زياد برجي: لم أُعطَ شيئاً على طبق من فضّة

نشر في 28-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 28-09-2007 | 00:00
زياد برجي صاحب صوت مميز وشكل جذّاب. معه لا تشعر بالوقت، يملأ المكان بحضوره الطاغي وعفويته المحببة. رومنسي الى أبعد حدود. لم يزده الظلم الذي تعرض له في حياته الفنية إلا صلابة حصنته لمواجهة الصعوبات. منكب راهناً على التحضير لألبومه الجديد الذي سيبصر النور قريباً، معه هذه الدردشة.
أخبرنا عن بدايتك مع الفنّ؟

أحبّ العزف والموسيقى والغناء منذ الصغر. درست إيقاعاً أكاديمياً والعزف على الغيتار لمدة ثماني سنوات وكنت أغنّي أمام أصدقائي في الجامعة من دون أن يعلم أهلي بحبّي للغناء إذ كنت أخجل أن أخبرهم. في 1997 تقدمت إلى برنامج «استوديو الفن» عن فئة الموسيقى والعزف. حين سمع المخرج سيمون أسمر والفنان رفيق حبيقة رحمه الله صوتي وجدا أنّني أصلح للغناء. شاركت مؤدياً أغاني للسيدة فيروز والأستاذ وديع الصافي ونلت الميدالية الذهبية ثم التحقت بعدها بمكتب سيمون أسمر وارتبطت مع شركة «الخيول» آنذاك. إلا أن المشاكل التي حصلت بين أسمر والشركة أدّت الى فسخ العقد. بقيت على أثرها لسنتين من دون أن أقدّم شيئاً حتى تعاملت مع المنتج جان صليبا وقدمت أغنية «لا يغرك» التي لاقت نجاحاً والحمدلله. بعد ذلك واجهتني بعض العراقيل التي دفعتني إلى السفر الى لندن ودبي. في العام 2002 عدت إلى بيروت بعدما أخبرني سيمون أسمر أن شركة «روتانا» تسأل عنّي لأن أحد مديريها استمع إلي أغنّي في حفلة لي في دبي.

هل تعتبر أنّ سيمون أسمر ظلمك وكيف علاقتك به اليوم؟

لست حقوداً. أحترم الأستاذ أسمر كثيراً وعلاقتي به جيدة حتّى الآن. لم يغلق الأبواب في وجهي لكنه في المقابل لم يفتحها. لم يوفّر لي ما وفّره لغيري وهذه كانت أبسط حقوقي. بقيت 7 سنوات في مكتب «استوديو الفنّ» ولم يُقدَّم لي شيء. أصدرت أغنية «لا يغرّك» بعد سنتين وكانت من انتاجي مع جان صليبا. حين أنظر إلى ما أنا عليه اليوم أشعر بأنّ الظلم الذي تعرّضت له كان لمصلحتي وزادني ثقة بنفسي. تعبت حتى وصلت ولم أُعطَ شيئاً على طبق من فضّة مثل غيري. أفتخر بأنّ كل ما أنجزته كان بجهدي وبفضل محبّة الجمهور لي.

وصفت نفسك بالبريء في مطلع دخولك عالم الفنّ، ماذا تغيّر اليوم؟

اليوم أحسن التقدير وأدرس الأمور جيّداً، لكن شخصيتي ما زالت بريئة. كنت بريئا بالحكم على الأشياء إذ لم تكن بجانبي إدارة جيدة توجّهني وتقوّيني. لم أعد أصدّق أحداً في هذه الأجواء والمؤامرات الفنية. من الأشخاص الذين وقفوا الى جانبي روبير فخري الذي ساعدني كثيراً في «روتانا» لكنّه سافر بسبب الحرب الأخيرة على لبنان، الى أن ارتبطت اليوم مع شركة عادل معتوق لأني في حاجة الى من يحيطني شخصيّاً وفنيّاً.

أعطيت الفنان نقولا الأسطا أغنيتين، حدّثنا عن هذا التعاون؟

تجمعني صداقة بالفنان نقولا الأسطا إذ تعرضنا للظلم نفسه والظلم. آمن بي وبموهبتي وكان مثل محامي الدفاع عنّي في كلّ الظروف. أقدّره كثيراً ولا أشعر معه بأني أتعامل مع مطرب بل مع صديق وأخ. أعطيته أغنيتين من كلماتي وألحاني واحدة باللبنانية وثانية باللهجة المصرية، ستكون المرّة الأولى التي يغنّي فيها نقولا بالمصرية. أتمنّى أن يكلل هذا التعاون بالنجاح.

إلى أيّ مدى يستفيد الفنان حين يكون هو المؤلف والملحن؟

يستفيد حين يمتلك الموهبة ويكون في الوقت نفسه منطقياً وليس أنانيّا ويستشير الآخرين. عندما تعرف ماذا تريد وتكون الملحنّ والمؤلف في الوقت نفسه تستطيع القيام بعمل يشبه شخصيتك ويترجم حالتك. أملك الموهبة وأقدّم مادّة جيّدة. حاربني ملحنون كثر وطرقت أبوابهم لكن من دون جدوى. مثلاً لم يعطني مروان خوري موعداً للقائه رغم أني طلبت ذلك عدة مرات ولم يعتذر. كذلك الأمر مع الملحن سمير صفير الذي حاولت الاتصّال به بالوسائل كافة ولم ألق جواباً مقنعاً. تعلمت أن عليك أن تساير كثيراً في هذا الوسط الفنّي لكي تصل الى ما تريد. المشكلة أنني لست من هذا النوع على الإطلاق.

