زرقاء اليمامة: البوابة الشمالية

نشر في 28-12-2007
آخر تحديث 28-12-2007 | 00:00
بدلاً من أن ننبذ ما تقوم به إيران من تهور أمام المجتمع الدولي، يجبرنا الوقت أن تدخل البوابة الشمالية خيمتنا ونحتمي سوياً من برد الغرب، ويفرض علينا الوضع السياسي الآن أن تكون إيران صديقتنا وحليفتنا على ضوء تحديات جسيمة يمر بها الشرق الأوسط، وليس بحكم الجوار بأنها لصيقة لنا ولا تبعد عنا إلا على مد النظر.
 الجوهرة القويضي بعد أن بات شبح الحرب يلوح في الأفق، ويهدد بنشوب حرب كونية تمتص الأموال وتبتزّ ما جُني من ثروات طائلة، تخيل الوضع في مياة الخليج الزرقاء تغلي على نار هادئة وأسراب الصواريخ تخترق صمت كلام البشر المسالمين، وسيبقى البترول السبب الرئيسي في إذكاء تلك النزاعات الإقليمية والصراعات الدولية واستمرارها، فهو العامل الجاذب والدافع المغري للأطماع الاستعمارية الذي تحوّل في منطقتنا إلى لعنة تطارد تلك الشعوب القاطنة على ضفاف ذلك الحوض البحري الكبير، ولنفس الأسباب، وتوقعاتي، هبط كل ما يوحي بالحرب للأطماع نفسها، فلاحرب من أجل النووي ولاشيء سوى الحرب النفسية والمناوشات في الوقت الضائع، وما نتج عن تلك الحرب الوهمية هو التضخم العالمي عامة والخليجي خاصة وارتفاع للأسعار تخوفاً من حرب قادمة، فسعر المواد الأساسية في ارتفاع مستمر.

وبالرغم من ارتفاع التصريحات المعادية أيضاً لدول الخليج، بعد انضمام الإصلاحيين في طهران إلى المتشددين منهم، مهددين بتحويل الخليج الفارسي إلى خليج من الدماء، وبالطبع مثل تلك التصريحات نتجت عن تشتت الجوار، فإن إيران لن تكون عضواً في مجلس التعاون الخليجي لعدم حاجتها إلى ذلك، ولكن دول الخليج وقاطنيها بحاجة إليه، وبالرغم أيضاً من عدم ماهية ذلك المجلس، ولكن مع ضم إيران إلىه سيكون الوضع مختلفاً، وعندما نضع أيدينا بأيديهم سنأمن الخوف والتهديد والقوة مع دولة قوية، كما أنه بالرغم من مقولة: «إيران لا تتناسب مع دول الخليج لا بنظامها السياسي ولا الاقتصادي ولا حتى العقائدي»، فهو منطق غير حضاري، والأجدر بنا أن نكون وإياهم أصدقاء، بدلاً من أن تكثر التصريحات والروايات بأن إيران ستلتهم وتحكم العالم الخليجي، وبأنها ستغزو إسرائيل وما شابه ذلك، فتشابك الأيادي بين قادة الخليج ورئيس إيران ليس فقط أمام كاميرات الصحافيين، بل لابد أن تكون الصورة حقيقية من الداخل، فإيران أهلكتها الحرب أكثر من ثماني سنوات، ودول مجلس التعاون الخليجي، كانت تمد صدام بكل العتاد حتى تكتفي شر البوابة الشمالية، وبدلاً من أن ننبذ ما تقوم به إيران من تهور أمام المجتمع الدولي، يجبرنا الوقت أن تدخل البوابة الشمالية خيمتنا ونحتمي سوياً من برد الغرب، ويفرض علينا الوضع السياسي الآن أن تكون إيران صديقتنا وحليفتنا على ضوء تحديات جسيمة يمر بها الشرق الأوسط، وليس بحكم الجوار بأنها لصيقة لنا ولا تبعد عنا إلا على مد النظر، فلتتماسك الأيدي لنكن أصدقاء حقيقيين وليس من خلف الأبواب، وسيكون حتماً القادم أجمل.

وقفة شفافة:

أيها الحلم قد طُمر كل ما في صدري لأن باب الحلم قد أُغلق وارتميت على شوك المغيب ولم أرَ غير الأطلال فهو باقِ... رحمة أيتها الوطأة الأخيرة للحزن إنه يرتشفك بعواء مخيف وعميق بداخله... رحمة بها فقلبها أرق من ورق «السولفان» آه يا فِلقة القلب... تتوالى الأعياد ولا أراك ، فهل ستزورني في هذا العيد حلماً أتمنى؟

back to top