اليدين، وبالتالي الاعتقاد بأنها أخفّ وزنًا من منافستها.

كذلك يساهم قالب الـ Tablet S المرتفع علوياً والمنخفض أمامياً بحسن تثبيتها على أي مساحة مسطحة، كطاولة على سبيل المثال لا الحصر، بشكل منحنٍ يفعّل الطباعة على الشاشة اللمسية، عملية لطالما اعتبرت مستحيلة في اللوحات اللمسية المزودة بخلفيات مسطّحة من دون الاستعانة بملحقات أو غلافات إضافية.

أمامياً، تحتل مجمل واجهة لوحة شركة سوني اللمسية هذه، شاشة كريســتال عالية الوضوح بسعة 9.4 إنش، تعتمد على تقنية الـTFT المدعمة بتكنولوجيا الـTruBlack الحصرية بالشركة المصنعة، والتي تقضي بحقن سائل خاص بين الشاشة اللمسية والغلاف الزجاجي الخارجي الواقي، والحدّ بذلك من الهواء بينهما الذي يؤدي عادة إلى تشتت الضوء.

تضمن هذه التقنية لشاشة الـ Tablet S زاوية إظهار (Viewing Angle) كبيرة، ما يسمح برؤية محتوياتها بوضوح شديد ويحافظ على نقاوة الألوان وجودتها من أي زاوية آثرت النظر إليها تقريباً. تؤمن تلك الشاشة أيضاً دقـة إظهار عاليــة الوضوح تعادل الـ 1280×800i بكسل، ما يضمن وضوح الصورة ودقة تفاصيلها، والقدرة على إظهار ما مجموعه 16 مليون لون مختلف.

بخطوة محببة، حسنت شركة سوني بشكل كبير خاصيات نظام تشغيل Android المعتمد ليتناسب أكثر مع تكنولوجيا شاشة لوحتها اللمسية هذه، ويؤمن سلاسة وتجاوباً كبيرين مع لمسات المستخدم لا يتوافران للوحات المنافسة التي تستعين بنظام التشغيل عينه، فاسحة بذلك المجال لمستعملها بإمكانية التنقّل بين جميع وسائط ومحتويات نظام التشغيل المستعمل هذا وقوائمه بسهولة وسرعة.

تدعم هذه الشاشة تقنية اللمسات المتعددة (Multi-Touch) ما يسمح لها بالاستشعار والتعامل مع أكثر من لمسة إصبع، في الوقت نفسه، وترتكز بذلك على تقنية الـcapacitive التي تضمن نسبة تجاوب عالية مع اللمسات إنما تحول دون استعمالها بواسطة قلم تأشير أو الأظافر.

أسوة بجميع اللوحات اللمسية التي تعتمد على نظام تشغيل Android من غوغل بإصدار Honeycomb، لا تتضمن واجهة الـTablet S الأمامية مفاتيح ميكانيكية أو لمسية، بل تستفيد من مفاتيح افتراضية أساسية تظهر على الشاشة عند الحاجة فحسب، ما يسهّل ويفعّل عملية استعمالها بشكل أفقي أو عمودي، حسب الحاجة، وستظهر تلك المفاتيح الافتراضية على الشاشة في الموقع المناسب لطريقة الاستعمال. كذلك أسوة بجميع اللوحات المنافسة المتوافرة في الأسواق، حالياً، أحيطت شاشة هذه اللوحة بإطار أسود يشكّل مساحة مناسبة تسهّل التقاطها وحملها من دون تفعيل خاصياتها اللمسية عن غير قصد.

