حوار كيميائي: الاستدامة أو الطوفان!

نشر في 20-05-2022
آخر تحديث 20-05-2022 | 00:18
 د. حمد محمد المطر هذا ليس كلامي، لكنها أحاديث الخبراء والمتخصصين الذين يصرخون في منتديات الساسة والمؤتمرات التي يحضرها رؤساء الحكومات والشركات والجمعيات "أوقفوا هذا الاستنزاف الذي يطال الكوكب"!.

جهود حثيثة تُحاول جاهدة الحد من ظاهرة التغير المناخي الذي إن زادت به حرارة الكوكب درجة واحدة لاختفى خمس غلة العالم من البذور والبقوليات! ولو تم ترشيد ثلث الغذاء الذي يُهدر في مكبات النفايات لاختفى جوع مليار إنسان على سطح الأرض!

تشرفت بتلقي دعوة كريمة من بعثة الأمم المتحدة في الكويت، للمشاركة خلال يوليو المقبل في أهم مؤتمر رفيع المستوى، تحضيراً لاجتماع الجمعية العامة في سبتمبر القادم، بهدف تضافر الجهود، وحث جميع المعنيين بصناعة القرار على وقف التراجع في مؤشرات التنمية، خصوصاً بعد جائحة "كوفيد 19"، وأن مجمل ما تم تحقيقه خلال العقد المُنصرم تهاوى كثيرٌ من تقدمه نتيجة التداعيات التي طرأت.

نعم لسنا على الجادة التي تقودنا لانتشال واقعنا من إشكالاته، ونحتاج إلى تضافر وتكامل أوسع وأكبر وأعمق... حتى لا يرث أحفادنا مجتمعات متهالكة نتيجة سوء الأداء في الإدارة، وعدم الرشد في الحكم واستنزاف الموارد دون حكمة، والإنهاك بالصراعات وخطاب الكراهية.

وفي الوقت الذي تقرع منابر الأمم المتحدة فيه أجراس الإنذار في خضم ما يشهده العالم من تحولات، نجد هناك العديد من المبادرات التي يتم تبنيها لمواجهة هذه الاستحقاقات، ولعل أبرزها على صعيد المنطقة مشروع "الشرق الأوسط الأخضر"، الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، حين وجّه سموه إلى زراعة 50 مليار شجرة حتى عام 2030، وشارك سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ضمن قيادات المنطقة، لإعلان المضي فيها مع إصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي للزراعة، وخفض 60% من الانبعاثات الكربونية نتيجة إنتاج النفط والغاز.

يقول الداعي إلى قمة المبادرة في افتتاحها: "اليوم ندشن الحقبة الخضراء الجديدة للمنطقة، نقودها ونقطف ثمارها سوياً، إيماناً منا بأن آثار التغيّر المناخي لا تقتصر على البيئة الطبيعية فقط، بل تشمل الاقتصاد والأمن"، هذه القمة في المنطقة كانت تأسيساً لمنهج "دبلوماسية المناخ"، وتعزيز الإرادة السياسية التي تتطلب إحداث تغيير جذري عبر تشكيل أول تحالف لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط، وتوفير منصة تجمع بين المعرفة ورأس المال، وتعزيز الاستثمار، ونقل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة.

يختزن المستقبل الأخضر للشرق الأوسط إمكانات هائلة للتنويع الاقتصادي، وخلق فرص العمل، واستثمارات القطاع الخاص، وتسميه بعض أدبيات التنمية بالاقتصاد الأخضر، ومبدأ كوكب الأرض أولاً، لذلك من المتوقع أن تمنح المبادرة فرصاً واعدة تتجاوز مجال البيئة فقط، وهي تستجيب لأهمية عكس مسار التغير المناخي نحو "الحياد الكربوني"، بمعنى أن تتعادل الانبعاثات الضارة من الصناعة في مقابل ما يتم إنتاجه من أوكسجين في العالم عام 2050، خصوصاً أن تداعيات ارتفاع درجات الحرارة تؤثر بالفعل على جودة الحياة والفرص في المنطقة وحماية الكوكب، وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

«Catalyst» مادة حفازة:

تنمية مستدامة + استجابة جادة = رفاه وجودة حياة

د. حمد محمد المطر

back to top