طوني خليفة: لست مستزلماً لأحد وليس لي أزلام

نشر في 09-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 09-09-2007 | 00:00
في عينيه بريق من الأمل وفي صوته نبرة من الثقة والتحدّي. عاش تجارب عديدة حصّنته لمواجهة الصدمات ولم تزده إلاّ صلابة. خبر انتقاله من «المؤسسة اللبنانية للإرسال» الى «تلفزيون الجديد» وتسلّمه رئاسة تحرير مجلّة «قمر» أثار زوبعة من التأويلات والأقاويل لم تهدّ من عزيمته. إنه الجريء دائما, الصادق والطموح. أثبت طوني خليفة نفسه نجما من الطراز الرفيع على الساحة الإعلامية بعد رحلة طويلة انتقل فيها بين الصحافة المكتوبة إلى الإذاعة فالتلفزيون. يحتقر الصحافي المأجور ولا يستزلم لأحد. القلم بنظره مقدّس والمنافسة ضرورية للتميز. إلتقته «الجريدة» وحادثته.
لِمَ تركت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» وكنت ابنها المدلل؟

الدنيا عرض وطلب. وجدت مصلحتي المعنوية والمادية مع «تلفزيون الجديد»، خاصة بعدما تعرفت إلى فريق العمل وأحسست بأنني أستطيع العمل معه براحة تامة فاتخذت قراري ومشيت. عملت طوال 15 عاماً وكنت أحلم دائما ببرنامج ذي إنتاج ضخم. حصرت نفسي بمؤسسة إعلامية لأعوام طويلة والآن حان وقت التغيير. الإعلامي مثل لاعب الكرة الذي ينتقل من فريق إلى آخر، أو الفنان الذي ينتقل من شركة إلى أخرى. علماً أن لا خلاف مع «LBC» لا على مستوى الموظفين ولا على مستوى المسؤولين والفضل الكبير لما أنا عليه اليوم يعود إليها. هناك محبة واحترام متبادلين، لكن الإستمرارية ضرورية. أضعت فرصاً كثيرة ربما لن تعوّض في المستقبل، لذا قررت الإختيار بين العروض التي قدمت لي وأتمنى أن يكون إحساسي وخياري في موقعهما الصحيح.

هل طلبت إنتاجاً بقيمة عالية ولم يلبّ طلبك؟

كلا، على الإطلاق. أعرف الـ «LBC» وأعرف أنهم لن يلبّوا طلبي إذ يدركون تماما أن طوني خليفة يقدّم بإمكانات قليلة أعمالاً كبيرة. المشكلة اليوم أنه لم يعد يكفي ديكور متواضع واستوديو محدود وكلفة انتاجية محدودة. ثمة في المقابل من يعمل بموازنة عالية جدا فكيف لك أن تنافس من دون توافّر أدنى مقوّمات المنافسة؟

هل تشعر بأنك ستترك فراغاً في «LBC»؟

لست أول تاركيها ولا الأخير. المؤسسة عبارة عن مجموعة أشخاص, لذا من يتأثر هو الفرد ذاته. أنا اليوم أمام امتحان سينعكس عليّ إمّا سلبا أو إيجابا. صحيح أن LBC خسرت طوني خليفة لأنني كنت ورقة رابحة لها لكن خسارتها تبقى محدودة. النجوم كثر فيها، لكني أحزن حين يستبدل برنامج جيد بآخر سيئ لمحسوبيات معينة.

