تقدُّم أوكراني في الجنوب وترقُّب لخطوة بوتين التالية

الروس يغرقون المحامين بطلبات المساعدة على تجنب القتال وشويغو يعلن التحاق 200 ألف بالتعبئة

نشر في 05-10-2022
آخر تحديث 05-10-2022 | 00:04
صاروخ لحظة انطلاقه من راجمة صواريخ أوكرانية باتجاه موقع تحتلّه روسيا في جنوب أوكرانيا (أ ف ب)
صاروخ لحظة انطلاقه من راجمة صواريخ أوكرانية باتجاه موقع تحتلّه روسيا في جنوب أوكرانيا (أ ف ب)
مع تصاعد الضغط على بوتين بعد المكاسب الأوكرانية في شرق البلاد، بموجب إعلان الضم الأسبوع الماضي وتزايد مقاومة جهود التعبئة داخل روسيا، حذّر مسؤول أميركي سابق من أنه في حال استخدام الرئيس الروسي أسلحة نووية تكتيكية، فسيتم إغراق الأسطول الروسي في البحر الأسود وتدمير القوات الروسية في أوكرانيا.
أعلن الجيش الأوكراني أمس أنه حرر خمس قرى أخرى في جنوب البلاد من قبضة القوات الروسية بينما دعت سلطات الاحتلال الروسي في جنوب أوكرانيا إلى عدم «الهلع» حتى لو اضطرت القوات الروسية إلى التراجع أمام الهجوم المضاد الأوكراني في منطقة خيرسون.

وأشارت قناة «رايبار» الروسية على تلغرام، التي تتابع تحرّكات القوات الروسية، إلى أنّ الأوكرانيين يتقدّمون في مناطق أرخانغيلسكي ودودتشاني لـ»قطع إمدادات المجموعات الروسية الموجودة على الضفة اليمنى لنهر دنيبر».

يتمركز حوالي 20 ألف جندي روسي في هذه المنطقة، بحسب التقديرات الغربية والأوكرانية.

ركزت القوات الأوكرانية نيرانها في الأسابيع الأخيرة على مواقع ومستودعات روسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبر وعلى الجسور الممتدة على هذا النهر كذلك من أجل قطع خطوط الإمداد الروسية.

احتلت القوات الروسية في بداية غزوها أوكرانيا خيرسون الواقعة على نهر دنيبر، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت حتى الآن من الاستيلاء عليها.

وازاء هذا الوضع، تتجه الأنظار إلى الخطوة التالية التي قد يلجأ اليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، ان الوضع الميداني بالنسبة للروس بات «يائساً» وأن لم يعد هناك أي شيئ يمكن القيام به وانه حتى لو لجأت موسكو الى استخدام سلاح نووي تكتيكي فن ذل لن يكون قادراً على تغيير هذا الواقع .

وكان لافتاً إعلان موسكو، أمس الأول، أن المناطق الأربع التي جرى ضمها لم ترسم حدودها بعد وهذا يعني موسكو لن تعتبر أي هجوم أوكراني داخل الحدود الإدارية لهذه المناطق كما جرى في بلدة ليمان قبل أيام هجوماً على أراضيها وبالتالي فإن سيناريو استخدام سلاح نووي للدفاع عن سيادة البلاد وفق العقيدة النووية الروسية بات غير مطروح.

ويشير بعض المراقبين إلى أن إعلان التعبئة الجزئية قد يعني أن الجيش الروسي قد يكون بصدد التحضير لهجوم بري مضاد لوقف عمليات القضم التي نجحت القوات الأوكرانية في استعادة آلاف الكيلومترات خلالها. وأعلنت واشنطن، أمس الأول، أنها لم ترصد أي حشود عسكرية روسية على الحدود مع أوكرانيا. كما أن شن هكذا هجوم قد يكبد القوات الروسية خسائر عالية في الأرواح والعتاد وهو ما يزيد الضغط. والسيناريو الأكثر ترجيحاً بات أن تلجأ القوات الروسية إلى بناء خط دفاعي في المناطق التي تعتبر أنه من المستحيل التنازل عنها خصوصاً في عمق مناطق الانفصاليين الناطقين بالروسية.

التعبئة الجزئية

ودافع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن عملية التعبئة الجزئية التي وصفت بالفوضوية، وأكد أنه تم تجنيد أكثر من 200 ألف شخص وأن التدريب يتم في 80 موقعاً وستة مراكز. ودعا إلى عدم رفض أي رجل إلا إذا توفرت أسباب جدية لإعفائه.

