الصيام قد يساعد على الحماية من العدوى

نشر في 24-04-2022
آخر تحديث 24-04-2022 | 00:00
تشير الدراسة التي أجريت على الفئران إلى أن التأثير يرجع جزئيا إلى تغيرات في ميكروبیومات Microbiomes أمعاء الحيوانات، سواء كان النظام المتبع هو الأكل خلال بضع ساعات من اليوم ثم التوقف عنه خلال الساعات المتبقية باتباع نظام مثل 2:5 أو 16:8 أو الأكل والتوقف ثم الأكل، فقد ارتفعت شعبية أنظمة الصيام المتقطع في السنوات الأخيرة.

ويزعم أنصار هذا النظام الغذائي أن فوائده الصحية جمة، بدءا من مجرد فقدان الوزن إلى الانخفاض الكبير في ضغط الدم والسكر والكوليسترول.

وتشير دراسة أجريت على الفئران في جامعة بريتش كولومبيا University of British Columbia في كندا إلى أن الصيام قد يساعد أيضا على حمايتنا من العدوى.

وعندما يصاب البشر أو الحيوانات بالعدوى فهم غالبا ما يفقدون شهيتهم، ولكن ما زال من غير الواضح حتى الوقت الحالي ما إذا كان الصيام يمكن أن يحمي المضيف من العدوى أو يزيد من استعداده للإصابة بها.

لاختبار ذلك، صوّم الباحثون مجموعة من الفئران مدة 48 ساعة وأصابوها عن طريق الفم بالسالمونيلا المعوية المصلية تيفيموريوم Salmonella enteric serovar Typhimurium، وهي بكتيريا مسؤولة عن نسبة عالية من حالات التهاب المعدة والأمعاء لدى البشر. حصلت مجموعة ثانية من الفئران بصورة منتظمة على نظامها الغذائي المعتاد قبل العدوى وفي أثنائها.

وجد الباحثون لدى الفئران التي صامت علامات أقل على العدوى البكتيرية وقدرا أقل من علامات التلف في الأنسجة المعوية، مقارنة بالفئران التي حصلت على غذائها المنتظم.

ولكن عندما كرروا التجربة مع الفئران الصائمة التي نقلوا إليها بكتيريا السالمونيلا Salmonella عن طريق الوريد، لم يلاحظوا التأثير الوقائي عليها.

وبالمثل، لم يلاحظ التأثير الوقائي عندما كرروا التجربة باستخدام فئران خالية من الجراثيم- وهي فئران تربی بطريقة تجعلها تفتقر إلى الميكروبيوم الطبيعي.

يشير هذا إلى أن بعض التأثير كان ناتجا عن تغيرات في میكروبیومات أمعاء الحيوانات.

يقول الفريق إنه عندما يكون الطعام محدودا، يبدو أن الميكروبيوم يعزل العناصر الغذائية المتبقية مانعا بذلك مسببات الأمراض من اكتساب الطاقة التي تحتاج إليها لإصابة المضيف.

وقال المؤلف المشارك

د. بروس فالانس Bruce Vallance: "لقد رأينا تغيرا كليا في تكوين الميكروبيوم مما يعني زيادة في بعض البكتيريا وانخفاضا في بكتيريا أخرى".

وأضاف: "ولكن لم تظهر في دراستنا ما البكتيريا المسؤولة تحديدا عن التأثير الوقائي، بل فقط أن الميكروبيوم ككل هو الوسيط في معظم التأثير الوقائي للصيام، لأن الفئران التي تفتقر إلى الميكروبيوم- الفئران الخالية من الجراثيم- لا تحصل على حماية مماثلة من العدوى".

ويخطط الباحثون حاليا لتقصي تأثير الصيام في الميكروبيوم بهدف تحديد ما إذا كان غياب أو وجود بكتيريا معينة هو المسؤول عن التأثير الوقائي.

تهافت فضائي على الشراء

دراسة غريبة تتضمن التعامل مع "فضائيين" توضح أن التهافت على الشراء الناتج عن "كوفيد" كان استجابة طبيعية.

التهافت على الشراء بدافع الذعر: نادراً ما يكون مفيداً، وغالبا ما يكون ضارا وسببا للنزاع. لكنه قد يكون أيضا استجابة بشرية طبيعية لحالة عدم اليقين المفاجئة، أكثر من كونه مجرد فعل أناني. على الأقل هذا ما اقترحته دراسة قارنت استجابات الناس للتغيرات السريعة والتدريجية.

