«جنت على نفسها براقش»

نشر في 24-05-2022
آخر تحديث 24-05-2022 | 00:10
 قيس الأسطى تعددت الروايات حول المثل المشهور «جنت على نفسها براقش»، فهناك من قال إن «براقش» عجوز كانت تسكن في صحراء المغرب وكان لديها كلبة، وهناك آخرون قالوا إن براقش هي الكلبة نفسها.

عن نفسي أميل إلى الرواية التي تقول إن براقش كلبة أخذها قومها إلى غار ليختبئوا من جيش قادم إلى ديارهم يريد غزوهم، وعندما همَّ الجيش بمغادرة بلدتهم بدأت براقش بالنباح فعاد الجيش ليقتل جميع سكان البلدة فقيل «جنت على نفسها براقش».

استطردت في ذكر الرواية لكي أشير إلى أن براقش موجودة في كل زمان ومكان ولو في شكل مختلف! فنحن مثلاً أتينا بنواب صمتوا صمت أهل القبور عن التعدي على الدستور، والتهوا بإعلانات في الشوارع، ودورة رقص شرقي للسيدات فقط، ولعبة بادل ومتابعة تصريحات لفاشنستات أو مشاهد في مسلسلات.

نحن انتخبنا نواباً ما زالوا مستمرين في الصمت عن انتهاك الدستور من خلال عدم تعديل المادة (103) منه وترك الحكومة تستخدمها لإطالة أمد استقالتها دون وضع أي أطار زمني كما هو حاصل الآن، مما يعني ضياع حقوق لمواطنين بسطاء ليس لديهم أي ناقة أو جمل في المعارك والتكتيكات السياسية.

جنينا على أنفسنا عندما جاملنا الحكومات والمجالس المتعاقبة التي لم تنوع مصادر الدخل ولم تغير الدورة المستندية مما أرجعنا عقوداً من الزمن، جنينا على أنفسنا عندما لم نستغل الفوائض المالية الكبيرة التي حصلنا عليها عند سقوط نظام صدام حسين والارتفاع الكبير لأسعار النفط وانفتاح السوق العراقي علينا، بل على العكس من ذلك ركنا إلى بيع النفط فقط غير مدركين أن انخفاض أسعاره احتمال كبير.

جنينا على أنفسنا عندما سكتنا عن انحدار الرياضة والثقافة والمسرح والتلفزيون والاقتصاد ولم نحرك ساكنا عندما توسعت الحكومات في تعيينات البرشوتات غير آبهين بتعيين الكفاءات.

نحن براقش، ونحن كما الحكومة والمجلس، لا نقلُّ عنهم سوءاً، تحدثنا كثيراً بالمثاليات لكن عندما ذهبنا إلى الصندوق ظهرنا على حقيقتنا، فانتخبنا أبناء العمومة والقبيلة والطائفة.

نحن من جنينا على أنفسنا، وكل ما ميزنا أننا أتينا في وقت البحبوحة فلم نعانِ كثيراً، لا لفضل منا بل بفضل من الله سبحانه.

نحن براقش سواء كانت امرأة أو غيرها، أكرر نحن براقش.

هل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك؟

● قيس الأسطى

back to top