يوسف شعبان... نجم الدراما المصرية (4-6)

النجم المصري ينطلق إلى أفلام المغامرات

نشر في 27-04-2022
آخر تحديث 27-04-2022 | 00:05
استمرت رحلة الفنان المصري يوسف شعبان في السينما، وطار إلى بيروت وتركيا للمشاركة في بطولة بعض الأفلام مع عدد كبير من نجوم فترة السبعينيات من القرن الماضي، واصطدم بالرقابة في فيلمي «زائر الفجر» و«المذنبون» واختيرت سبعة من أعماله ضمن أهم 100 فيلم مصري خلال القرن الماضي، وتتابعت خطواته في مشوار فني حافل بالأعمال المتميزة.

حقق يوسف حضورا لافتا في جميع الأوساط الفنية، وأزاح الستار عن موهبته المتفردة في فضاء السينما والدراما والمسرح والإذاعة، وكان غزير الإنتاج، إلا أن أعماله المسرحية كانت قليلة، ويرجع ذلك لعدة أسباب من بينها ازدحام أجندته بأعمال درامية وسينمائية، وصعوبة تكرار نفس الأمر في المسرح.

وتراوحت أعماله بين الكوميديا والتراجيديا والأكشن، وجاء بعضها دون المستوى، لكنه اعتبرها جزءاً من مشواره الفني، ولا مجال للندم عليها، وقدَّمها تحت ضغط الحاجة، وبطبيعته لم يكن يدّخر مالاً لظروف طارئة، وبات في مفترق الطرق بين أن يمارس المهنة التي عشقها، أو يبحث عن عمل آخر، وفيما يلي تفاصيل الحلقة الرابعة:

رأى شعبان أن بعض زملائه انحسرت عنهم الأضواء، وباتوا يقبلون أدواراً ثانوية، ومنهم نجوم سطع بريقهم خلال فترتي الخمسينيات والستينيات، وذات مرة قرأ خبراً مفاده أن نجمة كبيرة ستقدم فيلماً لا يتناسب مع مشوارها الفني، وعلى الفور اتصل بها ووجه لها اللوم، وفوجئ بها ترد: “لو معاك خمسة جنيه هاتها”، وهنا أدرك أنها مضطرة للعمل لأنها لا تمتلك المال الذي يضمن لها مواجهة أعباء الحياة.

أيام في لندن

انطلق شعبان إلى أفلام المغامرات، وقدّم الفيلم السوري “أيام في لندن” (1976)، وشارك في بطولته مع المطربة سميرة توفيق ونجوم السينما السورية محمد الدكش ورفيق السبيعي وخالد تاجا، وإخراج سمير الغصيني، وتدور الأحداث حول الشاب “حامد” العائد من لندن ليأخذ ميراثه من جده، ويدخل في سلسلة من المواقف الكوميدية.

وفي أول تجربة إخراجية للمخرج سمير سيف، التقى شعبان مع نور الشريف وميرفت أمين وشويكار وصلاح قابيل وإبراهيم خان في “دائرة الانتقام” (1976) المقتبس عن الرواية الشهيرة “الكونت دي مونت كريستو” للأديب الفرنسي ألكسندر دوماس، وسبق للسينما المصرية أن قدمتها في فيلمين للمخرج هنري بركات، أولهما “أمير الانتقام” (1951) بطولة أنور وجدي وسامية جمال، والثاني “أمير الدهاء” (1964)، بطولة فريد شوقي ومحمود مرسي ونعيمة عاكف.

ويتناول “دائرة الانتقام” حكاية أربعة لصوص يشتركون في عملية سرقة، لكنهم يغدرون بصديقهم جابر (نور الشريف) ويقومون بتخديره، وإبلاغ الشرطة عنه بعد تركه داخل إحدى الشقق، ويقضي فترة عقوبته داخل السجن، وبعد خروجه يقرِّر الانتقام منهم واحداً تلو الآخر.

وتابع شعبان رحلته مع الأفلام المقتبسة، وشارك في بطولة فيلم “الكروان له شفايف”، المأخوذ عن رواية للأديب الفرنسي جول ماري، تمصير وإخراج حسن الإمام، وتمثيل عدد كبير من النجوم، منهم نبيلة عبيد وسهير رمزي وسمير صبري وأبوبكر عزت وحياة قنديل والمطرب وليد توفيق وعماد حمدي ومحمود الجندي وفريدة سيف النصر.

