الضوء... بنهاية النفق

نشر في 06-07-2022
آخر تحديث 06-07-2022 | 00:10
 د. ندى سليمان المطوع تسارعت وتيرة الأحداث في السياسة المحلية لتبلغ الذروة باعتصام أعضاء بمجلس الأمة، حتى جاءت كلمات سمو الأمير، التي ألقاها سمو ولي العهد في خطابه الأخير، لتنزع فتيل الأزمة وتعيد المياه إلى مجاريها، وفيما يلي محطات من الأحداث، لعلها تساهم في رسم المراحل التالية طبقاً لسلوك أعضاء البرلمان وتفاعلهم مع الأحداث.

• بنهاية عام 2020: تم تكليف رئيس الوزراء خلال الأزمة الصحية العالمية، وابتدأ بقيادة فريق وزاري أثناء الجائحة، وقد عُرِف الشيخ صباح الخالد بالفكر الدبلوماسي المتوازن وإجادة البعد عن الأزمات، وبسبب خلفيته الدبلوماسية فإن قراراته عُرِفت بارتباطها بالتداعيات العالمية والإقليمية.

• تم تقديم استجواب له (لرئيس الوزراء) في منتصف مارس من هذا العام من خلال جلسة شهدت أداء اليمين الدستورية للأعضاء الجدد بالحكومة أو بالأحرى الأركان الجديدة للحكومة، وهما النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ طلال خالد الأحمد، وبالمناسبة يبدو أنهما أول من بدأ بالإصلاح الإداري بمؤسساتهما في الوقت الحالي، وتم توجيه الاستجواب من النواب د. حسن جوهر ومهند الساير وخالد العتيبي حول الممارسات غير الدستورية، وتعطيل مصالح المواطنين، وعدم التعاون مع المؤسسة التشريعية، والنهب المنظم للأموال العامة، والعبث بثروات الشعب، إلى جانب غياب البرامج الخاصة بالوزارات، والتي يفترض أن تتقدم بها فور تشكيلها.

• بنهاية شهر مارس من هذا العام تمت مناقشة استجواب رئيس مجلس الوزراء حسب طلبه واستكمال مدة الأسبوعين، وهنا خرجت بعض الصحف بعنوان استقطعته من حديثه بالبرلمان: «أنا حفيد مبارك... ولست من يتمسك بالكرسي».

• 5 أبريل: قدم رئيس الوزراء استقالة الحكومة تفادياً للتصويت، كما جاء في الصحف، على عدم التعاون مع الحكومة بعد استجوابه.

• 10 أبريل: صدور أمر أميري بقبول استقالة الحكومة وتكليفها تصريف العاجل من الأمور.

• 24 أبريل: ألقى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد كلمة رمضان خلال العشر الأواخر، نيابة عن سمو الأمير، قائلاً: «لن نتوانى في اتخاذ أي قرار يضمن للبلاد أمنها واستقرارها في ظل نهجنا الديموقراطي الأصيل». كانت الكلمة بمنزلة تمهيد لقرار سيتم اتخاذه، ورغم تفاعل النواب مع الخطاب الأميري قائلين إنه وضع النقاط على الحروف، إلا أنهم قد قاموا باعتصام في البرلمان وتصعيد الخطاب السياسي.

• يونيو 2022: «اعتصام بيت الأمة» احتجاجاً من النواب على تعطل انعقاد جلسات مجلس الأمة العادية مدة تجاوزت الشهرين بعد جلسة استثنائية لإقرار منحة المتقاعدين.

• 22 يونيو: سمو ولي العهد ألقى على المواطنين كلمة نيابة عن سمو الأمير حملت الالتزام بعدم التدخل في اختيارات الشعب، والنأي بمؤسسات الدولة عن دعم فئة على حساب أخرى ودعوة المواطنين إلى حسن الاختيار في الانتخابات القادمة بعد تنفيذ الحل، والذي أتى نزولاً على رغبة الشعب واحتراماً لإرادته.

• كلمات سمو الأمير التي ألقاها سمو ولي العهد أثلجت الصدور، لما فيها من نهج واضح بفصل السلطات، ولقربها مما يدور في النفوس تجاه الممارسات البرلمانية، وهي بمنزلة الضوء بنهاية النفق، فهل سنسعى للحفاظ على ذلك البريق ورعايته أم سترتفع أصوات «معترضة» لتثير الفوضى وتنسف العمل البرلماني؟ وللحديث بقية.

• كلمة أخيرة...

أصبحت بعض الصحف الإلكترونية المرخصة من قبل وزارة الإعلام راعية للتأزيم ونسف العلاقات الخارجية، لما تحمله من صيغة مستفزة بنشرها أقاويل وأنباء تمثل معاول لهدم الجهود الدبلوماسية المبذولة، ومنا إلى وزير الإعلام.

د. ندى سليمان المطوع

back to top