حوار كيميائي: ماذا نريد من المجلس البلدي؟!

نشر في 22-05-2022
آخر تحديث 22-05-2022 | 00:20
 د. حمد محمد المطر عشنا تجربة ديموقراطية جديدة مع انتخابات المجلس البلدي 2022، أكدت أن روح المشاركة العامة في إدارة شؤون الدولة مسؤولية وطنية يتحمّلها الجميع، وأن الفساد أو التفرد والاستبداد ليس قدَراً محتوماً على الرقاب، فالمستقبل دائماً في طيّاته انفراجات وتحولات يمكن أن تفتح مسارات للإصلاح وتغيير الواقع للأفضل، بدل انتظار السماء أن تمطر ذهباً، ولعل الانتخابات اللبنانية التي جرت أخيراً تؤكد أن التغيير هو القدَر الثابت في الحياة!

يلتئم المجلس البلدي بعد أن استكمل السابق دورته، نشكرهم على جهودهم وأعمالهم، ونتطلع إلى نخبة واعدة من الشباب تشق طريقها لتستكمل ما قدّموه، كنت أتمنى أن أجد فرصة في الحملات الانتخابية لتقييم ما تمّ وتحليل الجهود السابقة، وأين أنجز المجلس البلدي وأين أخفق، وما هي العوائق التي تعترض تفعيل اختصاصاته وصلاحياته، وكيف هو التقييم الموضوع لتعاون الجهاز التنفيذي للبلدية وبقية وزارات الدولة.

بعيداً عن التشنّج والشحن الانتخابي، نحتاج إلى أن نقف على الحقائق، والشعب الكويتي أقدر على التقييم الموضوعي لخلاصة ما تم، باعتباره مجلساً فنياً لا يخضع للإملاءات السياسية كما يعيشها مجلس الأمة.

ماذا يريد المواطن من المجلس القادم؟

يتطلع المواطن لهذا المجلس ببعض التفاؤل، لكون العناصر التي تنافست ورجحت كفّتها في الانتخابات كانت على قدر من الكفاءة العلمية والمهنية التي تؤهلها لأداء دورة استثنائية في هذا المجلس، يتطلب هذا القدرة على استيعاب مرحلة التعارف والتفاهم على المناصب من دون صراعات تقطع حبال التواصل، وتتحول معها جلسات المجلس إلى ردود أفعال تستمر لفترات غير محسوبة ولا محسومة.

إن اختصار هذه الفترة إلى أقل مدة ممكنة سوف يساعد على إهدار الوقت والفرص لمجلسٍ يمكن أن يقدّم الكثير، فتتحول الطاقات المشحونة بعد جولة الانتخابات العامة وعلى مناصب المجلس إلى الاتجاه الصحيح نحو الإنتاج والإنجاز.

ما يتمناه الناخب والمراقب أن يقوم الأعضاء بدورهم الفني في مراقبة تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بالصحة العامة والتنظيم والمباني ونزع الملكية والاستيلاء المؤقت للمنفعة العامة وتقسيم الأراضي والمحال العامة والمقلقة للراحة والمضرّة بالصحة.

يتطلع الناخب والمراقب إلى أن تتحسّن بيئة الرقمنة أكثر في أجهزة البلدية، وأن تتضمن برنامجاً زمنياً للتحول الكامل، خاصة في إصدار التراخيص الخاصة بكل ذلك، بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات الشأن، وغير ذلك من القوانين واللوائح الخاصة بمرافق البلدية العامة.

مهم أن يكون أعضاء المجلس على اطّلاع بتقارير المشروعات ومواقعها في شؤون العمران وتجميل المدن والقرى والجزر والطرق والشوارع والميادين وتوسعها والمجاري والحدائق والتشجير، ووضع النظم الخاصة بالإعلانات، وكل ما يؤدي إلى تجميل المُدن وحفظ رونقها، وتسمية الأحياء والشوارع على أسس منهجية واعتبارات موضوعية، لا على أساس المجاملات والتلميع الشخصي، كثيرة هي الآمال والتطلعات، وأكثر منها الدعوات أن يوفق الجميع لدور انعقاد نلمس جميعاً أثره النافع على الوطن والمجتمع.

«Catalyst» مادة حفّازة:

مجلس يملك رؤية ويراقب بكفاءة + جهاز تنفيذي فاعل ومنجز = مستقبل أجمل

د. حمد محمد المطر

back to top