ويقول المحامون الروس، الذين انهالت عليهم طلبات مدفوعة بالذعر تنشد المساعدة في تفادي التجنيد، إنهم يعملون بجد لتقديم النصح لأولئك المعرضين لإرسالهم للقتال في أوكرانيا.

وفر مئات الآلاف إلى دول مثل كازاخستان وجورجيا وفنلندا. وبقى كثيرون غيرهم في روسيا مختبئين من القائمين على التجنيد العسكري، ويصلون رجاء لعدم استدعائهم أو يأملون في الإعفاء من الخدمة.

وقال سيرغي كريفينكو، الذي يدير مجموعة تسمى (المواطن،الجيش،القانون) وتضم عشرة محامين تقريباً «إننا نعمل على مدار الساعة».

وأضاف «الناس يُنتزعون من حياتهم العادية... هذه تعبئة بلا حدود زمنية خلال حرب. يمكن أن تستمر لشهور أو سنوات. قد لا يعود الناس... ترك الجيش أمر مستحيل إلى حد كبير. الطريقة الوحيدة هي الموت أو الإصابة أو السجن بسبب عصيان الأوامر».

وتُنفذ عملية التعبئة بفوضوية. على الرغم من إعلان استدعاء ذوي الخبرة العسكرية والتخصصات المطلوبة، إلا أن التنفيذ بدأ في الغالب غافلاً عن سجل الخدمة العسكرية للأفراد أو حالتهم الصحية أو وضعهم كطلاب أو حتى أعمارهم.

واعترف بوتين الأسبوع الماضي بالأخطاء وشدد على ضرورة تصحيحها. وقال «على سبيل المثال، أفكر في آباء عدد كبير من الأطفال، أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو الذين تجاوزوا سن التجنيد بالفعل».

وقال حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق البلاد، أمس الأول، إنه تم فصل المفوض العسكري بالمنطقة بعد إعادة نصف الرجال الذين تم استدعاؤهم حديثا إلى ديارهم لعدم استيفاء معايير التجنيد.

وانتشرت كالنار في الهشيم قصص الرجال الذين ينبغي إعفاؤهم من الخدمة العسكرية بموجب المعايير المذكورة ولكن تم استدعاؤهم على أي حال.

وقال دميتري لوتسينكو، العضو في إدارة مجموعة تسمى (الإفراج) تقدم الاستشارات والمعلومات القانونية «أفضل طريقة لتجنب التجنيد الإجباري هي مغادرة روسيا الآن». وأضاف أن الخيار الأفضل الثاني هو الاختباء. وقال «تجنب التوقيع على استدعاء... تجنب المكاتب العسكرية. العقوبة القانونية لعدم الذهاب هي غرامة صغيرة، ولا أعرف أي شخص تم تغريمه حتى الآن».

حظر التفاوض مع بوتين

وبينما أصدر الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي امس مرسوماً يحظر «اعتبارا من الآن»، إجراء مفاوضات مع بوتين كرد على الضم، قال بيسكوف: «أي مفاوضات تحتاج إلى طرفين، لذلك سننتظر تغييرا في موقف الرئيس الأوكراني الحالي، أو موقف الرئيس الذي سيخلفه، ويغير موقفه لصالح الشعب الأوكراني».

ماسك يقترح خطة سلام تُغضب كييف وتنال ثناء موسكو
اقترح الملياردير الأميركي إيلون ماسك «خطة سلام» لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، يقوم على اجراء استفتاءات جديدة في المناالاربع التي اعلنت موسكو ضمها بمراقبة الامم المتحدة ليقرر سكانها مصيرهم على ان يجري اعتراف رسمي بضم موسكو للقرم في 2014 في طرح سرعان ما قوبل بتنديد الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وبمباركة من الكرملين.

وكتب ماسك على تويتر: «روسيا لديها أكثر من 3 أضعاف سكان أوكرانيا، لذا فإن النصر لأوكرانيا غير مرجح في حرب شاملة. إذا كنت تهتم بشعب أوكرانيا، فاطلب السلام».

ورداً على ذلك، كتب زيلينسكي على «تويتر»: «أي من إيلون ماسك تحب أكثر؟»، مقدماً إجابتين: «أحدهما يدعم أوكرانيا، والآخر يدعم روسيا».

في المقابل، أعلن الكرملين، أمس، أن وضع ماسك خطوطاً عريضة لاتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا «خطوة إيجابية».

back to top