هل سهلت الاستخبارات العسكرية التركية الغارة الإسرائيلية على سورية؟

نشر في 13-09-2007 | 00:02
آخر تحديث 13-09-2007 | 00:02
كشفت مصادر مطلعة لـ«الجريدة» عن «دور أساسي» أدته الاستخبارات العسكرية التركية في توفير معلومات عن الاهداف التي تعرضت لغارة إسرائيلية فجر الخميس الفائت شمال شرق سورية، من دون التنسيق مع حكومة رجب طيب أردوغان، التي تخشى تل أبيب أنها تتساهل في استخدام أراضيها لتمرير اسلحة إيرانية الى دمشق، كما حصلت الطائرات الإسرائيلية، بحسب المصادر، على غطاء المؤسسة العسكرية التركية لاستخدام الأجواء التركية بهدف تنفيذ العملية التي احاط بها الكثير من الغموض.

وشددت المصادر على ان واحداً من المسارات التي يمكن أن يتخذها سلاح الجو الإسرائيلي لتوجيه ضربة محتملة إلى الملف النووي الإيراني يحتم خرق الأجواء السورية والوصول الى الأجواء الحدودية مع تركيا قبل دخول المجال الجوي العراقي الآمن فوق إقليم كردستان ثم الى إيران. وعليه ترى المصادر «أن الأهمية الاستراتيجية للغارة وتعدد أهدافها حتّما تنسيقاً دقيقاً مع الاستخبارات العسكرية التركية بعيداً عن المؤسسة السياسية».

ولفتت المصادر الى السجال «الخافت» الذي اندلع بين أنقرة وتل ابيب على خلفية هذه الغارة ومطالبة الأخيرة اسرائيل بتوفير إجابات بشأن «انتهاك محتمل للمجال الجوي التركي» لاسيما أن المسؤولين الأتراك أعربوا عن «اعتقادهم» أن مقاتلات اسرائيلية تخلصت من خزانات الوقود التي عثر عليها في وقت متأخر من يوم الخميس قرب الحدود التركية-السورية بالتزامن مع توقيت الغارة، لتخفيف حمولتها وزيادة سرعتها للإفلات من الدفاعات السورية.

ومن المعروف ان إحدى اهم ركائز العلاقات التركية-الإسرائيلية هي العلاقة العسكرية والاستخباراتية بين البلدين، وقد أجرى الجانبان تدريبات عسكرية مشتركة كان آخرها تدريبات بحرية قبل أسبوعين، غير أن العلاقات بين البلدين تتعرض منذ تسلّم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية الحكم الى امتحان دائم.

وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان سارع في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوري الزائر وليد المعلم الى وصف الحادث بأنه اعتداء على سورية، معتبراً أن مثل هذه الحوادث يزيد التوتر الموجود أساسا في الشرق الأوسط.

ورجحت المصادر أن يكون أحد الأهداف الصغرى من «خرق الأجواء التركية» بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية التركية، توجيه رسالة الى حزب العدالة والتنمية الذي يمسك بالحكومة وبرئاسة الجمهورية بعد ان نجح في إيصال مرشحه عبدالله غول، الذي يعتقد أنه يبدي تساهلاً بشأن عمليات تهريب السلاح الى سورية وعبرها الى منظمات تصنفها واشنطن وإسرائيل على أنها إرهابية.

وليس خافياً ان المؤسسة السياسية في تركيا أدت دوراً نشيطاً في تبادل الرسائل بين الحكومتين السورية والاسرائيلية بشأن احتمالات استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين، وأنها تبدي حماساً كبيراً لترطيب الأجواء بين البلدين.

سورية النووية

وفي سياق متصل افادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس ان اسرائيل نفذت في الآونة الاخيرة طلعات جوية استطلاعية فوق سورية والتقطت صوراً لما يحتمل ان يكون منشآت نووية يعتقد مسؤولون اسرائيليون انها قد تكون جهزت بمعدات من كوريا الشمالية.

وكتبت الصحيفة ان مسؤولا في الادارة الاميركية ومسؤولين اسرائيليين يعتقدون ان كوريا الشمالية ربما أرسلت بعض معداتها النووية الى سورية، وقال مسؤول رفض كشف اسمه إن «الاسرائيليين يعتقدون ان كوريا الشمالية تبيع ايران وسورية ما تبقى لديها».

back to top