وتحمس يوسف شعبان للمشاركة في بطولة فيلم “حبيبة غيري” مع نادية لطفي وناهد شريف ويوسف فخر الدين وحسين الشربيني، وهذا العمل هو ثاني تجربة إخراجية للفنان أحمد مظهر بعد فيلمه الأول “نفوس حائرة” (1968).

وعاد شعبان إلى أعمال الكاتب إحسان عبدالقدوس، وجسَّد شخصية “الدكتور يوسف” في فيلم “آه يا ليل يا زمن” أمام المطربة وردة الجزائرية ورشدي أباظة وعادل أدهم وسمير غانم، وإخراج علي رضا، وأثار الفيلم رود فعل متباينة، لهجومه على فترة حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.

«قصر في الهواء»

وتراجع مؤشر شعبان في السينما عام 1978، حيث قدم فيلمين فقط يغلب عليهما الطابع الرومانسي، أولهما “قصر في الهواء” قصة الأديب محمد عبدالحليم عبدالله، وإخراج عبدالحليم نصر، وبطولة يسرا ومصطفى فهمي ومريم فخر الدين ومحسن سرحان وجورج سيدهم، وأحمد الجزيري.

وفي الفيلم الثاني “اذكريني” جسّد شعبان شخصية “عبدالرحيم” أمام نجلاء فتحي ومحمود ياسين وزيزي البدراوي، وإخراج هنري بركات، وهو مأخوذ عن قصة الأديب يوسف السباعي “بين الأطلال” وسبق تقديمها بذات العنوان في فيلم أخرجه عز الدين ذو الفقار عام 1959، وقام ببطولته فاتن حمامة وعماد حمدي، وصلاح ذو الفقار، وحقق نجاحاً كبيراً لدى عرضه في دور السينما، مما صعّب من مهمة “اذكريني” ولم يحظ بنجاح مماثل.

«رحلة الرعب»

ارتدى شعبان ثلاثة أقنعة في عام 1981، الأول في فيلم “رحلة الرعب” أمام حسين فهمي ومديحة كامل، وحمدي غيث وصلاح نظمي وإخراج محمد عبدالعزيز، ودارت أحداثه حول “نادية” التي تنقل إلى المستشفى عقب إصابتها بانهيار عصبي بسبب معاملة زوجها، ويتولى الدكتور مدحت (يوسف شعبان) علاجها.

وقد ذهب شعبان إلى “قهوة المواردي” وتقمّص شخصية “حسانين أبو سنة” الخارج من السجن وتنتاب المخاوف أهل الحارة من عودته لسطوته وجبروته، والفيلم قصة محمد جلال وإخراج هشام أبو النصر، وبطولة فريد شوقي ونبيلة عبيد وفاروق الفيشاوي وممدوح عبدالعليم.

ويعد “قهوة المواردي” من أوائل الأفلام التي تناولت سياسة الانفتاح الاقتصادي في مصر، وأثارت مشاركة الفنان يوسف شعبان في هذا العمل، تساؤلات عديدة، لا سيما أنه كان من المنتقدين لتجربة حكم عبدالناصر، ودائماً كان منحازاً للرئيس الراحل أنور السادات.

وارتدى شعبان القناع الثالث في فيلم “حكمت المحكمة” إخراج أحمد يحيى، وجسّد شخصية “عادل” المتزوج من إيناس (ماجدة الخطيب) ويطمع في ثروة والدها جلال (فريد شوقي)، ويعثر عادل على مستندٍ يثبت أن حماه جلال قضي فترة منذ سنواتٍ في مستشفى الأمراض العصبية، وبذلك يتمكّن من الحصول على توكيلٍ من زوجته للحجر على أموال والدها وممتلكاته.

«شقة الأستاذ حسن»

وتتابعت رحلة شعبان في سينما الثمانينيات، والتقى يسرا وفاروق الفيشاوي في “شقة الأستاذ حسن” عام 1984، إخراج حسين الوكيل، ويتناول الفيلم حكاية موظف مستقيم يعمل بإحدى الشركات ويحصل على ترقية بعد أن يكسب ود رؤسائه، وتتصاعد الأحداث في إطار كوميدي.

وفي نفس العام، جسّد شخصية “المعلم الحنش” أمام النجم عادل إمام في فيلم “أنا اللي قتلت الحنش”، سيناريو عبدالحي أديب وإخراج أحمد السبعاوي، وشارك في البطولة معالي زايد وسعيد صالح وصفية العمري وأحمد راتب، وحسين الشربيني.

