زواج القاصرات ووزير الإسكان الشعبي!!

نشر في 28-04-2022
آخر تحديث 28-04-2022 | 00:08
 د. سلطان ماجد السالم وأنا أستمع إلى إحدى مقابلات إذاعة راديو البي بي سي BBC التي اعتدت سماعها على مدى عقود من الزمن ومنذ صغر سني، وإذا بالمذيعة التي تنطق الحروف العربية الفصحى بصوت إذاعي جميل تدخل في حوار عميق مع ضيفتها المحامية فيما يخص تشريعا جديدا في جمهورية مصر العربية. ذاك التشريع الذي كان قد لفت انتباهي منذ قرابة العام بل أنا شخصيا أؤيده وبشدة، وأعتقد أن من الواجب تطبيقه في كل مكان، أخذت شخصيا بالتفكر والتمعن في أهمية مثل تلك القوانين التي أصبحت نافذة في مصر وتعاقب أولياء الأمور والشهود حتى (الملاچ) إذا ما تم تزويج أحد دون سن الثامنة عشرة.

هذه المسألة معقدة جداً بل متشعبة ما بين جانب يدخل في الدين والشريعة، وآخر اجتماعي واقتصادي وجوانب أخرى كذلك، لا سيما أن مقالي هذا لا يقصد بلداً بعينه بل يتكلم بالعموم لكل البلدان التي تحتاج مثل هذا التشريع، حيث يستند مناصرو تزويج القاصرين، أولاداً كانوا أم بنات، إلى أنه حلال وجائز شرعاً، وهم أيضا يتناسون أن القاعدة الإسلامية في الزواج مشتقة من الحديث النبوي الشريف «لا ضرر ولا ضرار»، فهي ليست محكومة بسن معينة بل بظروف نوعية لكل زمان ومكان، وعليه فإن من البدهي هنا أن تفوق سن الزواج في عصرنا الحادية والعشرين لا الثامنة عشرة قياسا بقوانين الحداثة والمدنية من جهة، وما يمكن أن يتم تصنيفه كطفل هذه الأيام من جهة أخرى.

الزمن الذي نعيشه يتطلب تشريعات وقوانين تواكب تطوراته المتسارعة، ولعل من أهمها ذاك المختص بتزويج صغار السن القصّر، فتحية لأهل مصر على هذا النهج الحداثي ونتمنى أن يطبق حول العالم.

على الهامش:

عيدكم مبارك وعساكم من عواده مقدما، والحكومة إلى هذه اللحظة لم تصرف مكافأة الصفوف الأمامية لكل الجهات ومنحة المتقاعدين معلقة وبدل الإجازات لم يقر في كل جهاتها... يبدو لي أن الحكومة لا تريد أن تعطي المواطن حقوقه فكيف بـ«عيدية»؟!

هامش أخير:

بشرنا (أو بالأحرى بشر ناخبيه مستقبلاً) النائب عبيد الوسمي بحكومة شعبية قاصدا أنها آتية من رحم الشعب، وهذا أيضا تصور مغلوط منه، وعليه خرج علينا وزير الإسكان (العرو) بتجاوزات كشفتها جريدة «الجريدة» مؤخراً ممثلة بتجاوزات في التعيينات بمجالس الإدارات الخاصة بالتعاونيات، كما وجه النائب أسامة المناور سؤالاً برلمانياً عن تخصيص قسيمة سكنية في منطقة خيطان لطلب ٢٠٢٠، يا وزير الحكومة الشعبية، أتحسب أن الشعب غافل عنك أم لديك ضوء أخضر لكل هذه الأعمال (إن صحت)؟!!

د. سلطان ماجد السالم

back to top