رابطة الأدباء تناقش «موسيقى الشعر العربي»

في محاضرة ألقاها الهباد وعطية عن التطور النغمي والإلقاء بالقصيدة العربية

نشر في 23-09-2022
آخر تحديث 23-09-2022 | 00:01
الهباد وعطية مع عدد من الأدباء في الرابطة
الهباد وعطية مع عدد من الأدباء في الرابطة
على مسرح د. سعاد الصباح، أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، أمس الأول، محاضرة بعنوان «موسيقى الشعر العربي: قضايا التطور والنغمية والإلقاء“، شارك فيها العميد السابق للمعهد العالي للفنون الموسيقية د. حمد الهباد، وأستاذ الأدب العربي والنقد د. مصطفى عطية، وأدارها الكاتب عبدالعزيز المشاري.

في البداية، قال الهباد إن الأنغام بمضمونها الجمالي تتميز بأنها تجريد التجريد ولا تعبر عن المضامين المنطقية فقط، وإنما كذلك عما يعجز اللسان عن التعبير عنه نطقا ويصوره العقل فكرا، مبيناً أن الأنغام الموسيقية في مجملها ذات قوة غير طبيعية في التأثير على النفس البشرية، والتي يعجر العقل عن تفسيرها، حيث إن لها تأثيرات لا توجد في باقي الفنون.

وأشار الهباد إلى أن في النغم انعداماً لصورة المادة، فالأصوات لا هي منظورة ولا ملموسة كما في فنون النحت والرسم، حتى يكون لليد والنظر قسط وافر في سهولة إدراكها، لذلك كان طبيعيا أن يشترك السمع والبصر مع الإحساس والإرادة في تحليل التراكيب الصوتية والأوزان الشعرية، حين تصل السمع فينتبه العقل فيحدث الشعور بكيفياته المختلفة، وحينئذ يتقين العقل أن تلك النغمات إما متألقة على هذا الوجه أو متنافرة، فتنفر النفس عن سماعه.

ثلاث ظواهر

وتحدث د. الهباد عن لحن الكلام، وقال إنه يرتبط عامة بثلاث ظواهر: الزمان والتنغيم والطابع الصوتي، فخاصية الزمان تمثل فنون الموسيقى والغناء وأداء الشعر أو بما يسمى الفنون الكلامية، والتي تضم الشعر الغنائي، والشعر القصصي، والشعر التمثيلي، والشعر الكوميدي، والتراجيدي، والأوبريت، والأوبرا وغيرها، والتي ترتبط النسب الزمانية بالإيقاعية فيها كأساس للبناء الأدائي في الكلام.

ولفت إلى أن خاصية التنغيم تعتمد على التسلسل النغمي من أقصى عمق في الحنجرة إلى أطراف الشفتين، والتي اعتمد ترتيبها الخليل بن أحمد في كتابة «العين»، أما الطابع الصوتي فهو الحالة النفسية المستترة لصاحب الكلام، تدركها أذن المستمع بفطرتها وتكشف ما يبطنه المصدر من مشاعر تتجاوب معها أو ترفضه، فتقيمها على هذا الأساس.

وعن التصوير في اللغة قال الهباد: «يتميز التنغيم اللفظي في اللغة العربية بصوره الإبداعية والبلاغية ضمن تصوير الأحداث تماما، كما يقوم الرسام برسم اللوحة المعبرة»، مع فارق أن الرسام يحتاج دائما إلى موضوع يشاهده ليستطيع محاكته بريشته وألوانه.

تطور النغم الشعري

من جانبه، قدم د. عطية ورقة بعنوان «تطور النغم الشعري في العصر الحديث من الكلاسيكية إلى قصيدة النثر»، اشتملت على العديد من النماذج والتفاصيل، وتحدث في البداية عن الوزن والإيقاع والقافية، متطرقا إلى مقولة ابن سلام الجمحي بأن «المنطق على المتكلم أوسع منه على الشاعر، والشعر يحتاج إلى البناء والعروض والقوافي، والمتكلم مطلق يتخير الكلام».

وأضاف عطية أن «الوزن ركن من أركان الشعر، والقافية جزء من هذا الركن، وإن كان كثير من النقاد يفصل بين الوزن والقافية، وجعلهما ركنين أساسيين لا يقوم الشعر من دونهما»، موضحاً أن الوزن يقوي حالات الاهتزاز والانفعال الطبيعي لدى الشاعر والمتلقي معا، ويكون ذلك ضمن تموجات صوتية دالة على الحالة الداخلية، وكلما ازداد الانفعال اقترب الحديث العادي من الوزن الشعر، ولذلك لم يكن الوزن شيئا غريبا عن الحالة الشعرية، وليس هو قيدا، وإنما يتوالد الوزن من المعنى، ويتوالد المعنى من الوزن، وهما يتوالدان من الحالة الشعرية، ولذلك لا تجوز الترجمة في الشعر، فهو لا يفقده موسيقاه فحسب، وإنما هو يفقد جزءا من معناه الكامل».

ثم تحدث عن تطور الوزن والقافية في الشعر الحديث، والإيقاع والوزن والتوهج الداخلي، مع تطرقه إلى شعر التفعيلة والبناء الدرامي الهارموني، ومرحلة السطر الشعري، وخليل حاوي ومرحلة الموجة الشعرية، وقصيدة النثر ومعيارية الرفض والرؤيا، إلى جانب نماذج مختارة من قصيدة النثر.

فضة المعيلي

back to top