التجمعات السياسية هي الحل!!

نشر في 25-03-2022
آخر تحديث 25-03-2022 | 00:00
 محمد خلف الجنفاوي الانتخابات التي تنتج نائباً فرداً يطرح برنامجا انتخابيا خاصاً به أوصلتنا إلى حوادث مؤسفة بسبب تفشي الجدل والتشنج والاختراق من عدة جهات، مما يستدعي اللجوء إلى إنشاء التجمعات السياسية، القانون واضح لأنه يدعو أن يكون التجمع من عدة شرائح، ويمنع إنشاؤه بلون واحد، ومع احترامنا للمستقلين، فإن نسبة الإنجاز هي التي تحدد من يستحق الاستمرار، وصار لزاما إنشاء هيئة عليا للانتخابات تشرف على العملية الانتخابية، ومراقبة عامة لتكافؤ الفرص.

فالديموقراطية ليست صندوقا انتخابيا فقط، فحتى الصناديق الانتخابية خرج منها الطغاة كهتلر وأمثاله، فالتجمع الجزبي هو الذي يحول العمل إلى واقع يكسب منه المواطن أهم ما في الديموقراطية وهي المحاسبة الحقيقية، وليس كما يحصل الآن بأن يعطى نائب فرد تصريحا لأربع سنوات يفعل فيها ما يشاء بلا محاسبة. فالتجمع سيحاول جهده لإنجاز نسبة معتبرة لكي يضمن العودة للبرلمان، فالديموقراطية ثقافة تتعزز أساسا في البرلمان، ومنها يتفرع الأمر من احترام الطابور إلى احترام إشارة المرور، وما نراه أن النائب الفرد عزز الوساطة غير القانونية التي قتلت طموح المبدعين والمخلصين، ونتج عنها كارثة تعيينات البراشوت والـDNA.

ورغم أن الاستجواب أساسه إصلاح خلل أو تطوير تراجع في مكان ما، فإن الملاحظ أن هذا الاستجواب تحول إلى بازار وسوق كبير للفساد الإداري لإنقاذ وزير أو التخلص من آخر، ونقول لمن يدعي أن الأحزاب لا تصلح لنا، إن الأمر لا يتعلق بإنشاء أحزاب بقدر ما يتعلق بتغيير التجمعات ذات اللون الواحد التي شوهت العمل الديموقراطي، وتعديل وضعها قانونيا لتكون مراقبة ومحاسبة من الشعب، فهي موجودة ولديها مقار وصحف وحتى أغلب مسؤولي الدولة يزورون مقارها في عدة مناسبات!

فالنائب الفرد، بكل تجرد، إضاعة للمجهود، لأنه سهل الاختراق في أي قضية تطرح، والأخطر أن يكون الاختراق خارجياً، لذلك لا حل لما يحدث من جدال يؤثر على مناحي الحياة في الكويت، إلا بتنظيم التجمعات السياسية، فالوضع السياسي المتراجع مؤلم على كل محب ومخلص لهذا الوطن، لا سيما أن كل الإمكانات للتقدم والتطوير والإنجاز متوافرة، ولدينا شعب مبدع متعدد الأفكار، وموقع جغرافي مميز، لذلك أصبحت الحاجة ملحة للإدارة والإرادة والمتابعة والمحاسبة.

والتغيير سيحاربه المستفيدون من الوضع الحالي باجترار الأزمات والنعرات، بل حتى استيرادها من الخارج لكسب كرسي لفرد! فهو ثراء لبعضهم وإنجاز شخصي كبير لهم، مما يزيد هدر الوقت ويقلل فرص تطور الوطن.

● محمد خلف الجنفاوي

back to top