يتضمن جنب هذا الإطار العلوي وسطياً، عند استعمال هذه اللوحة بشكل أفقي، كاميرا رقمية ثانوية بدقة 0.3 ميغابكسل  مخصصة لالتقاط الصور الشخصية عند الحاجة أو للتحادث بالصوت والصورة عبر برنامجك المفضل للدردشة، بالاستفادة من تقنية الواي - فاي للتواصل اللاسلكي بشبكة الإنترنت عبر نقاط حامية. كذلك ثمة مجسّ خاص، مخفي بمهارة، يساعد على استشعار الضوء المحيط ومن ثم تعديل نسبة سطوع الشاشة تلقائياً، حسب المقتضى، لتوفير أفضل ظروف رؤية ممكنة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على مصروف متدنٍ لطاقة البطارية التي تقدر بثماني ساعات من الاستعمال المستمرّ من  دون الحاجة إلى إعادة شحنها، وذلك وفق تصنيف الشركة المصنعة.

خلفياً تتضمن الـTablet S كاميرا رقمية مدمّجة أساسية مزودة برقاقة تسجيل معلومات الصورة من نوع CMOS بدقة 5 ميغابكسل، تؤمن وضوحاً وحيوية في ألوان الصور الساكنة ومقاطع الفيديو الملتقطة.

التكنولوجيا

تتوافر لوحة شركة سوني اللمسية الجديدة هذه في الأسواق بسعة 16 و32 غيغابايتاً يمكن الاختيار بينهما حسب الحاجة، زودت كلتاهما  بفتحة مخفية خلف غطاء في جنبيهما، مخصصة لاستقبال شرائح الذاكرة من نوع SD القياسية بسعة أقصاها 32 غيغابايتاً، يمكن الاستعانة بها لنقل ملفات الملتيميديا من موسيقى، صور رقمية وأفلام إلى الذاكرة الصلبة الأساسية المتوافرة فحسب.

من المؤسف والمحيّر، في الوقت عينه، عدم توفير شركة سوني القدرة على الاستفادة من هذه الفتحة لزيادة سعة تخزين الذاكرة الصلبة المدمجة المتوافرة، عند الحاجة، وبالتالي زيادة قدرة هذا الجهاز على التخزين.

على غرار جميع اللوحات المنافسة التي تعتمد على نظام تشغيل Android، تستعين الـTablet S بمعالج مركزي مزدوج النواة من نوع NVIDIA Tegra 2 بسرعة واحد غيغاهرتز، مدعم بواحد غيغابايت من الـRAM، ما يؤمن لهذه اللوحة اللمسية سرعة أداء عالية وتجاوب نظام التشغيل الفوري مع متطلبات المستخدم، حتى عند تشغيل تطبيقات عدة في الوقت نفسه.

كذلك زودت الـ Tablet S بكارت متقدمة لإظهار الصورة تضمن حسن الرسومات بخاصة الثلاثية الأبعاد منها وجودتها، وهي مدعمة بخاصية الواي - فاي (802.11in1) من الجيل الحديث التي تؤمن نظرياً الاتصال بشبكة الإنترنت بسرعة 300 ميغابت بالثانية (i300 Mbps) ضمن قطر يبلغ 70 متراً، بالاستعانة بموزع بيانات متوافق والمحسنة خصيصاً لتفعيل تناقل المعلومات والبيانات، بخاصة تلك المتعلقة بالملتيميديا من موسيقى وأفلام عالية الوضوح

(HD Movie)، بسرعة أعلى وثبات أكبر من سابقتها الواي - فاي i802.11 a/b/g التي تؤمن نظرياً التواصل لاسلكياً بشبكة الإنترنت بسرعة 54 ميغابت بالثانية (i54 Mbps) فحسب، والتي تدعمها لوحة شركة سوني اللمسية هذه أيضاً.

في ما يختص بالاتصال بالأجهزة القريبة وتبادل المعلومات والبيانات بينها بسرعة عالية، تعتمد هذه اللوحة اللمسية على خاصية البلوتوث 2.1 الحديثة، المدعمة بتقنية A2DP التي تسمح ببث الصوت لاسلكياً بجودة الستريو إلى الأجهزة المتوافقة كمكبّرات الصوت أو سماعات الأذن، على سبيل المثال لا الحصر.

