كويت جديدة تنتظرنا

نشر في 28-06-2022
آخر تحديث 28-06-2022 | 00:08
بوجود إرادة الإصلاح والعزم على التخلص من القضايا المتشعبة، ستعود الكويت كما كانت صانعة للحدث لا متابعة له، فلدينا مشاكل كبيرة تحتاج رجالاً ونساء على قدر عالٍ من المسؤولية، فقد مللنا من نواب الانشغال بمسلسلات رمضان والبادل والرقص الشرقي وغيرها من المواضيع التي تعد دون مستوى الوطن.
 قيس الأسطى ترك خطاب سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ارتياحاً كبيراً لدى الأغلبية الساحقة من الشعب الكويتي، فقد نفى سموه كل الإشاعات المتعلقة بتعطيل الدستور، وأكد الالتزام به كعقد بين الحاكم والمحكوم، كما أكد سموه الالتزام بعدم التدخل في انتخابات لجان المجلس والرئاسة المقبلة، ويبقى أننا في انتظار التفاصيل الدستورية حتى لا نقع في أخطاء عام 2012، لأننا لا نملك ترف الوقت، فطريق الإصلاح طويل والعودة بالبلد إلى طريق الريادة طويل أيضاً، ويحتاج جهداً ومثابرة وحكومة جديدة برئيس جديد يدرك جيداً هذا الكلام.

لكن ماذا بعد الخطاب؟ تقديري كمواطنين معنيين بانتخاب مجلس من شخصيات وطنية تدرك خطورة المرحلة، فقد تمكنت مؤسسة الفساد من الإمساك بمعظم مفاصل الدولة، فجميع الصفقات الفاسدة قد اجتازت كل العقبات والأجهزة الرقابية، وأقرت من لجنة الميزانيات، ومن ثم مجلس الأمة مما يعني حكماً وجود مرتشين ومتورطين من جميع الجهات.

علينا أن ندرك أن الكويت أكبر من طائفة أو قبيلة أو عائلة، وأن أي مرشح يأتي من فرعية أو تشاورية سيكون نقمة لا نعمة لأنه حصر نفسه في سياج ناقص، لأن سياج الكويت هو السياج الأكبر والأشمل، وأن أي شيء دونه لا يستوفي شروط الوطنية.

علينا أيضا أن ندرك أن عامل الوقت ليس في مصلحتنا، وأن قضايا كالبدون والتعليم وتنويع مصادر الدخل تعدت مرحلة التنظير والاجتهاد، وفي بعض الحالات المزايدات، وأصبحت كوارث تهدد الكيان الكويتي في الصميم، وأن هذه القضايا تحتاج دورة مستندية مطورة وسريعة لحلها، وأن أسلوب كتابنا وكتابكم لن يوصلنا إلى بر الأمان.

النواب المنتخبون في المجلس القادم عليهم الالتزام بانتخاب رئيس جديد للمجلس يفرض نفسه كإطفائي قادر على معالجة المشاكل، وأن يكون حكماً نزيهاً محايداً بين النواب، ومدافعاً شرساً عن الدستور، لا أن يساهم في إقرار قوانين كالمزمع، لكي يحمي رئيس الوزراء لسنتين قادمتين من الاستجوابات، مع العلم أنه أمر لا يمتّ للدستور بصلة، وأن يساهم في إطفاء الحرائق لا إشعالها، وأن يكون جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة.

القضايا كثيرة وللأسف متشعبة ومعقدة، لكن بوجود إرادة الإصلاح والعزم على التخلص منها ستعود الكويت كما كانت صانعة للحدث لا متابعة له، لدينا مشاكل كبيرة تحتاج رجالاً ونساء على قدر عالٍ من المسؤولية، فقد مللنا من نواب الانشغال بمسلسلات رمضان والبادل والرقص الشرقي وغيرها من المواضيع التي تعد دون مستوى الوطن.

«كويت جديدة تنتظرنا»، شعار أم حقيقة، لن أجيب لعل الأشهر القليلة القادمة تجيب عني.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top