صابر الرباعي: أضرب الحديد حامياً

نشر في 27-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 27-09-2007 | 00:00
مذ لُقّب بـ «امير الطرب العربي» اتخذ الحديث مع صابر الرباعي منحى آخر. للنجاح راهناً معنى مختلف إذ وضعه اللقب في مواجهة مع من حمله سابقاً، أمير الغناء العربي هاني شاكر، الذي رفض التعليق على منح صابر هذا اللقب. ماذا يقول صابر الرباعي عن اللقب، وما اثير حول الموضوع؟
سمعت كثيراً كلمة مبروك. بعد المباركة اين أنت راهناً على الساحة الفنية؟

بكلمة واحدة: مجتهد .

أليست هذه قسوة على الذات؟

أتكلم عن شخص اسمه صابر الرباعي حريص تمام الحرص على تقديم ما هو جديد على الساحة محاكياً ما هو عالمي في تقنية التسجيل، فضلاً عن المحافظة على الرقي في تقديم الأغنية، مع الاصرار على التطور والتطوير.

حين احترفت الغناء هل كنت تطمح إلى الشهرة أم الى حب الناس ام لتصبح ثريا أسوة بكبار نجوم الغناء في الوطن العربي؟

مخطيء من يفكر في الشهرة لدى احترافه الغناء. في البداية كان الغناء إرضاء للغريزة بالنسبة إليّ. اردت إرضاء ذاتي وحبي للغناء . لم أسعَ يوما وراء الشهرة فهي نتيجة النجاح وحب الناس . اما المال فلم يهمني يوماً.

حصولك حديثاً على لقب امير الطرب العربي...

(مقاطعاً) يادي اللقب.

البعض اعتبر أنّه خبث فني وقال آخرون إنك لست في حاجة الى ذلك اللقب..

(مقاطعاً) أو كبير عليه.

لم اقل كذلك، انا قلت خبث فني.

لِمَ التركيز على هذا اللقب؟ رغم حصولي على الكثير من الاوسمة والالقاب وشهادات التقدير و«الميكرفون الذهبي»، كلها كانت موضع ترحيب فلِمَ هذه الضجة المفتعلة على اللقب.

ماذا اضاف لك اللقب؟

المزيد من المشاكل فحسب.

هل حصل اتصال مباشر بينك والفنان هاني شاكر ؟

لم يحصل اتصال مباشر لكن علمت انه كان مرحباً بحصولي على اللقب. ليست المشكلة بيني وهاني شاكر.

لكن تردد ان حصولك على اللقب لتؤكد على أنك الرقم واحد من حيث الشعبية والمبيعات، ما ردك؟

من اطلق هذا التفسير هو لغاية في نفس يعقوب. لكن أنا وهاني شاكر في غنى عن هذا اللقب. لا ينتظر هاني شاكر هذا اللقب كي يعلي من شأنه لأنه أهم من اللقب. جرى التركيز على الناس الذين حاولوا استغلال حصولي على هذا اللقب بطريقة سيئة.

حين بدأت حياتك الفنية كنت هادىء الطباع والآن تغيّرت الى حدّ ما. هل غيّرك الفن؟ أم ما يجري في الوسط الفني؟

أصل أحياناً الى مرحلة الاستفزاز. انا في النهاية إنسان, مثلي مثل الاخرين. وإن لم تكن لدي ردود أفعال لا يعني معناه انني انسان «مفبرك». لديّ لحظات ضعف ونرفزة وأمور تستفزني.

من هي المراة التي تستفز صابر الرباعي وتجعلك عاشقاً متيماً؟

هي المرأة التي تجمع الأنوثة والذكاء. أحب المراة الطبيعية والعفوية.

يقال إن الرجل الشرقي لا يحب المراة الذكية، لِمَ؟

كي لا تتدخل في مسائله الشخصية. أعتقد أنها نقطة ضعف لا نقطة قوة، لان الرجل الذكي هو الذي يسمح لأقرب الناس اليه بمشاطرته همومه وأحلامه و طموحاته. هذا هو الذكي لان أول من يخاف على مصلحة الرجل هي زوجته لا صديقه.

وانت رجل ذكي؟

الى حد ما، لأنّ زوجتي تشاركني في أيّ خطوة من خطواتي الفنية، في اختياراتي الغنائية. حين أكون على أهبة تصوير اغنية استشيرها في التفاصيل كافة. تسير زوجتي معي كتفاً الى كتف في الفن والحياة.

