داليا البحيري: لا أخشى التحوّل رجلاً

نشر في 20-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 20-08-2007 | 00:00
لو شعر الفنان بالرضى ولو للحظة فذلك من علامات النهاية. تعلمت ألا ألتفت الى ما قدمته سابقاً، بل الى الخطوة المستقبلية لأنها الأهم. هكذا تعترف الفنانة الشابة داليا البحيري التي عبرت الى عالم الشهرة والأضواء من بوابة الجمال إذ تربعت ذات يوم على عرش ملكة جمال مصر.

تخلت داليا حديثاً عن جمالها وأنوثتها وتحولت رجلاً بإرادتها الكاملة في المسلسل التلفزيوني «صرخة أنثى» ورفضت بسببه عشرات الأعمال. منذ فترة عرض عليها مسلسل رائع يروي قصة إمرأة متحولة جنسياً. يستعرض حجم المعاناة والمشاكل التي تتعرض لها من قبل المجتمع الذي لا يكترث لهذه المشاكل والآلام النفسية والاجتماعية، حول هذا المسلسل وغيره معها هذا الحوار.
ألا ترين أن قصّة امرأة متحوّلة جنسيّاً موضوع جريء؟

بالتأكيد، جرأة المسلسل هى أكثر ما حمسني لأنه العمل التلفزيوني الأول الذي يناقش تلك القضية مستعرضاً حجم المشاكل التي تعانيها المتحولات والضغوط الإجتماعية حتى من أقرب الناس، كذلك نظرة المجتمع وحرمانهن من حقوقهنّ الطبيعية كالزواج والكثير من المشاكل التي يلقى المسلسل الضوء عليها بجرأة وموضوعية في الوقت نفسه. نحن لا نسعى الى الإثارة بقدر ما نهتم بمناقشة تلك المشاكل المطروحة حقاً في المجتمع.

لكن سبق تناول هذه الفكرة درامياً في أكثر من عمل فما الجديد؟

صحيح، لكن ثمة اختلافات كبيرة بين مسلسلنا هذا وتلك الأعمال، في مقدّمها الرؤية التي يطرحها أي عمل فتجعل الواحد مختلفاً عن الآخر في ما يطرحه من أفكار وما يناقشه من رؤى. على سبيل المثال ناقش فيلم المخرج رأفت الميهي الظلم الاجتماعي الذي ترزح تحته النساء عامة، ما يدفع البطلة الى التحول رجلاً للحصول على حقوقها، إثر فشل «شعارات المساواة» في تحقيق ذلك. في المقابل يختار الرجل التحول امرأة لرعاية زوجته التي اختارت الرجولة. يناقش المسلسل الفكرة بشكل واقعي تراجيدي يستعرض حجم المعاناة النفسية والاجتماعية تدفع البطل الى اتخاذ قرار التحول إلى امرأة، مع إلقاء الضوء على الأسباب العلمية والنفسية والاجتماعية التى تلعب دورا لا يستهان به في تلك القضية، إضافة إلى حجم المعاناة التي تتعرض لها نتيجة التحوّل. ربما تتشابه الأفكار في إطارها العام لكنها تختلف بالتأكيد في طريقة المعالجة.

ملكة جمال فى ثوب رجل، كيف؟

أدرك تماماً المأزق وأحرص على تفهم طبيعة الدور والشخصية وكيف ومتى أسجن أنوثتي ومتى أفرج عنها، حتى يصل الدور الى الجمهور بشكل جيد. وأثبت للجميع أنني لست مجرد وجه جميل بل ممثلة قادرة على تقديم مختلف الأدوار والشخوص.

ألا تخشين تأثير التلفزيون على نجوميتك السينمائية؟

أختلف مع هذا الرأي تماما، فثمة نجوم كبار وشباب خاضوا تجارب تلفزيونية ناجحة. لم يؤثر ذلك على مشوارهم السينمائي، فللتلفزيون جمهور كبير لا يمكننا تجاهله كما أنه مختلف عن جمهور السينما ويحتاج إلى موضوعات ومعالجات متنوعة، وهو جمهور متزايد بشكل مذهل، خاصة في عصر الفضائيات، ما يجعل تجاهله مسألة في غير مصلحة الممثل. المهم الإختيار الجيد فى ظل المنافسة الشديدة حالياً. ثمة عشرات الأعمال والجمهور يتابع الأعمال الجيدة من غير مجاملة او انحياز.

ألا تفكرين في العودة الى العمل كمذيعة؟

لم أتمرد على فكرة العمل كمذيعة لكنني حريصة حاليا على التفرغ للممثلة داليا لترسيخ الخطوات على الساحة من خلال اختيارات جيدة تدفعني الى الأمام، علماً أن عملي كمذيعة يحتاج إلى تفرغ كامل لاختيار فكرة جيدة وتقديمها بصورة جيدة، وهو ما يتطلبه عملي كممثلة. كان عليّ الاختيار فاخترت التمثيل مرحلياً لكنني أتحين الفرصة للعودة في برنامج جديد شكلاً ومضموناً.

وماذا عن فيلم «أحلام حقيقية»؟

أنتظر هذا الفيلم بفارغ الصبر لأنه تجربة سينمائية مختلفة تماماً عن مجمل الأفلام المطروحة الآن. تقاسمني البطولة حنان ترك وخالد صالح وفتحي عبد الوهاب. أتمنى ان يحظى بإعجاب الجمهور والنقاد.

كيف تقرأين خطواتك السينمائية؟

أجتهد في دراسة ما مضى لأتعلم من أخطائي محاولة الاستفادة قدر الإمكان. بشكل عام لا أتعجل خطواتي. أفضل الصعود البطيء بثقة أكبر من الصعود سريعاً ثم لا شيء.

مساحة الغيرة بينك وبين بنات جيلك معدومة؟

ليست غيرة لكنّها منافسة فنية وشريفة لمصلحة المشاهد في الحالات كافة. من جانبي لا أضع شيئاً في حساباتي. أنا مهتمة بتقديم كل ما هو جديد ويدفعني الى الأمام.

ماذا بعد «صرخة أنثى»؟

أنا متفرغة تماماً لهذا العمل ومن أجله رفضت أعمالا كثيرة نظرا الى أهميته في مشواري الفني، لذا أنا خارج الخدمة مرحلياً حتى ينتهي «صرخة أنثى» بنجاح عظيم.

back to top