وتقمَّص شعبان شخصية “وكيل نيابة” في فيلم “فقراء لا يدخلون الجنة” للمخرج مدحت السباعي، وبطولة محمود عبدالعزيز وآثار الحكيم وأحمد بدير ومحمد رضا، ودارت الأحداث في أجواء ميلودرامية حول شاب عاش طفولته في ملجأ، وبعد خروجه يبحث عن مكان يؤويه، ويصطدم مع العالم الخارجي، ويقرر أن يواجه العقبات التي تعترض طريقه.

«الحلم القاتل»

عاد يوسف شعبان إلى أدوار البطولة في فيلم “الحلم القاتل” (1986)، وجسد شخصية قاتل “أدهم البرنس”، وظهرت صورته على “الأفيش” مع النجمة إلهام شاهين، وشارك في البطولة محمود مسعود وراندا وصبري عبدالمنعم، ومدحت مرسي وفتحية شاهين وإخراج عادل الأعصر.

وفي “وصمة عار” للمخرج أشرف فهمي، تألق شعبان أمام النجوم يسرا ونور الشريف وهدى سلطان وشهيرة، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية للكاتب نجيب محفوظ، وسبق أن قدمتها السينما عام 1964 من خلال فيلم “الطريق” إخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة سعاد حسني وشادية ورشدي أباظة، وتدور قصة الفيلمين حول شاب يذهب إلى القاهرة للبحث عن والده، ويواجه العديد من الأزمات.

وعاد شعبان إلى مشاركة البطولة مع نور الشريف وميرفت أمين في “القطار” للمخرج أحمد فؤاد، ودارت قصة الفيلم في أجواء تشويقية، حول سائق قطار ومساعده، ويشتبك الاثنان في معركة ويسقطا من القطار، ويصاب الركاب بالذعر، وتتصاعد الأحداث.

«النظرة الأخيرة»

ارتفع رصيد شعبان في الأفلام السينمائية والتلفزيونية عام 1987، وقدم تسعة أعمال منها “الطعنة” وقام ببطولته مع معالي زايد ومحمد أبوالحسن وعزيزة حلمي ونظيم شعراوي، وجسد شخصية الشاب “منير” في فيلم “عندما تشرق الأحزان” للكاتبة سلمى شلاش والمخرج إبراهيم الشقنقيري، وبطولة سهير البابلي وأسامة عباس وسناء شافع، ودارت قصته في إطار دراما اجتماعية.

وتقمص شعبان دور ضابط شرطة في الفيلم التلفزيوني “النظرة الأخيرة” للمخرج شريف حمودة، وفي “وصية رجل مجنون” لعب دور “شريف” أحد أفراد عائلة مليونير يطمعون في ثروته، وشارك في البطولة مع نوال أبو الفتوح ووحيد سيف ونظيم شعراوي.

وعاد شعبان إلى أجواء فيلمه السابق “دائرة الانتقام” من خلال فيلم “المرأة الحديدية” سيناريو مصطفى محرم وإخراج عبداللطيف زكي، وبطولة نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي وصلاح قابيل، وتدور أحداثه حول “ماجدة” التي تتزوج من خطيبها “حسن” لكنه يُقتل في شهر العسل، وعندما يعجز البوليس عن القبض على القتلة، تقرّر ماجدة الانتقام له، وتتبع القتلة الأربعة واحداً تلو الآخر.

ولعب شعبان دور البطولة في فيلم “امرأة من نار” مع صفية العمري وأحمد راتب وإخراج أحمد ثروت، وجسّد فيه شخصية مهرب المخدرات “زغلول” الذي ينجح في ضم إحدى الفتيات للعصابة، ويفتح لها محلاً للملابس ويتكرر سفرها لإحضار بضاعة من دون أن تعلم حقيقته، وتتورط في علاقتها معه، وتتصاعد الأحداث.

وحاصرت شعبان أدوار الشر، وفي هذا الإطار جسّد شخصية “النمر” في فيلم “لعنة المال” للمخرج صلاح يسري، وتقمص دور مخبر سري في “لعدم كفاية الأدلة” إخراج أشرف فهمي وبطولة نجلاء فتحي ويسرا وصلاح السعدني، وفي أجواء مغايرة شارك في فيلم “الانتفاضة” إخراج أحمد الخطيب، وبطولة كوكبة من النجوم العرب، منهم فريد شوقي وماجدة الخطيب ومنى واصف وجهاد سعد وهشام سليم وأمينة رزق وجميل راتب ومحسنة توفيق.

