يوسف الخال: أسامة الرحباني ورّطني إيجابياً

نشر في 08-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 08-10-2007 | 00:00

الممثل اللبناني يوسف الخال إبن الأديب يوسف الخال. يهوى الموسيقى والغناء لكنه ورغم الإغراءات التي ترده في هذا المجال لا يجازف باسم عائلته من أجل المادة. يرفض أداء دور الشاب الوسيم والشرير طول الوقت. يبحث عن دور صعب يتحدى به نفسه ويتمنى أداء دور صاحب عاهة جسدية. يعتبر تجربته مع الرحابنة أكبر دليل على نجاحه. عن هذه المواضيع وغيرها دار حديثنا معه.

بعد مشاركتك في مسرحية «زنوبيا» لمنصور الرحباني التي عرضت حديثاً في مدينة جبيل ماذا تحضر عملاً جديداً؟

صورت مسلسل «الينابيع» إنتاج شركة «خيال» التي نملكها أنا وشقيقتي الممثلة ورد الخال وننتظر عرضه على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بعد عيد الفطر إن شاء الله. كما صورت خماسية «كليوبترا» من سلسلة «حواء في التاريخ» وعرضت خلال شهر رمضان مع الفنانة كارول سماحة. أصور راهناً مسلسل «ورود ممزقة» إنتاج إيلي معلوف وإخراجه، كتابة طوني شمعون. كما أشارك في ثلاثية من سلسلة «ليلة القرار» عن رؤساء جمهورية لبنان السابقين. إن سمح الوضع الأمني في لبنان سوف نعرض مسرحية «زنوبيا» في بيروت. في الوقت نفسه أعمل في شركة «روتانا» كمذيع للأخبار الفنية.

في لقاء سابق معك صرحت بأنك لا تطمح أن تكون إعلامياً. لِمَ أنت مستمر إذاً في «روتانا»؟

وقعت مع «روتانا» عقداً لأربع سنوات ينتهي قريباً. لا اعرف إن كنت سأجدد أم سأنتقل إلى برنامج آخر. أنا ممثل. لا أحب التقديم وهدفي ليس الإعلام. حتى انني لا أشارك في إعداد البرنامج. لو فكرت في تقديم برنامج سيكون من إعدادي وفكرتي. لكني متفرغ اليوم للإنتاج والتمثيل والموسيقى التصويرية.

متى شعرت بأنك ممثل؟

أول تجربة لي في التمثيل كانت قبل اثني عشر عاماً في دور بسيط. منذ ذلك الحين أشارك في أعمال متواضعة ومهمة في الوقت ذاته. ثم عملت في مصرف إذ قررت الإبتعاد عن الفن. أما في قرارة نفسي فكنت أشعر بأنني مسجون. إلى أن عرضت علي مسرحية «روميو وجولييت» لمنصور الرحباني وغيرت اتجاه حياتي المهنية. أصبحت الأمور أكثر جدية بالنسبة إلي.

كيف تصف تجربتك الأولى على المسرح؟

أمضيت أجمل أيام حياتي خلال تمرينات مسرحية «روميو وجولييت». إنه العمل الذي أعشقه. استفدت وتثقفت كثيراً. اكتشفت أموراً كثيرة أجهلها في نفسي. جعلوني أتحدى نفسي, خاصة أن تجربتي الأولى في الغناء والتمثيل كانت مع الرحابنة عمالقة الفن في لبنان والعالم العربي.

من شجعك على خوض تجربة المسرح؟

أقول دائماً أن أسامة الرحباني ورّطني، لكن إيجابياً. كان أسامة يبحث عن ممثل صوته جميل فاقترحت اسمي الممثلة نادين الراسي وكانت مرشحة لدور جولييت وتعرف طاقات صوتي إذ كنت أغني وإياها في كواليس مسلسل «فاميليا». الفضل يعود لها إذ لفتت الأنظار إلي. أديت أمام الأستاذ منصور أغنية «حلفتك بالغصن يا عصفور» و{سلم عليها يا هوا». أذكر أنني كنت حينذاك في حالة إرباك لا توصف. لو غنيت في البيت وعلمت أن امي تسمعني أتوقف عن الغناء فكيف أغني أمام عملاق كبير من عمالقة الفن.