أنت اليوم جسر التواصل بين الشرق العربي وغربه، أليست مسؤولية؟

بالتاكيد، مسؤولية كبيرة. لكن ثمة الكثير من الاصوات في المغرب العربي حققت شهرة عالمية. مسؤوليتهم اكبر من مسؤوليتي أمثال فوديل والشاب خالد اللذين يحملان لواء الأغنية المغاربيّة.

لكنك الاقرب من حيث الشكل والمضمون من شعوب المشرق العربي؟

لست وحيدا. ثمّة مواهب من «سوبر ستار» و«ستار اكاديمي» عليكم إعطاءها الفرصة. أنا لم اصل الى هذه المرحلة الا بعد عشر سنوات من حياتي الفنية منذ 1997 في العالم العربي و7 سنوات في تونس .

هل فكرت خلال وجودك في تونس في عدم إكمال مسيرتك الفنية؟

مرة واحدة فحسب.

هل تتقن شيئا آخر غير الغناء؟

كلا، قبل الفن كان توجهي ناحية دراسة الهندسة المعمارية .

هل أكسبك الزمن خبرة تعتز بها؟

المثابرة والطموح والحرص على المستقبل.

والأشياء التي تخلصت منها؟

في الماضي كنت متساهلاً في بعض الاشياء، أغض الطرف عن بعضها. أما الآن فلا أعلق عليها إذ اختلف الوضع. إن كان هناك شيء يزعجني أسال، أناقش أضرب الحديد وهو حامٍ.

هل تعيش حربا ضد ظاهرة العري على الساحة الفنية؟

أعيش حرباً ضد الرداءة لا ضد اشخاص.

من يتحمل المسؤولية؟

أحمّل الرقابة الجزء الأكبر والأهم اما الباقي فنتحملها بالتساوي: اهل الفن والصحافة ناهيك بالجمهور.

هل جمهورك من النخبة ام من العامة؟

جمهوري من العامة. شريحة كبيرة تطلب صابر الرباعي ولا تريد الاستماع إلاّ لصابر. جمهوري كبير وليس من النخبة لان الجمهور النخبوي قليل العدد .

لكن جمهورك من نوعية خاصة؟ هل يشبهك؟

من يقصد صابر يعرف شخصيته والفن الذي يقدمه. جمهور من نوع آخر لا يمكن ان يحب صابر ويأتي اليه. جمهوري حساس يحب الاستماع الى نمط معين من الموسيقى والغناء.

هل ثمة فئة معينة لم تخترقها حتى الان وتنوي اختراقها عبر نوعية جديدة من الاغاني والموسيقى؟

ثمة الكثير لكن لا اعلم ما هو. ما زلت في مرحلة البحث.

ما الذي يشغلك في اوقات الفراغ، القراءة ام هوايات أخرى؟

لست من هواة القراءة . أحب الانترنت ومتابعة الأخبار. لا أخباري الفنية فحسب. أتتبع من باب الفضول أخبار الرياضة بشكل كبير لكني لست من هواة متابعة المسلسلات ولا اخبار السياسة.

تتمتع بروح رياضية في حياتك الفنية أي تتقبل النقد؟

أتقبل النقد لا الانتقاد. استمع اليه وآخذ به شرط ان يأتي من أهل الاختصاص.

هل لديك مأخذ على الصحافة؟

علاقتي بالصحافة ممتازة ومأخذي على صحف «قالوا وقيل» ومجالس النميمة. هذه النوعية من الصحافة تسيء إليكم اكثر من إساءتها الى الفنانين.

هل تترك رحلاتك المستمرة مجالا للاهتمام بعائلتك أم تشعر بتأنيب الضمير لأنك لا تهتم بالعائلة كما يجب؟

ينتابني هذا الاحساس أحياناً، لا سيما في مناسبات الاعياد إذ يرغب المرء في تمضية الأوقات مع عائلته، لكن احاول التعويض عن غيابي لدى وجودي في تونس فأكرس معظم وقتي للعائلة. أستمع اليهم، ألاعبهم. من الضروري ان يشعر الاولاد بان والدهم يشاطرهم الصغيرة والكبيرة في حياتهم. اعترف بأن الفن سلخني من العائلة لكنني احاول قدر المستطاع تعويض غيابي، لا سيما ان الموضوع يزعجني كثيرا فأنا أعشق عائلتي.

back to top