صورة لها تاريخ: حفرة «السبت» تحولت إلى بيت وديوان الشعلان وبراحة بن بحر

نشر في 13-05-2022
آخر تحديث 13-05-2022 | 00:05
لقطة جوية لجزء من الحي القبلي تبدو فيها براحة السبت وبعض البيوت التي حولها
لقطة جوية لجزء من الحي القبلي تبدو فيها براحة السبت وبعض البيوت التي حولها
تحدثنا في مقال سابق عن حفرة النامي وموقعها والبيوت المنتشرة حولها، وشرحنا أهمية الحفرة في الكويت القديمة ودورها في حماية البيوت عند هطول الأمطار في الماضي.

واليوم نتحدث عن حفرة "السبت"، وهي تقع وسط الحي القبلي، وقد تحولت إلى براحة (ساحة) بعد دفنها عام 1934 (الهدامة الأولى).

ونلاحظ أن البلدية شجعت الأهالي، في ذلك العام، على دفن بعض الحفر، بعد اقتناعها بأن غزارة الأمطار أسفرت عن فيضانات في الحفر ووقوع أضرار على المنازل بسبب ذلك، ولذلك نجد أن عدداً من الحفر تم دفنها في ذلك العام، ومنها حفرة السبت.

وقد نسبت الحفرة إلى أسرة السبت، وهي أسرة تنتمي إلى الأساعدة من قبيلة عتيبة، قدمت إلى الكويت من مدينة الزلفي قبل حوالي 200 سنة، وفقاً لما أبلغني به العم عبدالعزيز بن عبدالرحمن السبت (مواليد عام 1940) في لقاء معه بمسجد العتيقي في الشامية بتاريخ 18 فبراير 2018.

قال لي العم عبدالعزيز إن عمّته مريم تزوجها المرحوم خالد المسعود (عضو سابق بمجلس الأمة ووزير تربية سابق)، وإن عمّته الثانية تزوّجها أحد رجال أسرة الرشود الكريمة، وعمّته الثالثة فاطمة تزوجها المرحوم التاجر علي الشايع (والد صالح وعبداللطيف).

كما قال لي إن والد جدّه (اسمه عبدالرحمن)، الذي حفر الحفرة، دفن بالكويت عام 1896 في اليوم نفسه الذي دفن فيه أمير الكويت الشيخ محمد الصباح وأخوه جراح.

أما معلوماته عن الحفرة، فقد أبلغني أن بيتهم كان يطلّ على الحفرة مباشرة من ناحية الجنوب، وأن الحفرة، بعد ردمها بفترة، بيعت أرضها على أسرة الشعلان (العيسى)، التي بنت في موقعها بيتاً وديواناً خلال فترة الأربعينيات، وبقي جزء من البراحة (التي أصبح اسمها براحة بن بحر، نسبة إلى التاجر عبدالله بن بحر الذي يقع بيته على طرفها الغربي)، موجوداً إلى فترة إعادة تنظيم مدينة الكويت.

وفيما يتعلّق بالبيوت الموجودة حول الحفرة والقريبة منها، فقد عرفت من عدة مصادر أنها تعود إلى الأسر التالية: السبت، والشعلان (العيسى)، ويقع بيتهم يمين بيت السبت، والتويتان (يسار بيت السبت)، والقديري (مقابل بيت السبت)، وبيوت عبدالعزيز وحسين وعبدالله العبّاد، وبيوت أسرة العثمان الراشد (مقابل العبّاد)، وبيوت كل من الياسين، والجويهل، وعبدالله بن بحر، وصالح العثمان الراشد، وسلطان الكليب، ومحمد بن حجي، وعلي بن فيد، وغيرهم.

ويتذكر العم عبدالعزيز السبت بيتاً من الشعر لأحد شعراء الكويت، يصف فيه الضرر الذي أصاب بيوت الكويتيين عام 1934 يقول فيه:

الحمد لله على ما كان ​​سيلٍ دهانا فجرية

سحارة الكيل مع الربيان ​​في حفرة السبت مجفية

هذا ما استطعت أن أجمعه من معلومات عن حفرة السبت في الحي القبلي بمدينة الكويت القديمة، وإن شاء الله نتحدث عن حفرة أخرى في المقال المقبل.

باسم اللوغاني

back to top