هل القائد يولد أم يصنع؟ (1-2)

نشر في 04-02-2022
آخر تحديث 04-02-2022 | 00:00
 د. هشام كلندر إن أحد الأسئلة الأكثر شيوعا عندما يتعلق الأمر بالقيادة هو: هل القائد يولد أم يصنع؟ هل يمكن تطوير القيادة في الأشخاص أم أن القادة بحاجة إلى أن ينعموا بالسمات القيادية وراثياً؟

مما شجعني على كتابة هذا المقال هو خبر قرأته قبل فترة لا أعلم مدى صحته وجود توجيهات لإنشاء أكاديمية خاصة لتأهيل أبناء الأسرة الكويتية الحاكمة قبل تولي المناصب، فعلى مدى تاريخ البشر تباعدت وجهات النظر واختلفت الإجابات عن هذا التساؤل اختلافا واسعا، فالبعض أكد أن القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الناس، وفي المقابل فإن كثيراً من الناس يؤمنون بأن القيادة علم وبالتالي فإنه من الممكن اكتسابه، وإتقانه بالتعلم، والممارسة، والتمرين.

وقبل أن نشارككم برأينا حول هذا الموضوع يتعين علينا مناقشة مفهوم القيادة في سياق علم الإدارة، فقد سمعنا جميعا عبارة "قائد بالفطرة" من قبل، وإن هذا الاعتقاد السائد هو أن القيادة هي مهارة فطرية يمتلكها بعض الناس وبعضهم الآخر لا يمتلكها، مستشهدين بصفات مثل الكاريزما أو الحسم باتخاذ القرار، فعلى سبيل المثال، ربما صادفت قادة يتمتعون بنفوذ طبيعي، حتى بدون تمتعهم بمنصب، ببساطة من خلال سلوكهم ووجودهم، وهناك قيادة رسمية تمنح بناء على التنظيم الإداري للعمل والسلم الوظيفي، فهل المنصب الوظيفي هو ما يجعل الشخص قائدا؟ هل يمكن تعليم الكاريزما والتأثير والنزاهة والقدرة على الإلهام؟ هل منح شهادة وبعض الأحرف بعد اسم المرء يجعله قائدا؟ هذا الفريق يتبنى أن القادة يولدون لا يصنعون.

وهناك من يقول إن القادة يصنعون لا يولدون، وعلى الرغم من أن بعض سمات القادة العظماء قد تبدو متأصلة، فإن القيادة مهارة يمكن تعلمها، حتى السمات التي تعتبر فطرية، مثل الإبداع، يمكن تطويرها وتعزيزها، إنه يعني ببساطة أن أولئك الذين لا يمتلكون المهارة يجب أن يحصلوا عليها بطرق أخرى، سواء كان ذلك من خلال التدريب أو الإرشاد أو الخبرة العملية في القيادة. تؤمن النظريات السلوكية بأن الناس يمكن أن يصبحوا قادة من خلال عملية التدريس والتعلم والمراقبة، حيث إن القيادة هي مجموعة من المهارات التي يمكن تعلمها من خلال التدريب والإدراك والممارسة والخبرة بمرور الوقت، تعلم القيادة هو نشاط مدى الحياة.

الآن، دعنا نعود إلى السؤال الذي طرحناه في العنوان: "هل يولد القادة أم يصنعون؟" في دراسة القيادة، على الرغم من وجود الآلاف من الكتب، فإن النقاش يمكن أن يستمر دون التقريب إلى نتيجة منطقية، وما هو أكيد هو أن الجدل في هذا الموضوع سيستمر حتى بعد نشر هذا المقال ونسيانه.

وسنكمل إن شاء الله رأيي المتواضع بخصوص هل القائد يولد أم يصنع في المقالة القادمة إذا كان في العمر بقية.

● د. هشام كلندر

back to top