الفنان الفلسطيني تيسير بركات: لوحاتي تحكي جراح الإنسان

نشر في 17-02-2010 | 00:00
آخر تحديث 17-02-2010 | 00:00
«غبار، حوار، حديد» عنوان المعرض الجديد للرسام التشكيلي الفلسطيني تيسير بركات، يجسد فيه فصولاً من مسيرة الألم الفلسطيني، وشارك فيه أخيراً في «بينال الإسكندرية» لدول حوض البحر المتوسط، وينوي التنقل به في دول أخرى.

التقت «الجريدة» بركات وحاورته حول خصوصية فنه التشكيلي.

لماذا ركزت على الآلام والجراح في معظم أعمالك الفنية؟

لأن أعمالي تحاكي جراح الإنسان أينما وجد في هذا العالم، في فلسطين والعراق وباكستان... والأثار التي تتركها هذه الجراح في الأماكن والبلدان.

إلى أي مدى تسيطر القضية الفلسطينية على إبداعاتك؟

استلهمت منها أفكاري. تمحور أحد معارضي، مثلاً، حول رسائل الأسرى في سجون الاحتلال مع أقاربهم، وعكست لوحات أخرى صوراً من العدوان على غزة والمجازر اليومية التي تصيب الشعب الفلسطيني... هكذا اتخذت اللوحات أشكالاً لوجوه وأناس وأشجار وسجون وقذائف، وتندرج كلها تحت عنوان واحد «الألم».

ما المادة التشكيلية التي تعبّر بها عن أفكارك؟

«بُرادة الحديد» ونصوص أدبية تتراوح بين الفلسفة والسخرية وتتماشى مع روح العمل.

هل يمكن اعتبار النص تفسيراً للوحة؟

لا، بل يحاكي العمل، ويدخل في كينونته كجزء منه. مثلاً، في أحد النصوص المرافقة للوحة تصوّر مشهداً للسماء وهي تمطر وهجاً غاضباً كتبت: «ما هذا الأصفر أهو القيامة، أنا أترنح ــ هذا الديك لا يقوى على الوقوف، أهذا هو الفسفور الأبيض، أنا تعبان، يا أحمد يا مصطفى يا أم علي أين أنتم؟ هذا الأصفر قاتل يا ولدي تدثر بالبطانية... اجمعوا العناقيد ورتبوا لنا موتاً بهياً»، وجاء التوقيع «أنا أبو حسين من حي الزيتون في غزة».

ماذا تقصد بهذا النص؟

إبراز حالة الهلع والفزع بسبب القصف الإسرائيلي لغزة، لذا جاءت الكلمات مغسولة بالقهر والتعب واليأس.

لماذا اخترت «بُرداة الحديد» تحديداً؟

أصبح بيني وبين برادة الحديد انسجام يخولني ابتكار فضاءات فنية ترضي إلحاح الفنان في داخلي، لذا ساعدتني هذه المادة في التعبير. أعتقد أنني وصلت، بعد عناء، إلى حوار معها، فأصبحت مطواعة وقادرة على الاستماع والحوار والتفاعل مع المساحات الفنية التي تصل إليها روحي، وصرت أعتمد عليها بشكل أساسي، أمزجها بالغراء وبمواد كيماوية وطبيعية وأعرّضها لدرجات حرارة متفاوتة، فتنتج منها تكوينات فنية بأبعادها الثلاثية ودرجات من الألوان، حتى يصعب على المشاهد أن يتخيّل أن هذا التكوين الأخير يحمل روح الحديد.

هل الفن بالنسبة إلى الفنان الفلسطيني أداة نضال أم رسالة؟

الفن أداة سلام ومحبة ورسالة هذا الشعب المكافح الذي يسعى إلى الحرية ويرغب في العيش بسلام، إلى العالم. أتمنى أن تسنح الفرصة لنقل رسالتي التشكيلية إلى الجمهور الإسرائيلي ليدرك المعاناة التي تتسبب بها دولته المحتلة لأبناء وطني.

هل تستقطبك مدرسة فنية بعينها؟

لا، الفكرة هي التي تبتكر العمل والإبداع الفني والمدرسة والأدوات (رسم، نحت، فيديو...) والمواد التي يعبر بها الفنان عن نفسه، الفن رسالة والمهم فيها الأداة التي تنقل الرسالة إلى المشاهدين.

ما هي مفرداتك للتعبير عن أفكارك الفنية؟

الإنسان البطل الذي يظهر في أعمالي الفنية كافة إلى جانب البيوت المهدمة والأشجار والأسلحة

كيف تقيّم حضور القضية الفلسطينية في الرسم التشكيلي العربي؟

لا يركز التشكيليون عموماً على قضايا معينة في أعمالهم، إنما على التجارب والأفكار. حتى أنا كفنان فلسطيني لا أسعى إلى إبراز قضية معينة إنما أركز على الفكرة والرؤية التي تخرج العمل الفني.

back to top