أمل بوشوشة: من جرحني عاطفياً زادني قوّة!

نشر في 06-10-2008 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2008 | 00:01
لم تصل المشتركة المغربية أمل بوشوشة الى التصفيات النهائية في برنامج «ستار أكاديمي 5»، لكنها تميّزت خلال وجودها في الأكاديمية بحضورها اللافت على المسرح. لا تنظر الى الوراء وتسعى إلى تحقيق ذاتها. تؤيّد المنافسة بروح رياضية وتصف نفسها بالديبلوماسية. تنشغل راهنًا بالتحضير لبرنامج top20 الذي ستقدّمه قريباً على شاشة «روتانا».

عن تجربتها قي «ستار أكاديمي» وحياتها العاطفية ومشاريعها المستقبلية، كانت معها الدردشة التالية.

اختصري لنا تجربتك في برنامج «ستار أكاديمي».

كانت تجربة جميلة ومهمّة في حياتي، لأن هاوي الفن على تنوّعه لا بدّ من أن يستمتع بمشاركته في «ستار أكاديمي». الأهم هو أنني اكتشفت نفسي بالإضافة إلى أمور كثيرة ومواهب كانت مخبّأة في شخصيتي، خلال الأشهر الأربعة التي قضيتها داخل الأكاديمية. كنت أنسى نفسي لحظة وجودي على المسرح وأشعر بسعادة داخلية، ولحظة انتهاء وصلتي الغنائية كنت أسرع إلى زملائي لأسألهم رأيهم بما قدّمته.

بدت الثقة واضحة عليك أثناء أداء وصلاتك الغنائية، ما سرها؟

(تضحك) لا إعرف إطلاقاً، أحب الرقص والغناء منذ صغري. لديّ مرآة كبيرة في بيتي في فرنسا، وأثناء قيامي بالأعمال المنزلية كنت أرقص وأغني أمامها وأتخيّل نفسي فنانة حقيقية. عندما صعدت إلى المسرح فرّغت طاقتي كلّها وشعرت بأنني خُلقت لأكون على خشبته. أتذكر أني في الحفلة الأسبوعية الثانية من «ستار أكاديمي» وقفت على «البيانو» وغنيت أمام الجمهور ولم أكن أملك أية خبرة، وعندما سألتني الإدارة إذا كنت جاهزة لأقوم بمثل هكذا خطوة منذ بداية البرنامج أجبت بنعم. أتحدى نفسي على المسرح وأشعر بأنه ملكي.

مقابل الإيجابيات التي اكتسبتها، ما هي السلبيات في البرنامج؟

لا أبالغ لو قلت إنه لم يكن هناك من سلبيات. شخصيًّا، وظّفت ما يزعجني بطريقة إيجابية. مررت بفترات توتّر، إلا أنني تعلّمت منها قوّة الأعصاب والقدرة على تحّمل ما يواجهني. كان هدفي الوصول الى النهائيات، لذلك ركّزت واجتهدت على نفسي وشخصيتي، وكان لدي روح المنافسة لكن بطريقة نظيفة ورياضية. لم أبخل على أصدقائي داخل الأكاديمية بأي شيء طيلة فترة وجودي، وقدمت لهم المساعدة عندما كانوا يطلبونها، حتى إنني لم أنزعج عندما كانت الإدارة تأخذ مني أغنية وتعطيها لأحد من زملائي. لم يكن لدي أصدقاء كثر في حياتي العادية، وعندما دخلت البرنامج تعلّمت تقبُّل زملائي على اختلاف جنسياتهم وأفكارهم وأعمارهم، خصوصا أنني كنت المشتركة الأكبر سنًّا بينهم.

