6/6: ميزتنا النسبية

نشر في 14-04-2022
آخر تحديث 14-04-2022 | 00:20
 يوسف الجاسم كنت ضيفاً على أحد فرسان الحوار السعوديين الأستاذ علي العلياني في برنامج "مراحل"، الذي بدأ بثه مع بداية شهر رمضان على قناة "إس بي سي" السعودية، والقائم على رحلة حوارية حول المراحل المختلفة لحياة الضيف.

وتراوح الحوار معي حول مراحل حياتي المتواضعة بين العام والخاص، فضلاً عن فقرات "التحدي" القائمة على الأسئلة الصادمة التي تستدعي إجابة الضيف على مباغتات الأسئلة التي تضاعف إجاباتها من حصيلة المبالغ التي يوجهها البرنامج في النهاية للفقراء والمحتاجين في شهر الخير، بغض النظر عن كون الأسئلة محرجة أو غير متوقعة.

ما لفت نظري في تلك الرحلة الحوارية ببرنامج "مراحل" هو اهتمام معد ومقدم البرنامج، وبالتالي القناة الحاضنة، وربما المشاهدين في كل مكان من العالم العربي، بالشأن الكويتي وتحديداً المسيرة الديموقراطية عندنا.

استشعرت الاهتمام الخارجي بأوضاع الكويت عموماً والحالة السياسية فيها خصوصاً، وبالأدق السؤال الدائم: هل تتعرقل التنمية في الكويت بسبب حالة الاحتقان الحكومي النيابي المتواصلة؟! وبالتالي، هل عدم وجود برلمانات منتخبة في دول جوار الكويت هو ما حقق لها معدلات أعلى للتنمية والنهوض؟ أوليس البرلمان عائقاً للتنمية في الكويت؟

بطبيعة الحال وبالنظر لعمق البحث في هذه الثنائية الجافة، فإن الاختصار يدعوني وغيري للقول إن الحياة الديموقراطية لم تمنع الدول المتقدمة شرقاً وغرباً من النهوض، والعيب لا يكمن في الديموقراطية بل في كيفية ممارستها، وهي تمثل ميزتنا النسبية بالرغم من معايبها المؤسفة التي رافقت ولا تزال ترافق الممارسات الشعبية والنيابية وحتى الحكومية والتي شوهت تجربتنا الصامدة منذ ما يزيد على الستين عاماً.

نحن لا نملك إلا أن نتمسك بديموقراطيتنا مع التصحيح المتواصل لأخطائها وصيانة إخفاقاتها، ولكن التخلي عنها هو إبحار في لجّة المجهول، وسيجعلنا نتنازل عن الميزة النسبية التي ننفرد بها دون كثير من الدول في المنطقة، وبدونها سيغدو الفساد والاستبداد والتراجع أضعاف ما نحن عليه.

ديموقراطيتنا كانت الرافعة الأساسية لوقوف العالم معنا حين وقعت بنا واقعة الغزو، وكانت المدخل الرئيس للتحرير والعودة، ولكن تفريطنا ــــ لا سمح الله ــــ بها سيُصدق بنا القول المأثور لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

عَجَباً لِلزَمانِ في حالَتَيهِ

وَبلاءٌ ذَهَبتُ مِنهُ إِلَيهِ

رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَّما

صُرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيه

في هذه الأطر كانت إجاباتي.

يوسف الجاسم

back to top