كيف تصف برنامجك الجديد «فرصة» على شاشة «الجديد»؟

سيكون ضمن إطار إنساني حواري فنّي خفيف، زائد مسابقة. نعالج مشاكل المجتمع اللبناني والعربي وأناس لديهم الطموح والقدرة أن يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع ولم تتح لهم الفرصة لتحقيق أحلامهم. 30 حالة من هذا النوع تصفّى من خلال التسميات وتبقى لدينا حالة واحدة حتى آخر رمضان نمنحها الفرصة لتخرق جدار الحياة وتنطلق منه. يشارك الضيف على نحو فاعل من خلال عرض الفرص التي منحت له في حياته وسيساعد المشاركين من خلال تجربته. أمّا المشاهدون فلديهم حظّ الفوز بسيارة يومياً من خلال التصويت. الفكرة لي، طورتها شركة coa وستشاركني في التقديم الزميلة الأردنية أسير الخريشا. أتمنى أن نشكّل ثنائياً ناجحاً علماً أن هذا العمل انتاج مشترك بين «تلفزيون الجديد» والمملكة الأردنية.

هل يزعجك أنّ يربط كثر انتقال طوني الى «الجديد» بمغادرة الإعلامي نيشان هذه المحطة؟

ليست هناك علاقة. تزامنت الأمور، ما دفع إلى التداول في الموضوع. قارنوني بنيشان وسواه من الإعلاميين وأصبحت معتاداً هذا الأمر. يهمنّي ما أقدمه من أعمال ولا أنظر الى أمر آخر.

سيكون نيشان من ضيوف برنامجك؟

طرحت اسمه ضمن اللائحة ويستطيع تقديم مادة جيدة، تحديداً في المواضيع الإنسانية.

هل تعتبر أن المواضيع الإنسانية يمكن أن تجذب الفنانين إلى المشاركة في برنامجك أم العكس؟

يفترض أن تجذبهم، لكن المشكلة أنك لا تعرف الفنان بأي طريقة يفكّر. أقوم بواجبي ومن يريد أن يكون ضيفي سأقدّره وأحمله على الراحات ومن يرفض فذاك خياره. هناك من يحبّ نوعاً آخر من الحوارات والمحاورين الذين يتزلفون ويتكاذبون في ما بينهم. أنا انسان صادق ولا أستدرج ضيفي إلى أي مكان من أجل”scoop”. يهمني إنجاح برنامجي وضيفي في آن. هناك اليوم فريق عمل كبير ذو قدر وقيمة يتولّى الإتصال بالضيوف ومن يستلزم الأمر مكالمته شخصياً فإنني سأفعل.

تعود هالة سرحان خلال رمضان ببرنامج جديد بعد غياب قسري عن الشاشة، هل ستكون المنافسة الأكبر لك؟

من المهم أن يكون لك منافسون كي تبرز قيمتك وتميزك عن الآخرين. هالة سرحان اسم كبير في الإعلام العربي ولديها علاقاتها وصداقاتها وتحظى بدعم كبير من المحطة التي تعمل فيها. فضلاً عن أنها تطلّ عبر الشاشة بعد أزمة كبيرة عاشتها وسيشاهدها الناس من باب الفضول والتعاطف. أتمنى لها كل التوفيق وأن تكون عودتها موفقة مثلما عودتنا دائما والدنيا تتسع للجميع.

بدأت مع «نداء الوطن» في الصحافة المكتوبة وعدت إليها مع «قمر»، ماذا عن هذه العودة؟

الشعار الذي حملته مقالتي الأولى في مجلّة «قمر» كان «نحن هنا لنعطي القمر لوناً ورائحة». أهمية الإعلامي اليوم هي في المقام الأول في الصحافة المكتوبة. حين عرض عليّ أن أكون رئيس تحرير مجلّة «قمر» كنت في صدد التحضير لإنشاء مطبوعتي الخاصة. قبلت العرض وفوجئت بأن المجلّة تميزت منذ العدد الأوّل على تسلمي إياها وأصبحت من المجلات المنافسة بقوة في لبنان وبعض الدول العربية. استطعنا وضع أنفسنا على خريطة الإعلام المكتوب في حين أن من تسلّم المجلّة قبلي أدخلها ضمن مصالحه الخاصة وجعلها بلا رائحة ولا لون رغم الإمكانات التي كانت متوافرة للتقدم. أعتبر أنني نجحت في هذه التجربة وهذا يعود إلى الجهد الكبير الذي أبذله مع سائر العاملين في المؤسسة. أضحت الصحافة المكتوبة أولوية لي راهناً وبعدها يأتي التلفزيون.

