أنين الجهراء... وأعداء الشعبي

نشر في 23-05-2008
آخر تحديث 23-05-2008 | 00:00
 أحمد سعود المطرود نهنئ سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح على نيل ثقة سمو الأمير باختياره رئيساً لمجلس الوزراء، ونتمنى أن يوفق سموه باختيار ما يراه مناسباً في وزرائه، وعليه أن يكون الاختيار هو اختيار «القوي الأمين» وليس على حساب المحاصصة. فلا نريد وزيراً لا يعرف مناطق الكويت ولا وزيرا آخر لا يعرف معاناة الشعب وأحاسيسه، ولا وزيراً لا يفقه من وزارته أكثر من 10% وهلم جرا.

وبداية، يجب علينا أن نحترم قناعات الناخب وما أسفرت عنه النتائج، لذلك نبارك لكل مَن حالفة الحظ ونجح و«هاردلك» لمَن لم يحالفه الحظ، فمرحلة الانتخابات قد انتهت ولم يبق منها إلا مَن يريد الطعن، فله الحق كما كفله الدستور، فلذلك علينا أن نفكر في مستقبل البلد ووعود من وصل بالوفاء ليس للناخبين فقط بل للكويت بأطيافها وحدودها كلها، أيضاً.

أما بخصوص الدوائر الخمس الجديدة مع الأسف نراها قد فشلت قبل ولادتها، ولو نظرنا إلى نسبة حضور كل دائرة لعرفنا أنه نظام غير مرغوب فيه، فالدائرة الأولى نسبة المشاركة فيها كانت 78% تقريبا، والثانية 75%، والثالثة 68%، والرابعة 65%، والخامسة، وهي أقلها حضورا ومشاركة كانت 60%، وهذا يدل على عزوف المواطنين عن الحضور لأسباب عدة منها؛ الافتقار إلى الحماس للديمقراطية، وعدم وجود إعلانات في الشوارع، وكذلك وجود تحالفات محسومة بنتائجها وغيرها، والملل السائد بين المواطنين حيال أداء المجلس السابق.

نعم اتسمت البدايات بالمطالبة بتعديل الدوائر من قبل «نبيها خمس» وغيرهم، وكانوا يعولون على أنها أفضل من سابقتها وخيراً في إفرازاتها، إلا أن نظرتهم سرعان ما تغيرت فأصبحوا يطالبون قبل يوم الاقتراع بالدائرة الواحدة لما وجدوه من سلبيات في هذه الدوائر الجديدة التي كرست الطائفية وزادت تعصبات القبلية وسهلت شراء الذمم في بعض الدوائر.

بعد انتهاء الحفل الديمقراطي بدا ملحوظاً أن هناك افتقاراً للعدالة في التقسيم الجغرافي والتوزيع العددي بين الدوائر الخمس، وأدى ذلك إلى خروج محافظة الجهراء بكاملها من هذا العرس خالية الوفاض، فلأول مرة تخلو قاعة «عبدالله السالم» من أي ممثل لهذه المحافظة، لذا فهي تئن تحت وطأة التوزيع السيئ لأعداد الناخبين، علاوة على أن التعصبات القبلية التي أفرزت تحالفات متباينة زادت من صعوبة تمثيل أهل الجهراء في مجلس الأمة، وهذا أمر ليس غريباً، لكنني أتوقع أن يكون لهم ممثل وزاري إرضاءً لهذه المحافظة العريقة.

ولم يكن أهل الجهراء هم الأكثر لفتاً للأنظار في تلك الانتخابات، فقد جاءت كتلة العمل الشعبي، التي رأى بعض الكتاب أنها أخفقت في هذه الانتخابات واعتبروا حصول «أبو عبدالعزيز» أحمد السعدون على المركز التاسع دليلاً على هذا الفشل. لكن أخطأ كثيرون منهم حين اعتبروا أن سقوط محمد الخليفة وتأخر السعدون يعني نهاية «الشعبي». فالواقع يشير إلى العكس، فقد زادت الكتلة بانضمام اثنين إن لم يكن أكثر حسب علمنا، وهما الوزير السابق والنائب الحالي فهد الميع والنائب مبارك الوعلان، ما يجعل الكتلة تستعيد نشاطها وتحركاتها الشعبية والعمل على محاسبة مَن تطاول على المال العام ومواصلة دفع الإصلاح السياسي الذي يعد ركيزة هذا البلد. فـ«الشعبي» قادم بقوة، ولعل حصول النائبين مسلم البراك على المركز الأول والحبيني على المركز الثاني، خير دليل على ضعف بصيرة مَن اعتبر أن كتلة «الشعبي» قد أخفقت.

back to top