أين تجد نفسك أكثر، على المسرح أم في التلفزيون؟

لكل منهما طعمه الخاص. المسرح ذو رهبة وشعور مميز. فور اعتلائك المسرح تشعر لثوان بأن كل خلية في جسدك سعيدة. يساعدك المسرح على ضبط نفسك والتركيز في حضور ألوف المشاهدين.

أنت ابن بيت فني. والدك الأديب والشاعر يوسف الخال ووالدتك الرسامة والكاتبة مهى بيرقدار الخال. هل للأمر علاقة بتوجهك الفني؟

بالطبع، اكتسبت الحس الفني بفضل أهلي. إنه يجري في دمي.نشأت في بيت امتلأ دائماً بالمخرجين والفنانين والملحنين وأمي تسمع الأوبرا طيلة النهار. أثر ذلك علي بطريقة ما. لم أخلق كي أكون طبيباً أو محامياً. تخصصت في مجال الإخراج الفني وأفكر حالياً في متابعة دروس خاصة في المسرح.

كونك شاباً وسيماً، إلى أي مدى يهمك أداء دور «الدونجوان»؟

على العكس تماماً. أتمنى أداء دور صاحب عاهة وأدوار صعبة ومركبة. مثلت في «ورود ممزقة» دور الشرير فانهالت علي أدواراً كثيرة مشابهة ولم أقبل أياً منها. عليّ كسر هذه الصورة. لا يعني ذلك أنني لن أؤدي مثل هذه الأدوار ثانية. يهمني التنويع وعدم حصري في صورة واحدة.

هل تفكر في الاشتراك في عمل سينمائي؟

أتمنى. إنه حلم أيّ فنان. الإمكانات السينمائية، وللأسف، ضعيفة ومتواضعة. يجب أن تكون هناك صناعة حقيقية في لبنان سوريا والأردن. تنتج في لبنان ولا تسوّق كما يجب بسبب اللغة من ناحية والمواضيع من ناحية أخرى. إنها تعالج شؤون أبناء بلد معين.

هل تشارك في السينما المصرية لو أتاك عرض من هناك؟

لو ناسبني الدور، لم لا؟ الممثل القدير يستطيع أداء جميع الأدوار، سواء كان في مصر أو في سواها. يعرض راهناً مسلسل «الملك فاروق» ورغم أن الممثل ليس مصرياً فإنه يقنعك بأنه مصري. عمل رائع في نواحي الإخراج والموسيقى والتمثيل.

من الممثلة التي تحب التمثيل معها؟

جمعتني أعمال كثيرة مع الممثلة نادين الراسي وأشعر بكيمياء مهنية تجمعنا وننسجم على الشاشة. أحب العمل أيضاً مع الممثلة كارول الحاج ولا أنسى الفنانة كارول سماحة. إنها ممثلة قديرة تعطيك أكثر مما تأخذ.

هل تفكر في الغناء؟

كلا. لو اردت الغناء لفعلت منذ أعوام. لا أملك مؤهلات المطرب. كل ما في الأمر أنني أديت أغنية وطنية من تاليف والدتي ومن ألحاني وتوزيعي. شاركتني في الكليب شقيقتي ورد وقدمناها تحيةً للبنان. ثمة «عجقة» في الوسط الفني. لست تجارياً رغم الإغراءات الكثيرة. يمكنني الغناء لعام أو لعامين ثم أتقاعد. لكنني أحمل إسماً لا أجرؤ على المجازفة به أو تشويهه. لو خطرت في بالي الفكرة أطردها تواً من رأسي. إنه الوفاء للإسم.

ما الذي يفتقده الفن في لبنان؟

يفتقد نقابة واحدة للفنانين. تنقصنا الثقافة الفنية في لبنان. علينا استغلال المادة التي تنفق على البرامج الترفيهية بأعمال أكثر جدية. ثمة من لا يحب هذا النوع من البرامج الموسيقية ويفضل الأعمال الكلاسيكية.

من يلفتك من الفنانين؟

أحب صوت ملحم بركات وصابر الرباعي ووائل كفوري وفضل شاكر ونجوى كرم. حافظت نجوى على الأغنية اللبنانية ونشرتها في العالم العربي. كما أحب صوت اصالة وشيرين عبد الوهاب. لا داعي لذكر فيروز وماجدة الرومي فهما غنيتان عن التعريف.

ماذا تتمنى في شهر رمضان؟

أتمنى أن يحمل هذا الشهر الفضيل السلام للبنان لأنه بلد الحضارة والانفتاح.

back to top