من راهن على فشل طوني في «قمر»؟

كثر. أخجل اليوم حين أقول أنني رئيس تحرير أمام أسماء كبيرة سبقتني في هذا المجال وكان لها نضال وجهد كبير في الصحافة. عمري المهني لا يقلّ عن 18 سنة وعملت في أهم المؤسسات الإعلامية العربية. المشكلة هي مع الأشخاص الذين ينالون كل شيء على طبق من فضّة بسبب صداقتهم مع تلك الفنانة التي تقدّم إليهم الهدايا أو مع هذا الفنان الذي يشتري لهم مركزاً معيناً. يراهن هؤلاء على فشلي ولا أكترث لهذه الفئة من الناس.

تعرضت لهجوم من الصحافة اللبنانية سابقاً، هل تخشى أن يتكرر الأمر اليوم؟

عداوة الكار موجودة. قدّمت أعمالاً ناجحة جدّاً وهوجمت في حين قدّم غيري أعمالاً فاشلة وكرّم. بعض الصحافيين يكبرونك رغم نقدهم وبعضهم الآخر يحبّ «الحركشة» أمّا البعض الثالث والأكبر فهو صحافة مأجورة تنتظر راتبها آخر الشهر من أحدهم أو إحداهنّ. لا أقبل هديّة ولا أهدي. لست مستزلماً لأحد وليس لي أزلام. أثرثر في العلن ومواقفي لا أخفيها. أحتقر من يقبض مقابل ما يكتبه. القلم مقدّس وكرامتك وشرفك هما حبره. أتحدّى أي شخص يقول أنه «سمسر» لطوني بمكسب أو نجاح أو عمل ما. كل ما قمت به كان بجهدي وقدرتي. أتمنى أن تنتقدني نخبة الصحافة بموضوعية وواقعية وهذا هو المهم لي.

هل ما زال خلافك مع نوال الزغبي على حاله؟

خلافي ليس مع نوال الزغبي بل مع زوجها الذي لم يحترمني وأدرك في النهاية حجمه الحقيقي وأنه ممنوع التطاول على الأكبر منه. اتصلت بي نوال ذات مرة لتعتذر نيابة عنه لكنني فوجئت بعد فترة أنها أخذت موقفا الى جانب زوجها في مقابلة معينة. كما أبلغني المخرج سيمون أسمر أنهم ما زالوا يتحدثون عنّي بالسوء فأكملت حملتي عليهما.

ماذا عن خلافك مع ميّادة الحنّاوي؟

سبب الخلاف سؤال طرحته عليها كان المخرج سيمون أسمر طلبه منّي وبعدما أبدت ميادة انزعاجها وغضبها من السؤال كان رد فعل أسمر أنني أنا من وضعته.

والشاعرة ردينة الفيلالي؟

لا أعرف أحداً بهذا الإسم.

الى متى ستبقى في «الجديد» وما المشاريع بعد رمضان؟

عقدي لسنتين ونحن بصدد التحضير لبرنامج أسبوعي بعد رمضان وبعده لكل حادث حديث.

هل أنت خائف من التجربة الجديدة؟

بالتأكيد.

أمنيتك؟

أتمنّى تقديم ما يرضي المشاهدين وأن نساعد في أن يكون رمضان شهر الخير. أعتمد على نقد الجمهور لي لأنه الميزان الصحيح الذي لو مال بشكل سلبيّ فذاك يعني أن النهاية بدأت ويجب إعادة الحسابات. لذا أطالب المشاهدين بأن يكونوا حكماً عادلاً ويعذرونا على بعض الأخطاء.

back to top