إيران: المحتجون يتحدون الأمن وارتفاع القتلى إلى 7

• خامنئي يطيح روحاني من «تشخيص مصلحة النظام» بعد معارضته توريث نجله مجتبى

نشر في 22-09-2022
آخر تحديث 22-09-2022 | 00:13
تمددت الاحتجاجات الشعبية في إيران احتجاجاً على مقتل شابة كردية احتجزتها الشرطة بسبب لباسها، وهزت أكثر من 45 مدينة ايرانية. وفيما أفيد عن سقوط مزيد من القتلى لجأت السلطات لتحريك أنصارها بتظاهرات مضادة. إلى ذلك، أطاح المرشد علي خامنئي الرئيس السابق حسن روحاني من مجلس «تشخيص النظام» بعد مشاركته في تحركات لتشكيل جبهة تعارض توريث مجبتى نجل خامنئي.
اتسعت رقعة التظاهرات المتواصلة في إيران لليلة الخامسة على التوالي احتجاجاً على وفاة شابة كردية تدعى مهسا أميني بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» التي تتابع التزام النساء بالزي الإسلامي، أمس، في وقت عطلت السلطات خدمة الإنترنت لأسباب قالت إنها أمنية.

وخرج متظاهرون إلى الشوارع في نحو 68 مدينة إيرانية وعطلوا حركة المرور وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات ومركبات الشرطة، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة وردّدوا شعارات مناهضة للنظام. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأجرت عمليات توقيف لتفريق المتظاهرين.

وتجمع رجال ونساء خلعت كثيرات من بينهن حجابهن، في طهران وفي مدن رئيسية أخرى في البلاد لاسيما في مشهد وتبريز ورشت واصفهان وكيش.

كذلك تواصلت التظاهرات في عدة جامعات في طهران ومحافظات أخرى، تنديداً بمقتل الشابة التي تؤكد الشرطة أنها توفيت بسبب «نوبة قلبية».

والمقاطع المصورة المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران، تظهر مواجهات بين المحتجين وقوات الشرطة والأمن وحالات كرّ وفرّ بينهم، وتعنيف محتجين ومحتجات، فضلاً عن استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. كذلك شوهد استخدام الأسلحة، وسُمع إطلاق نار في بعض التجمعات.

وأعلن محافظ كردستان الإيرانية، إسماعيل زاري كوشا، مساء أمس الأول، أن ثلاثة أشخاص قتلوا خلال تظاهرات في المحافظة، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أن العدد الإجمالي للقتلى الذين سقطوا خلال تصدي قوات الأمن للاحتجاجات وصل إلى 6 أشخاص. وكان لافتاً أمس خروج تظاهرات مساندة لحق الإيرانيات في تركيا وعدة عواصم أوروبية.

في هذه الأثناء، أعلنت مجموعة قرصنة «أنونيموس» المتخصصة في التسلل إلى مواقع الإنترنت، أنها بدأت عملياتها ضد السلطات الإيرانية تماشياً مع الاحتجاجات الشعبية.

الشارع المضاد

في المقابل، أفادت مصادر لـ «الجريدة» بأن السلطات الإيرانية بدأت في تحريك الشارع المضاد وأمرت أذرعها بالنزول إلى الشوارع عصر أمس، والتجمع بعدة نقاط لمواجهة الاحتجاجات المعارضة وخصوصاً في الجامعات. وشهدت جامعة طهران المركزية وكلية التكنولوجيا، الأكبر من حيث عدد الطلاب، اشتباكات دامية بين المؤيدين والمعارضين أسفرت عن جرح العشرات.

وسعت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» للتقليل من أهمية الاحتجاجات وقالت إن 20 مدينة شهدت تجمعات ليلية شارك بها ما بين 100 إلى 400 شخص.

واتهمت الوكالة من سمّتهم «المندسين» بين المحتجين بممارسة «سلوك تخريبي وإثارة الشغب» ومهاجمة الممتلكات العامة والخاصة، مشيرة إلى احتجاجات في أربع نقاط وسط طهران، وقالت إن المحتجين «أغقلوا معابر وسط المدينة وأحرقوا مستوعبات النفايات ورموا الحجارة تجاه قوات الشرطة».

تجاهل واستغلال

ولاحقاً، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة ألقاها أمس، في تجمع لكبار القادة العسكريين، قضية مهسا أميني بأنها «أمر حضيض»، دون أن يشير صراحةً إلى ملابسات وفاة الشابة العشرينية.

وفي إشارة إلى روايات الحرب العراقية - الإيرانية، قال خامنئي: «إن العدو يحاول أن يتصرف بعكس الحقيقة في قضية الحرب هذه ويتجاهل إنجازاتها، وإذا كانت هناك نقطة حضيض، فإنه يضخمها».

ولفت إلى أن «الأعداء في البدء كانوا يحرضون القوميات على زعزعة استقرار وأمن البلاد وبعدما يئسوا لجأوا للحرب العسكرية ولتحريض صدام حسين على شن حرب ضد الثورة الإسلامية في إيران». وجاء تجاهل المرشد لحادث مهسا والاحتجاجات، في خطابه الذي يعد الثاني له خلال أسبوع واحد، عقب تقارير عن تدهور حالته الصحية.

من جانب آخر، استغل المرشد الإيراني انشغال أغلب الأوساط الدولية والإيرانية باضطرابات التي اعقبت وفاة مهسا للقيام بتعديل تشكيلة أعضاء «مجمع تشخيص مصلحة النظام» واستبعاد الرئيس السابق حسن روحاني المحسوب على التيار المعتدل من عضويته بالإضافة إلى الرئيس الأسبق للبرلمان الرئيس السابق لجهاز تفتيش مكتب الإرشاد علي أكبر نوري وعدد من الشخصيات التي تعرف بمعارضتها لخامنئي.

وعلمت «الجريدة» من مصدر مقرب من خامنئي أنه كان قد حذر روحاني ونوري من حضور اجتماعات لرموز التيار الإصلاحي وتشكيل جبهة معارضة بمشاركة حسن الخميني حفيد المرشد المؤسس والرئيس الأسبق محمد خاتمي. وقال المصدر إن روحاني ونوري لم يلتفتا إلى تحذيرات خامنئي وشاركا في اجتماع واسع تم خلاله بحث التحضير لتشكيل جبهة معارضة للمشاركة في الانتخابات النيابية ودفع حسن الخميني لمواجهة الرئيس الأصولي الحالي إبراهيم رئيسي في الانتخابات. كما بدأ عناصر بالجبهة اتصالات ببعض أعضاء «مجلس خبراء القيادة» كي يقنعوهم بضرورة الاجتماع على انتخاب روحاني خليفة لخامنئي في حال وفاة الأخير، بحجة انه «أكثر الشخصيات الثورية» ذات التجربة الشاملة بإدارة البلاد.

كما تناول تحرك عناصر الجبهة التفاوض مع أعضاء «خبراء القيادة» بهدف اقناعهم بضرورة الضغط على خامنئي لكي يعلن أنه لا يرغب في أن يخلفه ابنه مجتبى في السلطة، وتبني مشروع توافقي عبر الشورى في حال لم يتم الدفع بروحاني لتولي منصب الإرشاد. والجدير بالذكر ان روحاني وناطق نوري كانوا اعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني منذ اكثر من 30 عاما.

من ناحيته، وجه الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي انتقادات لاذعة لواشنطن في كلمته امام الجمعية العامة للامم التحدة، ورفع صورة لقاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الذي قتلته غارة اميركية في مطار بغداد في 2020.

طهران - فرزاد قاسمي

رئيسي يرفع صورة قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة
back to top