تداعيات مقتل الظواهري تربك أفغانستان وتُورّط «طالبان»

واشنطن تصدر تحذيراً عالمياً للأميركيين... وبترايوس يرجّح استقلال قادة تنظيم القاعدة

نشر في 04-08-2022
آخر تحديث 04-08-2022 | 00:05
نقطة تفتيش على مدخل منطقة شربور المحصّنة حيث كان يعيش الظواهري (ا ف ب)
نقطة تفتيش على مدخل منطقة شربور المحصّنة حيث كان يعيش الظواهري (ا ف ب)
حذرت الولايات المتحدة من أن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري قد يدفع مؤيدي التنظيم الإرهابي لاستهداف المنشآت أو المواطنين الأميركيين، في حين بدأت تداعيات العملية بالظهور داخل أفغانستان، بعدما فشلت حركة طالبان في تأمين سلامة «ضيفها».
مع تأكيد مصدر حكومي أفغاني لأول مرة مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في غارة أميركية استهدفت منزله وسط كابول، بدأت تداعيات ضربة الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيرة بالظهور داخل أفغانستان، وسط تسجيل ردود فعل غاضبة واسعة النطاق ضد حركة طالبان التي استولت على الحكم بالقوة بعد انسحاب القوات الأجنبية في أغسطس من العام الماضي.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن «قتل الظواهري بصواريخ طائرة مسيّرة أميركية يشكّل «ضربة مذلة لنظام طالبان، الذي استضاف سراً المتطرف المسنّ في ضاحية شربور المحصّنة بقلب العاصمة الأفغانية أشهراً عدة، لكنه فشل في المحافظة على سلامته».

وبينما كانت «طالبان» تستعد للاحتفال بعامها الأول في السلطة في وقت لاحق من هذا الشهر، «أثار الهجوم ردود فعل عنيفة ضد النظام المحاصر في الداخل، وبرزت تعليقات على وسائل التواصل تدعو إلى الانتقام».

ومن هذه التعليقات منشور على «تويتر» لمستخدم أفغاني يُدعى إحسان الله، كتبه بعد بيان أصدره المتحدث باسم «طالبان» عقب مقتل الظواهري، أمس الأول، قال فيه: «إذا تم تأكيد استشهاد الظواهري، فحينئذ عار عليكم لأننا لم نتمكن من حماية البطل الحقيقي للإسلام».

ولفتت «واشنطن بوست»، إلى أن «اغتيال الظواهري (71 عاماً)، بطل الجماعات الإسلامية المتشددة، والإرهابي المطلوب منذ زمن طويل في الغرب، أدى إلى بلورة الصراع المستمر بين الفصائل المعتدلة والمتشددة داخل نظام طالبان».

وأشارت إلى أن «العديد من قادة شبكة حقاني المتشددة، يشغلون مناصب قوية في النظام».

ونقلت عن أنس حقاني، إحدى الشخصيات المؤثرة في «طالبان» الذي شارك في مفاوضات الدوحة للسلام، إنه «سيكون لهذا الهجوم البربري تداعيات خطيرة»، ونشر فيديو لقوات أميركية تعرضت لهجوم، وقال إنه «أعتقد أن الولايات المتحدة قد نسيت تجارب الماضي».

ويقول بعض المحللين الأفغان والأميركيين، إن الضربة الأميركية «قد تزيد من تشدد مواقف طالبان، وتدفعها نحو تبنٍّ صريح للقوى المتطرفة، التي تعهدت بالتخلي عنها في اتفاق السلام عام 2020 مع الولايات المتحدة».

تحذير المسافرين

في غضون ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية «تحذيراً عالمياً للمسافرين الأميركيين من أنهم يواجهون مخاطر متزايدة بالتعرض لأعمال عنف بعد قتل الظواهري، ودعتهم إلى «الحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة وتقدير المواقف بشكل جيد عند السفر إلى الخارج».

وقالت إن «المعلومات الحالية تشير إلى أن المنظمات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية في مناطق متعددة حول العالم، كتكتيكات، بما في ذلك العمليات الانتحارية والاغتيالات والخطف والتفجيرات».

ضربة كبيرة

من ناحيته، اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) السابق، ديفيد بترايوس، أن مقتل الظواهري، «ضربة كبيرة ضد شخص كان العقل المدبر لواحدة من أكثر هجمات القاعدة وحشية (هجمات 11 سبتمبر 2001)، وكذلك الهجوم على السفارتين في إفريقيا والمدمرة كول وهجمات أخرى».

وأعرب عن اعتقاده بإمكانية تننفيذ عمليات من الأفق من مسافات بعيدة والتحليق فوق مناطق تخضع للمراقبة لمعرفة الأهداف الخطيرة»، وهو ما حدث مع الظواهري، حيث تم مراقبة نمط حياته «من أجل تحقيق العدالة».

وأشار إلى أن حركة طالبان «لم تحترم التزاماتها بموجب اتفاق الدوحة وتصريحاتهم العامة بشأن مكافحة التشدد»، مشيراً إلى أن جماعة حقاني وفرت الملجأ السكني لعائلة الظواهري.

وقال إن هذا يبعث على القلق بالنظر إلى التعهدات بعدم حدوث ذلك، وأضاف: «نعرف منذ زمن الصلة القوية بين طالبان والقاعدة. هي وفرت ملجأ لمخططي هجمات 11 سبتمبر، لذلك تخلصنا منهم، والآن سمحوا للظواهري بالعودة».

وأكد أنه تم إضعاف «القاعدة» و»داعش» إلى حد كبير خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى التخلص من قادة كبار مثل أسامة بن لادن، وأبوبكر البغدادي، والظواهري، وغيرهم، لكن هذا لا يعني أن «التشدد تم التخلص منه».وعبّر عن قلقه من تنامي نفوذ «داعش خراسان» في أفغانستان وباكستان، وقال إن «داعش» في أفغانستان أكثر خطورة، وهذا يعني ضرورة تركيز الكثير من الموارد والقيام بعمليات ضد «داعش» وفلول «القاعدة».

وعن خليفة الظواهري المحتمل، قال إن هناك الكثير من التكهنات، لكنّه أشار إلى «سيف العدل» الذي يقع تحت الإقامة الجبرية في إيران و»لديه دراية كبيرة بالتنظيم».

لكنه لا يرى أن هناك أي شخص يضاهي مؤسسي التنظيم، أسامة بن لادن والظواهري، وهما «شخصيتان بارزتان في عالم التشدد، ولا يمكن تعويضهما، ولكن كما علمنا من جماعات متشددة أخرى عندما يحل شخص مكان القائد، فإن هذا يضعف القيادة».

ورغم ذلك، يرى أن فكرة القيادة المركزية «لم تعد مهمة الآن»، مشيراً إلى أن الظواهري ربما كان ينشر بيانات وتصريحات، لكنّه لم يعط تعليمات أو خططاً لعمليات مباشرة، فالأمر أصبح أكثر صعوبة الآن، نتيجة عمليات الرقابة، والقادة «أصبحوا لامركزيين وشبه مستقلين».

back to top