وتناول الفيلم الدرامي “الانتفاضة” القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما وقع من أحداث هامة ووقائع بارزة خلال فترة الحرب.

«الدنيا على جناح يمامة»

ومن الأدوار المهمة التي قدمها في مشواره الفني دوره في فيلم “الدنيا على جناح يمامة” (1988)، تأليف وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب، وبطولة محمود عبدالعزيز وميرفت أمين، ويدور العمل حول “رضا” سائق تاكسي، يوصل “إيمان” اﻷرملة الثرية العائدة من الخارج، وتثق به كي يوصلها في جميع تنقلاتها، ويحاول مساعدتها في تهريب حبيبها المهندس حسن (يوسف شعبان) المحتجز في أحد مستشفيات اﻷمراض العقلية.

وفي الفيلم الكوميدي “ليلة القبض على بكيزة وزغلول” للمخرج محمد عبدالعزيز، تقاسم البطولة مع سهير البابلي وإسعاد يونس، وجسد شخصية ضابط الشرطة “مدحت الهمشري”، ويحكي الفيلم عن الأرملة “بكيزة الدرملي” التي تضطر للعيش في مسكن واحد مع “بكيزة” ابنة زوجها الراحل زغلول، وتتعرفان على شخص أجنبي غامض وتدخلان في مطاردات مثيرة.

«حارة برجوان»

تميزت تجرية شعبان السينمائية، بتنوع الشخصيات التي جسدها خلال مشوار دام أكثر من نصف قرن، واستطاع أن يقنع الجمهور بصدق أدائه، ويفرض حضوره مع أجيال من النجوم والمخرجين، وفي كل عمل يخوض مغامرة جديدة، وتتراكم أدواره المهمة على الشاشة.

وفي عام 1989 اختاره المخرج حسين كمال، ليجسد شخصية “مدحت العفريت رئيس العمّال” في فيلم “حارة برجوان” قصة إسماعيل ولي الدين، وبطولة نبيلة عبيد وحمدي غيث وأحمد عبدالعزيز، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً عند عرضه في دور السينما، وبعد 32 عاماً أذاعته إحدى القنوات الفضائية يوم رحيل الفنان يوسف شعبان، كواحد من أبرز أعماله السينمائية.

أزمة غراميات «رأفت الهجان»
شارك الفنان الراحل يوسف شعبان في الدراما التلفزيونية، منذ بداية الستينيات وكانت من أبرز إسهاماته الفنية، وقدم نحو 130 مسلسلاً، وفي عام 1987 سجل بصمته الأبرز بالمسلسل التلفزيوني “رأفت الهجان” للكاتب صالح مرسي، وقام ببطولته النجمان محمود عبدالعزيز ويسرا وعدد كبير من النجوم وأخرجه يحيى العلمي في ثلاثة أجزاء.

ودار المسلسل في إطار درامي يسرد ملحمة وطنية رائعة عن سيرة البطل المصري “رفعت علي سليمان الجمّال” الذي تم زراعته داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لمصلحة المخابرات المصرية، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر 1973.

وجسد شعبان في الجزء الأول، شخصية رجل المخابرات “اللواء محسن ممتاز”، ونال عن هذا الدور ثناء الجمهور والنقاد، لكن حدثت أزمة حيث اعترض على المشاركة في الجزء الثاني، للمبالغة في تقديم العلاقات النسائية ضمن سياق درامي يروي ملحمة وطنية، وأبدى انزعاجه من المط والتطويل في غراميات “رأفت الهجان” الذي قام بدوره الفنان محمود عبدالعزيز، وقام شعبان بإبلاغ المخرج برغبته في الاعتذار.

وفوجئ شعبان بأن الفنانة يسرا اتخذت نفس القرار، وفشل المخرج في إثنائهما عن موقفهما، وتدخل وزير الإعلام وقتذاك صفوت الشريف وأقنعهما بالاستمرار، وطلب من المؤلف إجراء تعديل على الدور وحدث بالفعل، ولذلك عادا للمشاركة في العمل.

أحمد الجمَّال

«قهوة المواردي» يثير الجدل حول موقفه من الرئيس السادات

“اذكريني” تجربة رومانسية في مواجهة نجوم “بين الأطلال”

“آه يا ليل يا زمن” فيلم استثنائي مع وردة الجزائرية

«دائرة الانتقام» مباراة تمثيلية مع نور الشريف وميرفت أمين

جسَّد شخصية «النمر» مع نجلاء فتحي ويسرا في «لعنة المال»
back to top