هل كانت لك علاقات صداقة وطيدة داخل الأكاديمية؟

لم تربطني علاقة صداقة وطيدة بالطلاب كلهم نظراً إلى اختلاف النفسيات، لكني لم أتواجه مع أحد وتفهّمت الجميع. سمعت أن البعض انزعج مني لأني لم أكن أسهر معه مثلاً لغاية الثالثة صباحًا، لكني لا أعلّق على مثل تلك الأمور. كنت مقرّبة جداً من أمل محلاوي وزاهر صالح ونادر ومحمد قويدر، وعلى الرغم من طبع هذا الأخير الصعب إلا أنه طفل في داخله. كان تفكيري أكثر نضجاً من غيري نتيجة خبرتي في الحياة وعيشي في فرنسا بعيدة عن أهلي وتحمّلي المسؤولية منذ فترة طويلة. أنا إنسانة متصالحة مع نفسي الى أقصى الحدود بسلام داخلي ولا أنظر الى الوراء بل أسعى إلى تحقيق طموحي.

ما هو أصعب موقف واجهته أثناء وجودك في الأكاديمية؟

لم أعرّض نفسي لأيّ موقف محرج أو صعب مع الأساتذة أو مع رئيسة الأكاديمية رولا سعد، بل كان هناك احترام متبادل بيننا. أتذكر أني حزنت في المرة الأولى التي وُضعت فيها وزميلي زاهر في منطقة الخطر كوننا صديقين مقرّبين جداّ. كذلك كنت أستصعب الضغط الكبير علينا وضرورة حفظنا الأغنيات وتحضيرنا الامتحان الأسبوعي في وقت واحد.

هل أسمعك زاهر أغنيته الجديدة التي سيطرحها قريباً في الأسواق؟

(تضحك) أكيد، كنت لأقتله لو لم يسمعني إيّاها. زاهر مثل أخي والأغنية جميلة جدًّا وأتمنى له التوفيق دائمًا.

قلت إنك إنسانة مسالمة فيما يتطلّب الوسط الفني منك العكس، ألا تخافين من دخولك ذلك المجال؟

أنا مع المثل القائل «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها»، أؤمن أن الفنان المجتهد والمثابر لا بدّ من أن يحقق ما يطمح إليه. صحيح أنني إنسانة مسالمة لكني في الوقت نفسه ديبلوماسية وهذا هو الأهم. أعرف أني سأتعرّض لمضايقات وانتقادات، لكني محصّنة نفسياً لمواجهتها، كذلك أدرك تماماً أن المجال الفني لم يكن سهلا يوماً ولن يكون، لكني سأحاول اعتلاء السلّم درجة تلو الأخرى لأن من يصل سريعًا يقع سريعاً.

ما هي برأيك مواصفات الفنان الناجح؟

المسألة نسبيّة. أشعر أن الديبلوماسية صفة مهمة لنجاح الفنان، وهو ما تعلّمته من خبرتي في الحياة، لكن يجب أن يعلم الجميع أنها لا تعني الكذب. كذلك على الفنان أن يكون ذكيًّا في اختياراته ومجتهدًا في عمله.

ما هو أسوأ انتقاد وجِّه اليك من قبل الصحافة العربية أثناء وجودك في الأكاديمية؟ هل تخيفك الصحافة؟

أسعدني إجماع الصحافة العربية على تميّزي في البرنامج، لكني قرأت مرة أنني أصرّخ أثناء غنائي وأقوم بحركات غريبة برجليّ أثناء رقصي... ضحكت ولم أنزعج من ذلك الكلام لأنه يعبّر عن صاحبه، وليس من واجبي أن أردّ لأني ما زلت مبتدئة ومن حق الصحافة انتقادي. قد يوجّه إلي الصحافي نفسه، الذي انتقدني مرّة في عرض معيّن، الإطراء في عرض آخر، أنا ضد التراشق الكلامي والردود المضادة.

لماذا أُلغيت الجولة الفنية التي كان من المقرر أن تقوموا بها على غرار خريجي «ستار أكاديمي» في السنوات الماضية؟

هناك أسباب تقنية ومادية ولا أعرف المزيد. حزنت جدًّا، لكني تخطيت الموضوع، يقول المثل: «لا تكرهوا شيئاً لعلّه خير لكم». أنظر الى الأمام وهناك مشروع أغنية باللهجة اللبنانية، كوني انطلقت من لبنان، وستكون مميزة من ناحية الإيقاع والموسيقى.

