6/6: ميزتنا النسبية

استشعرت الاهتمام الخارجي بأوضاع الكويت عموماً والحالة السياسية فيها خصوصاً، وبالأدق السؤال الدائم: هل تتعرقل التنمية في الكويت بسبب حالة الاحتقان الحكومي النيابي المتواصلة؟! وبالتالي، هل عدم وجود برلمانات منتخبة في دول جوار الكويت هو ما حقق لها معدلات أعلى للتنمية والنهوض؟ أوليس البرلمان عائقاً للتنمية في الكويت؟بطبيعة الحال وبالنظر لعمق البحث في هذه الثنائية الجافة، فإن الاختصار يدعوني وغيري للقول إن الحياة الديموقراطية لم تمنع الدول المتقدمة شرقاً وغرباً من النهوض، والعيب لا يكمن في الديموقراطية بل في كيفية ممارستها، وهي تمثل ميزتنا النسبية بالرغم من معايبها المؤسفة التي رافقت ولا تزال ترافق الممارسات الشعبية والنيابية وحتى الحكومية والتي شوهت تجربتنا الصامدة منذ ما يزيد على الستين عاماً.نحن لا نملك إلا أن نتمسك بديموقراطيتنا مع التصحيح المتواصل لأخطائها وصيانة إخفاقاتها، ولكن التخلي عنها هو إبحار في لجّة المجهول، وسيجعلنا نتنازل عن الميزة النسبية التي ننفرد بها دون كثير من الدول في المنطقة، وبدونها سيغدو الفساد والاستبداد والتراجع أضعاف ما نحن عليه.ديموقراطيتنا كانت الرافعة الأساسية لوقوف العالم معنا حين وقعت بنا واقعة الغزو، وكانت المدخل الرئيس للتحرير والعودة، ولكن تفريطنا ــــ لا سمح الله ــــ بها سيُصدق بنا القول المأثور لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب: عَجَباً لِلزَمانِ في حالَتَيهِ وَبلاءٌ ذَهَبتُ مِنهُ إِلَيهِرُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَّما صُرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهفي هذه الأطر كانت إجاباتي.