زرقاء اليمامة: الكويتيون الطيبون

نشر في 22-02-2008
آخر تحديث 22-02-2008 | 00:00
الكويتي طيب جداً بفطرته لايحمل الحقد إلا ما ندر أو حالة خاصة مرضية، أغلبية من يعيشون على هذه الأرض الطيبة يخافون الله ومن يخاف الله لا تخاف منه، لذلك كل ما يحدث من كوارث اجتماعية مشتعلة لا تلبث أن تنطفئ وبسرعة، من لهيب السعار والمتسببين بها من تجار وهيئات.
 الجوهرة القويضي حياتنا ليست في خطر تحت مظلة اختلاف الديموقراطية!! بل لأن الكويتيين الطيبين لا يتقنون التعامل معها، منذ نشأتهم وهم يتعاملون مع بعضهم بطيبة وعاطفة مفرطة، أشد ما يتقنونه هو الخطابات والنزاعات الكلامية، ومن ثم يتراجع كل واحد منهم كطفل بريء أخذ الآخر لعبته وبكل أنانية يحاول الثاني استرجاعها، ومن ثم يتأسف له لشعوره بالذنب.

الكويتي طيب جداً بفطرته لايحمل الحقد إلا ما ندر أو حالة خاصة مرضية، أغلبية من يعيشون على هذه الأرض الطيبة يخافون الله ومن يخاف الله لا تخاف منه، لذلك كل ما يحدث من كوارث اجتماعية مشتعلة لا تلبث أن تنطفئ وبسرعة، من لهيب السعار والمتسببين بها من تجار وهيئات إلى مناورات بين الآراء والمعتقدات، إلى تعاسة المواطنين ولحظات التفكير والتأمل الذي يطغى على المفكرين العقلاء عن كل ما يحدث، قالها مفكر من بلد عربي وكاتب معروف «إيه دا اللي بيحصل بالكويت، هي الدولة ما لهاش هيبة، مش كدا برضه الديموقراطية»!! نعم نحن في بلد ديموقراطي ولكن لابد للدولة أن تقول كلمتها إزاء ما يحدث من كل المشاكل التي تدور بنا وتلف وتحاول خنق المواطن بحبالها.

تتصدر الأحداث الصفحات الأولى من الصحف، فلان قال، وآخر هدد، وآخر رد، إعصار تظاهري استنكاري مخالف لحياة طبيعية تقول لا ثبات إلا بالتغير، الدوام لا يكون بالإيجاب دائماً، فمهما طالت وامتدت العاصفة مآلها للركود، قال الشاعر:

أتأسفنَّ على غدر الرجـال لطالما رقصت على جثث الأسود كلابُ

لا تحسبن برقصها تعـلو على أسيادها فالأسد أسدٌ والـكلابُ كلابُ

وقال الشاعر:

إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من أجابت به السكوت

وقال الشاعر:

يصلب الشعراء من أجل رأي فلماذا لا يصلب الأذكياء؟

الكويت هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بآماله المكتظ بكل الفئات الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، الثقافية إلى الفئة البسيطة التي تمد يدها لا دعوى لها بكل ما حدث ويحدث، تشملهم الطيبة رغم اختلافها وغضبها.

وفي النهاية كل كوارثنا الاجتماعية هي الطبيعة الدورية في الأسرة الواحدة، والتعامل معها بحكمة هو الحل! والكويت أسرة واحدة تفرح وتبكي وتحزن وتثور وتزمجر وتهب عواصفها ولا يلبث أن يهل غيثها. ومن المؤكد أن القادم سيكون أجمل.

وقفة شفافة:

سيادة الأوهام فوق حطام الخرائب، وسحق فتات البشر المقبور، فمن اغتالهم؟ ومن كسر الطوق المخملي الدافئ غير الحاقدين من جلودهم لا تنبت إلا في تربة الأغراب عنا؟!

back to top