بقايا خيال: هل بيعت المبادئ السياسية؟

نشر في 16-09-2022
آخر تحديث 16-09-2022 | 00:09
 يوسف عبدالكريم الزنكوي سياسي مخضرم أقام الدنيا ولم يقعدها في مسألة تفرد السلطة بقانون الانتخاب والصوت الواحد، ولهذا شارك المعارضة في مطالبتها بمقاطعة الانتخابات، وصرح أنه لن يشارك إلا بعد إلغاء مرسوم الصوت الواحد، فما الذي حدث من تغيير سياسي على مستوى السلطة حتى تبدل موقع هذا الرجل بمقدار 180 درجة دون صدور أي مرسوم بإلغاء الصوت الواحد؟

حقيقة لا أستطيع أن أخفي سعادتي بعودة سياسيين مخضرمين إلى الساحة السياسية لأننا نعدهم قيمة مضافة لأي تجمع سياسي في الكويت، خصوصاً مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة ليكونوا أعضاء فاعلين، لما لهم من تأثير بالغ في الحياة السياسية، بعد أن افتقدنا تأثير مجالس الأمة السابقة في الحراك السياسي المحلي لأكثر من عقد من الزمن؟ ولكنني أتساءل: ما الذي حدث؟ إذا لم يكن هناك أمر جلل انتشل هؤلاء السياسيين من قوقعة الصمت السياسي إلى ساحة «العراك الوطني»، فما الذي ملأ قناعاتهم بحماس المشاركة بسرعة فاجأت حتى القريبين منهم؟

كثيرون يتساءلون: هل استطاع هؤلاء السياسيون المعارضون احتواء الصوت الواحد؟ أم أنها عملية مقايضة سياسية كان من بينها بيع مبادئ، وطرف يرضي طرفاً بمقابل؟ أم أن الأقوى وضعوا الشمس في يمينهم والقمر في شمالهم، ليتم بيع مبادئ «ما توكل عيش»؟ الله العالم.

معقولة هذا، الذي حفلت حياته السياسية بالإنجازات، لحس كلامه في سبيل كرسي أخضر؟ معقولة هذا المخضرم ترك كل القضايا العالقة وأولها الفساد والتعليم والصحة والإسكان والشوارع المتكسرة والبنية التحتية المهترئة، ليركز على سالفة تاريخية الخطاب الأميري وأحقية البدون بالجنسية الكويتية؟ مقعولة أن الاتفاق بين الطرفين شمل الامتناع عن كشف «خمال الحكومات السابقة» في كل شي، ومسك في البدون من منطلق العوض ولا القطيعة من أولويات الكويتيين؟ معقولة؟

الغريب أننا قبل أربعة عقود تقريباً، يعني في الثمانينيات، لم نكن نعاني تفشي الفساد بهذا الحجم الذي نعانيه اليوم، ورغم ذلك كان سياسيو تلك الأيام يتباهون ببرامجهم الانتخابية وأطروحاتهم السياسية والاقتصادية وغيرها، في حين اليوم نرى ونسمع ونقرأ عن أنه في كل مؤسسة حكومية في الديرة هناك فساد مالي وإداري وأخلاقي برعاية فاسدين ومتنفذين، الأمر الذي يوجب على كل مرشح أن يشعرنا اليوم أن لديه برنامجاً انتخابياً حافلاً ودسماً في هذا الشأن، فأين هذا الرجل من كل هذه المشاكل؟ وأين برنامجه الانتخابي؟ وأين أولوياته السياسية للكويتيين أبناء بلده؟ معقولة سكت هذا الرجل دهراً، وفجأة نطق كفرا في مسألة البدون؟

شصاير فينا؟!:

من رئيس القسم لي حَد الوزير

نادر اللي له نوايا صالحه

ناقة الديره اتركوها في الهجير

وعقْب حَلْب الديد... قالوا «مالحه»!

أصغر مْوظف... إلى أكبر مدير

منهو ما خلّاها «عِزْبه» لصالحه؟!

«كالحه» هذي الليالي يا عشير

واقرا في القاموس معنى «الكالحه»!!

هل هناك أوضح من الشاعر «وضاح»؟

يوسف عبدالكريم الزنكوي

back to top