موسم تساقط ‎«الكراسي»

نشر في 25-02-2022
آخر تحديث 25-02-2022 | 00:02
 سلمان الجوعانه تتسارع الأيام والأحداث ويزيد التنافس الحكومي النيابي، وبدأ الغطاء ينكشف عن التصفيات السياسية ويشتد صراع الزعامة، وتستمر الفجوة بالتوسع بين الأقطاب المتصارعة، وفي كل يوم ومع كل إشراقة شمس يصبح الناس على أخبار وأحداث سياسية جديدة ويتدافع السياسيون على ‎«بوابة التاريخ» لتسجيل أسمائهم في كشوف النخبة، ولوضع بصمة يخلدها التاريخ السياسي في الكويت، ولكن ضمن أي نخبة تُسجل الأسماء وعن أي نخبة يبحثون؟ هل النخب النيابية التي تعتمد على رضا الشارع وتمثل رأي الناخبين أم النخب النيابية المنصهرة مع الحكومة التي تساهم في إنقاذ وزراء الحكومة من التصفية السياسية والغضب النيابي والمحاسبة الشعبية، ولكسب رضا السلطة، تختلف القناعات لدى أعضاء السلطة التشريعية على مدى تاريخها في إرضاء أي طرف، وأين يكمن الحق بين الفريقين الحكومي والنيابي، فعندما تغطي سحب الاستجوابات سماء السلطتين، ويرعد الشارع من شدة الغضب على استمرار حالة عدم الاستقرار والخوف من مستقبل هذا الصراع الذي يقودنا للهاوية، وتبرق مواقف النواب بين مؤيد ومعارض للاستجواب عندها يبدأ موسم ‎«تساقط الكراسي» ويبدأ الحصاد السياسي.

فالثابت على مواقفه الوطنية الشعبية الصادقة التي انطلق منها وسينتهي إليها سيحافظ على ‎«مقعده»، ومن يتذبذب ويهتز من أجل مصالحه سيسقط كرسيه في هذا الموسم السياسي الشاق والشيق، وإذا اختلط علينا الحق والباطل في هذه الاستجوابات فعلينا تذكر قول علي بن أبي طالب، رضي الله عنه لحارث بن حوط، وقد قال له الحارث: يا علي! أتظن أن طلحة والزبير على باطل، وأنت على حق؟ فقال رضي الله عنه: يا حارث! إنه ملبوس عليك أن الحق لا يُعرف بالرجال «اعرف الحق تعرف أهله».

ولكن نذكر بأن الاستجواب هو أداة سياسية راقية يحاسب فيها الشعب الكويتي وزراءه من خلال ممثليه النواب أو يقومهم عن التقاعس أو معالجة أي خلل أو تراخ في الأداء الحكومي، ويجب عدم التشكيك والتخوين وتصنيف الاستجواب بأنه أداة للتأزيم، الكل يحصد ثمار مواقفه، بل الشعب أيضاً ليس مُعفى من المسؤولية بعد تفويض النواب وعلينا مراقبة أدائهم.

* وآخراً: سينجي الله الصالحين المصلحين في السلطتين وينصرهم، فلا خوف على الشرفاء الصادقين الذين يعملون بإخلاص ويحاربون الفساد ويخافون الله في هذه الأرض الطيبة وهذا الشعب الوفي، والدليل قوله تعالى: "أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ" (الأعراف: 165).

في النهاية علينا أن نواجه حالة ‎«الإحباط السياسي» بالتفاؤل ودعم رجال الحل والعقد وأصحاب القرار بالدعاء، وقول كلمة الحق بلا مجاملة على حساب الكويت.

سلمان الجوعانه

back to top