مهرجان المرشحين

نشر في 07-09-2022
آخر تحديث 07-09-2022 | 00:09
 حـنان بدر الرومي المتابع للساحة السياسية هذه الأيام يشعر وكأننا نعيش مهرجاناً متنوعاً لا نملك تسمية واقعية له، فهو ليس بالمهرجان الخطابي ولا السياسي البحت، ولا بمهرجان الأمل، ولا حتى بمهرجان الورود التي ذبلت من الطرح العقيم لبعض المرشحين، غالبية المرشحين يريدون السير على السجادة الحمراء والتصفيق يدوي حولهم ويتصدرون كراسي قاعة عبدالله السالم وعينك ما تشوف إلا النور.

هرج متشابك الأسلاك، فالبرامج الانتخابية لبعض المرشحين تنتقل بنا من نقل عيد الماء من تايلند إلى جزيرة فيلكا، وهناك من يطالب بتصويت البدون والوافدين في الانتخابات، ومرشح يعلن أن ترشحه لم يكن إلا طنازة، وآخر يقصر برنامجه الانتخابي على خدمة منطقة واحدة في دائرته الانتخابية عدا من يحتاجون لمترجم يفك للجمهور رموز كلماتهم، ويفسر برامجهم الانتخابية، ولا ننسى أن محاربة الفساد هي الرابط المشترك لجميع النواب، ولكن غالبيتهم تخلو برامجهم الانتخابية من أي توضيح لمنهجية الحرب ولعلها الحرب الغامضة.

أما المرشحات وما شاء الله فعددهن كبير، وفي كل الدوائر الانتخابية، ولكن بدا واضحا ضعف الثقافة السياسية لبعضهن وركاكة الإعداد للحملة الانتخابية، الكثيرات منهن رفعن راية حقوق المرأة، وصورن المرأة الكويتية بالمرأة المضطهده من الحكومة والمجتمع، وأنها محرومة من أبسط الحقوق الإنسانية، وأن أبناء الكويتيات في وضع مضطرب وبحاجة للتدخل العاجل.

نعرف جميعا أن المرأة الكويتية نالت حقوقها في التعليم والعمل، وتقلدت أرفع المناصب وبتشجيع ودعم من القيادة السياسية والمجتمع، وأن أبناء الكويتيات يتمتعون بحق التعليم والصحة وغيره، كان من الأجدر بالمرشحات تحديد جوانب الحقوق النسائية الحقيقية التي نطمح للوصول إليها، وأحب أن أهمس في أذن كل واحدة منهن على حدة بأن النائب هو ممثل للشعب بنوعيه الذكر والأنثى، ودوره التشريعي يشمل ما فيه مصلحة الشعب الكويتي في الدوائر الخمس.

الإفلاس الواضح لعدد كبير من المرشحين والمرشحات يفرض تساؤلات عدة حول الأهداف الحقيقية لهم، صحيح أن في كل فترة انتخابية يخرج لنا شخص أو شخصان مفلسان تماماً، منهم من يسعى لمجرد الفكاهة أو يبحث عن إجازة من العمل، ومنهم من يتمنى ضربة الحظ أن تدخل في مرماه، ولكن الوضع هذا العام مختلف تماما، فالمشاهد الإعلامية المتتالية لهؤلاء المرشحين تسيء إلى المجتمع الكويتي والديموقراطية، فالكويتي شخص واع للأحداث المحلية والدولية ويملك نظرة سياسية دقيقة وشاملة يحسن عرضها.

الأمرالمحزن فعليا هو فخر البعض بعلاقتهم بسفارات دول أجنبية مما يثير الريبة حول نوعية الأجندات التي سيحملونها معهم، والهجوم المباشر على الحكومة وبلا إنصاف للجهود الإصلاحية التي تبذل حاليا لمعالجة الخلل مع ترديد شعارات قديمة مل الناس منها.

الهدوء الخارجي للانتخابات يحمل تخوفا كبيرا من الناس حول المستقبل الديموقراطي للبلد، فأهل الكويت يتمنون ألا تكون النتائج حلم ليلة صيف شديد الحرارة والرطوبة، بل أن تكون أملا واعدا يفتح آفاقاً واسعة للوصول بالكويت وشعبها إلى مستقبل مشرق يعيد الأمان والابتسامة والبهجة والنجاح التي طال انتظارها… فهل سيتحقق ذلك؟

حـنان بدر الرومي

back to top