إيران تتمسك بمفاوضات الدوحة وواشنطن تفرض عقوبات

قطر تتعهد بمواصلة الجهود و«الخارجية» الأميركية تتهم طهران بالتردد بين إحياء «الاتفاق» ودفنه

نشر في 30-06-2022 | 10:15
آخر تحديث 30-06-2022 | 10:15
أبدت «الخارجية» الإيرانية تشبثها بحبال المفاوضات الثنائية غير المباشرة التي تخوضها مع الولايات المتحدة في قطر من أجل رفع العقوبات المفروضة عليها، في حين اتهمت الولايات المتحدة طهران بعدم الاستعداد لاتخاذ قرار أساسي بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أو دفنه.
في وقت تسعى السلطات الإيرانية لتجاوز خلافاتها وأزماتها الداخلية وتراهن على إمكانية جني المزيد من المكاسب، مع بروز مؤشرات على زيادة حاجة الغرب لنفطها لتقليل الاعتماد على المحروقات الروسية، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده عازمة على مواصلة المفاوضات غير المباشرة، مع الولايات المتحدة، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، رغم عدم تحقيق جولتها الأولى لنتائج واضحة.

وقال عبداللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن، ليل الأربعاء ـ الخميس، إن تقييم طهران للجولة الأولى من المباحثات كان جيداً من أجل التوصل إلى اتفاق جيد ومستدام.

وأضاف: «نحن جادّون من أجل التوصل إلى اتفاق جيد ومستدام إذا تعاملت أميركا بواقعية».

وأشار الوزير الإيراني إلى أنّ «كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني يتخذ خطوات فاعلة للتّوصل إلى اتفاق مقبول».

من جهته، قال وزير الخارجية القطري: «نعتقد أنّ سير المفاوضات في الدوحة كان إيجابياً وبنّاءً»، مردفاً أنّ «الدوحة لن تألو جهداً من أجل عودة كل الأطراف إلى التزاماتها وتحقيق النتائج التي تسعى لها طهران».

ورغم عدم الإعلان رسمياً عن موعد لجولة جديدة من المباحثات في الدوحة، قال مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني محمد مرندي، إن «مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في الدوحة لم تفشل وستستمر».

وذكرت الخارجية الإيرانية أن باقري كني سيتواصل مع المنسق الأوروبي إنريكي مورا بشأن المرحلة المقبلة من المفاوضات.

وجاء التشبث الإيراني بالحبال الإيجابية للمفاوضات، التي قد تنجيها من سيل عقوبات غربية، في وقت أعربت الولايات المتحدة عن امتعاضها من جولة المباحثات التي توسطت بها المنسق الأوروبي انريكي مورا.

وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى «خيبة أملها» لعدم إحراز أي تقدم لجهة حل العقد التي أغلقت باب التفاوض في فيينا منذ منتصف مارس الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس، إن المفاوضات فشلت لأنّ «إيران أثارت نقاطاً لا علاقة لها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وهي لا تبدو مستعدّة لاتخاذ القرار الجوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الاتفاق أم دفنه».

واتهم المتحدث الأميركي إيران بأنها «رفضت، مرة أخرى، الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتّحاد الأوروبي، وبالتالي لم يتمّ إحراز أيّ تقدم».

وفي وقت سابق، أعلن المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا أنّ المباحثات لم تحرز التقدّم المرجو، معقباً: «سوف نستمر في العمل بإصرار أكبر لإعادة الصفقة الرئيسية إلى المسار الصحيح لأجل عدم الانتشار والاستقرار الإقليمي».

مطالب جديدة

ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤول أميركي قوله، إن الإيرانيين أثاروا قضايا قديمة تمت تسويتها وقضايا أخرى جديدة لا علاقة لها بالاتفاق النووي خلال مفاوضات الدوحة. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الإيرانيين هم الجانب الذي يحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، وكان يتعين عليهم اتخاذه منذ أشهر.

وعقب ذلك، دعا مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية كاظم غريب ابادي، الحكومة الأميركية إلى الإفراج عن المسجونين الإيرانيين لديها.

في موازاة ذلك، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى تبادلات مالية إيرانية روسية موسعة بشكل مستقل عن نظام التبادل المالي الغربي. ونقل موقع الرئاسة، أمس، عن رئيسي خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة الدول المطلة على بحر قزوين قوله: «إن النظام المالي المستقل سيجعل من المستحيل على أي دولة ممارسة نفوذها أو الضغط عليها». وجاء ذلك في وقت أفادت تقارير بأن البنك المركزي الإيراني يسعى إلى «رقمنة» العملة المحلية بهدف تفادي العقوبات الدولية.

في السياق، ذكرت قناة «العربية ـ الحدث» أن الولايات المتحدة فرضة حزمة جديدة من العقوبات التي تستهدف الكيانات والأفراد التي تنشط بصناعة النفط الإيرانية.

حرب الاغتيالات

في هذه الأثناء، كشف تحليل في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أن سياسة القتل المستهدف والاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف زعماء النظام الإيراني هي سياسة فعّالة وفوائدها تفوق عواقبها.

وأوضح التحليل أن هناك رعباً حقيقياً داخل النظام الإيراني من السياسة الإسرائيلية الجديدة، ورجح التقرير أن عمليات الاغتيال سوف تتصاعد نظراً لفوائدها بعد فشل الحلول الدبلوماسية. وأوضح التقرير أنه هذا العام، في أواخر مايو ويونيو، قُتل سبعة أفراد تابعين لـ»الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم عقيدان، في حوادث منفصلة. ولم يكن مفاجئاً أن إيران وجهت أصابع الاتهام إلى الموساد في معظم الوفيات.

في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن السلطات التركية قدمت 7 أشخاص على علاقة بـ «الحرس الثوري» للمحاكمة بتهمة التخطيط لقتل سياح إسرائيليين بإسطنبول.

back to top