ما صحّة دخولك المجال الإعلامي من خلال تقديم برنامج top20 على شاشة «روتانا»؟

صحيح. عُرضت عليّ الفكرة وأحببتها، قمنا بالـ casting ووقع الاختيار عليّ. أحببت خوض تلك التجربة وسأستفيد منها كونها ستوطّد علاقتي مع الجمهور وتتيح المجال أمام تواصل أكبر بيننا. لن يقتصر البرنامج على سباق الأغنيات، بل سيتخلله مفاجآت عدة. كان لا بدّ من أن أبدأ من مكان معيّن وأستفيد من الوقت، الى أن أطرح أغنيتي الأولى في الأسواق، فوجدت أن الإعلام مهم جدًّا ويجعلني أحتكّ بالناس دائمًا.

من ناحية أخرى، سيسمح لي البرنامج بالتعرف أكثر الى الملمّين بالمجال الفني، إضافةً الى أن «روتانا» هي الشاشة الفنية الأولى راهنًا. لكن ذلك لا يعني أبدًا أنني سأبتعد عن الغناء، بل هو خطوة مهمة تزيد خبرتي وتقوّي شخصيتي أكثر.

هل أنت مرتاحة بتعاملك مع شركة «ستارسيستم»؟

نعم. هناك احترام متبادل بيننا وأحاول أن أبرهن لها عن إمكاناتي، وإذا أزعجني أمر ما سأطلع الإدارة عليه لنسوّي المشكلة بكل محبة وطيبة خاطر.

هل من الممكن أن نراك مجددًا مع ميرهان وأمل محلاوي في أغنية مشتركة تحت عنوان فريق الـ academy’s angels؟

الفكرة ليست واردة راهنًا، لكننا حاضرات لتلك الخطوة في حال عُرضت علينا، لأن الـ academy’s angels كانت من أكثر العروض نجاحًا على مسرح «ستار أكاديمي» وأحبّنا الجمهور كثيرًا.

هل تعيشين حالة حب راهنًا؟

يتمنى كل شخص أن يجد نصفه الآخر، لكني عانيت من تجربة حب سابقة، أعطيت الكثير لشخص لم يستحق حبّي. جُرحت وتلك التجربة أثّرت في نفسي لأني حساسة جدّا ولا أعتدي على أحد. تعلمت من أخطائي وأتمنى أن أجد الإنسان الصادق لأني أكره الكذب. صحيح أن الجرح لا بد من أن يطيب، لكن آثاره تبقى لتذكّرك دائما بوجوب الحذر والتفكير قبل الإقدام على أية خطوة مماثلة.

صرّح الفنان اللبناني أمير يزبك في مقابلة سابقة مع «الجريدة» أنك فتاة أحلامه، ما تعليقك على الموضوع وهل تربطك معرفة به؟

(تضحك) لم ألتقِ به يومًا، لكني شاهدت أغنيته «المايوه» وهذه طريقته في التعبير. أحترم رأيه بي وأشكره وأتمنى له التوفيق. لا أدخل في علاقة مع فنان، أما شريك حياتي فسيكون إنساناً عادياً بعيداً عن الأضواء.

من يلفتك على الساحة الفنية راهنًا؟

تلفتني الأغنية الجميلة وأحب فضل شاكر وإليسا ونجوى كرم وتامر حسني وغيرهم.

كيف تقضين وقتك بعيدًا عن الفن؟

أشاهد الأفلام وأحب السباحة والرياضة وأهوى التسوّق.

هل تطمحين الى العالمية؟

أكيد، الشاب خالد من عائلة فقيرة وبدأ حياته الفنية بشكل متواضع، لكنه وصل الى العالمية من خلال أغنية طرحها في فرنسا، أؤمن أن ليس هناك أمر مستحيل. حازت إليسا على الـ «ميوزك أورد» ومثل تلك الأمور يشجعني لتقديم أفضل ما لدي لأصل الى ما أريد.

إلى من تقولين شكرًا؟

إلى أهلي وأختي والسيدة رولا سعد والمؤسسة اللبنانية للإرسال، وأشكر الشخص الذي جرحني عاطفيًّا لأنه قوّاني حياتيًّا بشكل كبير.

back to top