غياب الرياض عن لجنة جوار العراق يكرس تردي علاقاتها مع دمشق

نشر في 09-08-2007 | 00:10
آخر تحديث 09-08-2007 | 00:10
No Image Caption
انعقدت أمس في دمشق اللجنة الأمنية لدول جوار العراق في حضور عدد من دول المنطقة وأطراف دوليين وفي غياب السعودية.
إشارة جديدة على حجم تردي العلاقات السعودية-السورية جاءت هذه المرة من دمشق حيث عقد أمس اجتماع «اللجنة الأمنية للتنسيق والتعاون لدول جوار العراق»، واختارت الرياض عدم الحضور.

وقال مراقبون إن عزوف المملكة عن المشاركة في مؤتمر يعالج أحد أبرز ملفات «الأمن الإقليمي» الذي يمثله ملف الأمن في العراق، بالتزامن مع إعلان المملكة أمس الأول إيفاد بعثة الى بغداد للبحث في فتح سفارة في هذا البلد، يعكس رغبة الرياض في تظهير حجم المشكلة مع دمشق، التي يعد لبنان أبرز عناوينها وإن كان لا يختصر كل تفاصيل سوء العلاقة بين البلدين وأسبابه.

وكانت آخر إشارات التردي جاءت من مؤتمر وزراء الخارجية العرب في مصر حين تفجر الخلاف بين الطرفين على خلفية رفض المندوب السوري بنوداً في مسودة البيان الختامي ترحب بدعوة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى مؤتمر سلام دولي استثنت واشنطن سورية منه. وانتهى المؤتمر بخروج المندوب السوري متهِماً المجتمعين أمام الصحافة بأنهم يتآمرون لتصفية القضية الفلسطينية. وتقول مصادر مطلعة لـ«الجريدة» إن الرياض باتت أكثر اقتناعاً بأن «سورية تلعب دوراً سلبياً حيال الأمن الإقليمي في كل من لبنان وفلسطين والعراق» وبأنها تبالغ في «توظيف لعبة الأمن في علاقاتها الاقليمية والدولية». كما تتهم الرياض سورية بتسهيل عبور «الشباب السعودي المغرر به» عبر القامشلي ومعابر أخرى الى العراق، والعكس أيضاً، بالاضافة الى استضافة دمشق مئات المطلوبين السعوديين الذين تطالب الرياض باستردادهم.

وتضيف المصادر أن المعطيات التي تجمعت لدى القيادة السعودية بشأن التحقيقات في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، «وثّقت قناعة المملكة في أرفع مستوياتها بأن حجم التورط السوري في الجريمة أكبر من أن يتاح القفز فوقه لتصحيح مسار التدهور بين العاصمتين».

ويرى مراقبون مطلعون أن المملكة لا تبدي أي حماسة لأي نوع من الاتصال بدمشق، على اعتبار ان الرئيس بشار الأسد «لا يفي بما يقطعه من التزامات، إما لغياب النية وإما لغياب القدرة» وفي الحالين ترى المملكة ان السلوك السوري الذي كان تغييره عنوان عدد من المطالب الأميركية إلى دمشق أمر ميؤوس منه.

ولفتت مصادر «الجريدة» الى أن طهران باتت تدرك عمق هذا المأزق بعد أن جرت محاولات عدة لترطيب الأجواء بين الرياض ودمشق، لم تنته إلا الى تكريس حال التوتر بين البلدين. وشددت المصادر على أن طهران فهمت من المملكة أنه لا تحسن في أفق العلاقات السعودية-السورية إلا وفق تطورات ملفي نتائج التحقيق في جريمة اغتيال الحريري وانضباط دمشق تحت سقف عدم التهديد لأمن الجوار لا سيما العراق.

من جهته وصف مدير ادارة الوطن العربي في وزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي الوضع في العراق بأنه «معقّد» مؤكِّدا حرص دول الجوار على منع أي تسيب امني جانب حدودها المشتركة.

وقال على هامش اجتماعات لجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق ان عدم استتباب الأمن في العراق قد ينعكس سلبا على دول الجوار من خلال نقل جزء من المشاكل اليها.

واضاف المباركي الذي رأس الوفد الكويتي المشارك في الاجتماعات «ان دول الجوار تتخوف من فوضى أمنية على الحدود لأن ذلك قد يؤثر بالتأكيد على سورية أو الكويت أو السعودية أو الاردن وغيرها من الدول؛ لذا فإن دول الجوار حريصة على منع أي تسيب أمني».

back to top