أيها المعلمون... أبناؤنا في ذمتكم

نشر في 06-10-2022
آخر تحديث 06-10-2022 | 00:08
 ‏‫وليد عبدالله الغانم لا أجد وظيفة يزهو بها صاحبها كوظيفة المعلم والمعلمة، أتذكر بخير دوماً أوائل من تلقيت العلم على يديهم في المراحل الأولى، أساتذة أفاضل ومربون أجلاء تركوا في أنفسنا أثراً عظيماً لا يمكن نسيانه، لم يكونوا معلمين فقط بل آباء ومربين يرهقون أنفسهم لأجل طلبتهم.

اليوم الوطن أحوج ما يكون لإعادة الدور الحقيقي للمعلم الذي يتجاوز دور الملقن والمحفظ والناقل للعلم، دور المعلم الصحيح الذي يربي الطالب على الأخلاق والفضيلة والاحترام، ويزرع في عقله حب البحث والإبداع والتفكير، وينمي في شخصيته الثقة والهمة والطموح، وهي السمات الأساسية التي نريد من المعلمين بثها في أبنائنا وبناتنا في المدارس.

يقضي أبناؤنا وبناتنا جل يومهم في المدرسة فيختلطون بأقرانهم ومعلميهم بأوقات أكثر مما يختلطون به مع أسرهم وأقربائهم، وفي ظل العولمة والتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل المتطورة وتغير طبيعة الحياة الاجتماعية والعائلية في الكويت في الأسرة والفرجان والأحياء فقد أصبحت المؤثرات الخارجية على أخلاق وشخصيات وقناعات الأبناء رهيبة، وهو ما نشاهده ونعايشه في أيامنا هذه في كل موقع ومكان بما فيها المدارس ودور العلم.

قبل أن نطالب المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية بممارسة دورهم المأمول علينا أن نسمع منهم ماذا يريدون لأجل ذلك؟ وما احتياجات المعلم لتأسيسه بشكل فعال؟ وما متطلبات الوظيفة التي يحتاجها لممارسة دوره؟ وما المضايقات الإدارية والفنية التي تعوق تركيزه في عمله وتشغله عن مهنته وتضعف عطاءه؟ وما البيئة السليمة التي تريدها الإدارة المدرسية لتحقق أهدافها التربوية والتعليمية، فبقدر ما تحتاج الدولة والمجتمع من المدارس والمعلمين والمعلمات وجب أن يقابل ذلك التقدير المستحق والدعم الكافي وتذليل كل الصعاب للارتقاء بمستوى التعليم في الكويت ورفع مستوى مخرجاته علمياً وأدبياً.

لو كان للدولة خطة قومية وبرنامج وطني للتنمية والإصلاح لوجب أن يكون أحد أهم مرتكزاته إصلاح التعليم، وإصلاح المناهج، وإصلاح المدارس، وتصفية مهنة المعلم وتطويرها والارتقاء بها، فذلك أساس تطور وتفوق كل بلد.

والله الموفق.

● ‏‫وليد عبدالله الغانم

back to top