بهدف دراسة هذه المسألة، استعان باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز University of New South Wales في أستراليا بزوج من سكان الفضاء الخارجي.

حسنا، ليسوا كائنات فضائية حقيقية، ففي محاكاة افتراضية، طلب إلى 35 مشاركا كسب أكبر عدد ممكن "من الدولارات الفضائية" من خلال بيع مجموعة مختارة من المواد الكيميائية إلى أحد الكائنين الفضائيين الافتراضيين.

في كل "جولة بيع"، كان على المشاركين اختيار مادتین کیمیائيتين قبل أن يختاروا الكائن الفضائي الذي سيبيعونهما له، ولكن ما لم يعرفه البشر هو أن مادة واحدة من هذه المواد الكيميائية ستحدد المبلغ الذي سيدفعه الكائن الفضائي الذي يختارونه.

خلال بضع جولات، تعلم المشاركون بسرعة ما توليفة المواد الكيميائية والكائن الفضائي التي سيكسبون من خلالها أكبر قدر من المال (حتی 15 دولارا) في كل عملية بيع.

ولكن، في منتصف التجربة، تغير نمط المكافأة سرا: أعطي المشاركون الذين استخدموا تركيبة الفوز المعتادة تعويضات عشوائية (بين 8 دولارات و22 دولارا). على الفور، بدأوا في تجربة استراتيجيات مختلفة إلى حد كبير.

وقال المؤلف المشارك

د. أدريان واکر Adrian Walker عالم النفس من جامعة نيو ساوث ويلز: "بمجرد إضافة عنصر من عدم اليقين، بدأ المشاركون في البحث عن طرق جديدة لإكمال المهمة، المهم هو أنه في معظم الحالات، كان أفضل ما يمكنهم فعله هو استخدام استراتيجيتهم القديمة".

ولكن الأمر الحاسم هو أنه عندما جرى إدخال مستوی العشوائية ببطء على مدار عدة جولات (من 14 دولارا إلى 16 دولارا، ثم من 13 دولارا إلى 17 دولارا، وأخيرا من 8 دولارات إلى 22 دولارا)، لم تغير مجموعة مختلفة من 35 مشاركة بصورة جذرية تكتيكاتها.

وقال واكر: "لم يتغير سلوك المشاركين بصورة كبيرة، على الرغم من أن حالة عدم اليقين وصلت في النهاية إلى المستويات نفسها كما في التجربة الأولى".

ويرى واکر هذه التجربة دليلا على "متلازمة الضفدع المغلي" Boiling frog syndrome، إذ يميل البشر فقط إلى تغيير سلوكهم في مواجهة التغيير المفاجئ مثل التهافت على الشراء بدافع الذعر بعد ظهور الجائحة، ولكن ليس عند مواجهة مشکلات تحل عليهم بشكل تدريجي.

وتابع: "يمكننا أن نرى هذا النمط في كثير من تحديات العالم الحقيقي، مثل أزمة تغير المناخ عندما يكون التغير بطيئا وبالكاد يمكن ملاحظته، لا يكون هناك دافع مفاجئ لتغيير سلوكنا، ولذا فإننا نتمسك بالسلوكيات القديمة. إن محاولة الدفع باتجاه اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ تشبه إلى حد كبير حكاية الضفدع المغلي. إذا وضعت ضفدعا في إناء وغليت الماء، فإنه لن يلاحظ الخطر لأن الماء يسخن تدريجيا. وعندما يلاحظ ذلك في النهاية يكون الوقت قد فات حتى يقفز خارج الإناء"

ويؤمل أن يساعد هذا البحث على تطوير نموذج محوسب يتنبأ بدرجة عدم اليقين التي يمكن أن تحفز تغيير السلوك البشري.

وأضاف واكر: "بالنظر إلى عدد القرارات التي تتخذها في ظل عدم اليقين في حياتنا اليومية، كلما زاد فهمنا للكيفية التي تتخذ وفقا لها هذه القرارات، زاد أملنا في تمكين الناس من اتخاذ قرارات جيدة".

المصدر: مجلة مدار

سلسلة مقالات تنشر بالتنسيق مع التقدم العلمي للنشر.

تابع قراءة الموضوع عبر الموقع الإلكتروني:

www.aspdkw.com

كان لدى الفئران الصائمة علامات أقل على العدوى البكتيرية وقدر أقل من علامات التلف بالأنسجة المعوية
back to top