الديموقراطية على المحك في الانتخابات الرئاسية البرازيلية

لولا وبولسونارو لعبا ورقتهما الأخيرة بـ «سترات واقية»... وواشنطن تراقب

نشر في 02-10-2022
آخر تحديث 02-10-2022 | 00:02
بولسونارو يصافح مؤيديه في ملعب بوكوس دي كالداس
بولسونارو يصافح مؤيديه في ملعب بوكوس دي كالداس
تشهد اليوم، البرازيل، أكبر ديموقراطية في أميركا اللاتينية، يوما حاسما في الدورة الأولى من انتخابات رئاسية تثير استقطاباً شديداً، يتنافس فيها 7 مرشّحين، بينهم المرشح الأوفر حظاً، اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس اليميني المتطرف المنتهية ولايته جاير بولسونارو، اللذان لعبا ورقتهما الأخيرة في حملتهما الانتخابية أمس في ساو باولو.

وقد التقى لولا، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، مناصريه في «مسيرة» في شارع باوليستا الرمزي الذي شهد تظاهرات ضخمة في هذه المدينة التي تعدّ الأكبر في البلاد.

وفي الوقت ذاته، وعلى 5 كيلومترات، قاد بولسونارو موكباً للدراجات النارية أوصله إلى حديقة إيبيرابويرا، التي تعد «الرئة الخضراء» في ساو باولو.

وجاب الرئيس اليميني المتطرّف مدناً عدة على الدراجة النارية مع مناصريه، بما فيها غارانهونس في بيرنامبوكو، حيث نشأ لولا قبل أن يذهب إلى ساو باولو مع عائلته هرباً من الجوع.

ولكنّ حملته، أمس، اعتبرت استعراضاً للقوة بهدف منح المظلّي السابق زخم اللحظات الأخيرة، في مواجهة خطر رؤية منافسه يفوز من الجولة الأولى اليوم. وجرت هذه الحملة في ظل إجراءات خاصة لأسباب أمنية. فقد ارتدى المرشّحون سترات واقية من الرصاص، كما وُضعت حواجز أمنية أثناء التجمّعات لمنع الجمهور من الاقتراب أكثر من اللازم من المنصة.

ودعي أكثر من 156 مليون برازيلي إلى التصويت في البلد المترامي الأطراف الأشبه بقارة، والبالغة مساحته 8 ملايين كيلومتر مربع، وسكانه 217 مليون نسمة.

وسينتخب البرازيليون أيضاً حكامهم، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، والنواب الفدراليين، والذين سيمثلونهم في المجالس التشريعية في كل من ولايات البلاد الـ27.

وفي الـ 76 من عمره، يسعى لولا، رئيس البلاد من 2003 إلى 2010 والعامل السابق في قطاع المعادن وصاحب المسيرة الاستثنائية، لولاية جديدة ثالثة تؤمن له عودة لم تكن متوقعة بعد 4 سنوات من سجنه المثير للجدل لشبهات فساد.

وهو ينوي ركوب موجة «التصويت المفيد» بعد دعوة من عدد كبير من الشخصيات إلى دعمه اليوم، من أجل تجنب دورة ثانية في 30 أكتوبر.

وقام المشاهير بالاختيار. فعدد كبير من نجوم الغناء مثل أنيتا أو كايتانو فيلوسو يقفون إلى جانب لولا، لكن نجم كرة القدم نيمار عبر الخميس الماضي، عن دعمه لبولسونارو.

وتراجعت شعبية الرئيس اليميني المتطرف (67 عاماً) الا أن المظلي السابق، ألمح الأسبوع الماضي إلى أن عدم فوزه بنسبة 60 في المئة من الأصوات اليوم، سيكون أمراً «غير عادي»، ما أثار مجدداً مخاوف من احتمال طعنه في نتائج صناديق الاقتراع الإلكترونية بحجة حدوث «عمليات تزوير»، وذلك رغم تقدم جديد للولا في أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد «داتافوليا»،وأظهر حصول النقابي السابق على 48 في المئة من نوايا التصويت مقابل 34 في المئة فقط لبولسونارو.

وأعرب لولا عن خشيته من أن يتسبب منافسه في «اضطرابات» إذا هُزم في الجولة الأولى للاقتراع.

وللفوز في الجولة الأولى، يجب أن يحصل مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات المحتسبة.

وخلال تجمع انتخابي الشهر الماضي، قال الخطيب اليساري إن «ما هو على المحك هو الديموقراطية ضد الفاشية».

من جهته، لا يكف الرئيس اليميني المتطرف عن الحديث عن «معركة الخير ضد الشر» في خطبه المليئة بإشارات إلى الكتاب المقدس.

وقال مايكل شيفتر، المحلل السياسي في مركز أبحاث «إنتر أميركان ديالوغ» (الحوار بين الأميركتين)، إن «الديموقراطية على المحك في صناديق الاقتراع»، واصفا بولسونارو بأنه «الرئيس الأكثر مخالفة للديموقراطية منذ الحكم العسكري».

ويرى شيفتر، أن خطر وقوع أعمال عنف في حال خلاف حول نتائج صناديق الاقتراع واقعي. وقال إنه «من المحتمل جداً» أن تشوب اضطرابات مشابهة لاقتحام الكونغرس الأميركي في يناير 2021 بواشنطن الاقتراع إذا تحدث بولسونارو عن تزوير.

وصرّحت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة «ستتابع عن كثب الانتخابات البرازيلية»، معبرة عن أملها أن تجري في أجواء من الحرية والنزاهة والشفافية والمصداقية.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّه يتوقّع من البرازيل أن تُظهر قوّة مؤسّساتها الديموقراطيّة في الجولة الأولى من الانتخابات.

back to top