كذلك بخطوة محببة ستلاقي من دون شك استحسان المستخدمين وإعجابهم، زودت الـ Tablet S بجهاز بث للأشعة

لـما دون الحمراء يسمح بالاستفادة منها، بالاستعانة بتطبيق خاص كجهاز تحكّم عن بعد متطور جداً لجميع أجهزة شركة سوني السمعية والبصرية.

نظام تشغيل محسن

تستفيد لوحة شركة سوني الجديدة هذه من نظام تشغيل Android من غوغل الذي لاقى رواجاً كبيراً نظراً إلى سهولة استعماله، بإصدار 3.2 الحديث المعروف أيضاً باسم Honeycomb، المصمم خصيصاً للوحات اللمسية التي تمتاز بشاشات كبيرة عادة، وهو يستغني كلياً عن مفاتيح التشغيل الميكانيكية لصالح المفاتيح الافتراضية التي تظهر في الوضع المناسب لطريقة حمل واستعمال هذه اللوحة. وقد حسنت شركة سوني نظام التشغيل هذا، بشكل كبير جداً،  ليتناسب أكثر مع جميع خاصيات لوحتها هذه ويسهّل عملية استعمالها، وزودته بصفحة رئيسية إضافية تجمع جميع تطبيقات المستخدم المفضلة ما يسهّل عملية تكرار إطلاقها، إضافة زود نظام التشغيل هذا ببرنامج محسّن لتصفح التطبيقات المتوافرة عبر متجر Android Market، يسهّل هذه العملية بشكل كبير.

بخطوة فريدة دعمت سوني

الـ Tablet S بالقدرة على تشغيل ألعاب الـ PlayStation 2 الإلكترونية ما يوفر لتلك الأخيرة مكتبة لا تحصى ولا تعدّ من الإصدارات التي حازت على رضى المستخدمين وإعجابهم. إضافة حُسنت لوحة المفاتيح الافتراضية المتوافرة قياسياً لنظام التشغيل الأساسي بشكل ذكي جداً لتسهيل عملية الطباعة وتفعيلها.

أسوة بجميع اللوحات اللمسية التي تعتمد على نظام تشغيل Honeycomb 3.2 يتوافر للـ Tablet S مستعرض إنترنت متطور يفعّل عملية تصفح الشبكة وقادر على إظهار أكثر المواقع الإلكترونية تعقيداً بسهولة، بما فيها تلك المزودة بملفات الفلاش 10 التي يكثر وجودها ضمن المواقع الإلكترونية المختلفة، ما يكسبها أفضلية كبيرة لا يستهان بها. يستفيد هذا المستعرض من خاصية شاشة العرض على الاستشعار بعدة لمسات، في الوقت نفسه أيضاً، لتأمين القدرة على تكبير الصفحات التي يتم عرضها بمجرد استعمال الإبهام والسبابة وإبعادهما عن بعضهما أو تقريبهما.

كذلك دعمت الـ Tablet S ببرنامج خاص يساعد على مشاهدة الأفلام المتدفقة عبر الشبكة من موقع

You tube الإلكتروني الشهير، وقادر على إظهار مصغرات ثلاثية تسهّل عملية البحث عن ضالتك. أسوة بجميع أنظمة تشغيل Android، ثمة برنامج يساعد على قراءة بريد Gmail الإلكتروني خاصتك بالإضافة إلى تطبيق يسمح بالدردشة بالصوت والصورة عبر شبكة الإنترنت مع الزملاء والأصدقاء بالاستعانة ببرنامج غوغل Talk.

الرأي

تعتبر الـTablet S فلسفة جديدة في عالم اللوحات اللمسية كسرت السباق الدائر حول توفير أنحف جهاز ممكن، وركزت أكثر على الاهتمام براحة المستخدم بخاصة أثناء الاستعمال المطول. فهل يثبت هذا المبدأ جدارته في مضمار تحتدم فيه منافسة شرسة جداً؟

back to top