كيف تصف علاقتك بالصحافة وهل أنت مغيّب إعلاميّا؟

علاقتي جيدة بالصحافة المحترمة. أردّ على النقد البنّاء الذي يدفعني نحو التقدّم وتحسين بعض الأخطاء. الدليل على ذلك حلقة «مع حبي» مع جومانا أبو عيد إذ أحاطتني الصحافة بمحبّتها. أما ذوو الأقلام المأجورة أو من يدّعون أنّهم صحافيّون فألتزم الصمت حيالهم لأنهم لا يستحّقون أنّ أعطيهم لحظة من وقتي. أركّز على عملي قبل أي شيء آخر. لست من النوع الذي يدفع المال لكي يظهر على الشاشة أو ليحتلّ غلاف مجلة أو جريدة فهذا ليس دليل نجاح بل فشل. أطلّ عبر وسائل الإعلام حين يكون لديّ عمل جديد ومادّة أقدمها الى الجمهور لا لمجرّد أنّ أقول أنّي موجود. وحدها أعمالك تثبتك وتقوّيك. أنا مرتاح جدّا مع نفسي لشعوري بأني انسان نظيف وهذا المهم.

تشعر بأن هناك من لا يريد نجاحك في الوسط الفنّي ؟

ليس شعوراً بل أؤكد لك على حقيقة هذا الأمر ولديّ أدلة لا أريد الخوض فيها. لا أضمر الشرّ لأحد. أضحك دائما ولا أدع حزني يظهر على وجهي. (يضحك) أستغرب من بعض الناس الذين يجاملونك ويظهرون لك كامل طيبة وفي المقابل يتحدّثون عنك بالسوء في غيابك؟ بعض الفنانين يطلب منّي لحناً ثم أسمعه يهمس «لو أنّ هذا اللحن فيه خير لكان احتفظ به زياد لنفسه»، هل تصدق؟ ألم يقدّم الأستاذ ملحم بركات أجمل ألحانه إلى الفنانة ماجدة الرومي في أغنية «اعتزلت الغرام»؟ لا أعرف ماذا أقول لهذه الفئة من الفنانين.

لمن تحبّ أن تلحّن؟

أحبّ أن أتعاون مع نانسي عجرم وفضل شاكر. كما طلب لكل من عمرو دياب وإيهاب توفيق وهاني شاكر. وهناك عمل مع الفنانة سيرين عبد النور.

إلى من تستمع من الفنانين؟

تلفتني الأغنية الجميلة أكثر من الفنان نفسه. أنا معجب بأصوات فضل شاكر وحسين الجسمي وصابر الرباعي. تلفتني كذلك شيرين عبد الوهاب ونانسي عجرم ويارا.

ما سبب انفصالك عن «روتانا»؟

كان العقد بيننا لخمس سنوات مقابل خمسة ألبومات لم ينفّذ منها سوى ألبومين. بسبب حرب العراق ثمّ حرب تموز على لبنان تأخرت أعمالي. لم تناسبني أيضاً حصرية عرض الكليبات على شاشتها فما المانع من عرضها على فضائيات أخرى؟ طلبت مغادرة الشركة وأعلنت ذلك من على شاشة «روتانا» تحديداً مع نادين فلاح. هناك محبة وإحترام متبادلان بيننا حتّى الآن وما زال فريق عملها يغطي نشاطاتي. أنا اليوم مع شركة Oscar production لمالكها عادل معتوق وهو اسم قويّ ولديه علاقاته وتجاربه في المجال الفنّي. من المهم أن تكون علاقتك مع المنتج مباشرة لا عبر وسطاء، ما يسهّل العمل.

هواياتك في الحياة؟

الموسيقى والكتابة والرياضة والبلياردو.

ماذا يعني لك شهر رمضان المبارك؟

إنه شهر الخير والمحبّة والتقرّب من الله. أتمنّى رمضاناً كريماً للعالم العربي بأسره وأن يعمّ السلام والطمأنينة ويجتمع الناس على المحبة والتسامح ومساعدة بعضهم البعض الآخر.

طبقك المفضّل؟

المنسف.

ما هو جديدك؟

أنهيت الفيديو الكليب الجديد ويتوقع أن يعرض على الشاشة في الأيام المقبلة. إنه من توزيع ميشال فاضل، إخراج موسيقي رالف خوري، مهنس صوت شربل منير «studio vision»، إخراج باسم مغنية. أنهيت أيضاً التحضيرات للألبوم الجديد المؤلفّ من 7 أغانٍ، 6 منها من كلماتي وألحاني وواحدة من كلمات هاني عبد الكريم وألحان وليد سعد وتوزيع مدحت خميس، سيبصر النور بعد عيد الفطر السعيد إن شاء الله.

back to top