جو بايدن يواجه معارضة في إرسال قوات لأوكرانيا

• الناتو يعزز «الجبهة الشرقية» وموسكو تُطل برأسها من حميميم على مناوراته في «المتوسط»
• كييف تعترض على إجلاء دبلوماسيين أجانب

نشر في 25-01-2022
آخر تحديث 25-01-2022 | 00:05
عناصر من الشرطة والحرس الوطني خلال دورية راجلة في الساحة الحمراء أمس 	(أ ف ب)
عناصر من الشرطة والحرس الوطني خلال دورية راجلة في الساحة الحمراء أمس (أ ف ب)
مع استمرار التوتر حول أوكرانيا وسط زحمة حشود عسكرية ومناورات، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الرئيس جو بايدن سيحسم خلال أيام قراره إذا ما كان سيرسل قوات أميركية إلى شرق أوروبا مع استمرار التوتر في أوكرانيا، بينما بدأت بالفعل تظهر أصوات معارضة داخل حزبه لهذه الخطوة.
في تطوّر يشير إلى استمرار التوتر المحيط بأوكرانيا، وضعت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) قواتها على أهبّة الاستعداد في الخاصرة للحلف بإرسال سفن إضافية وطائرات مقاتلة إلى شرق أوروبا، في خطوة يدرس الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بمثلها من خلال إرسال آلاف الجنود.

وفيما يمثل توسّعاً في التدخل العسكري الأميركي وتحوّلاً كبيراً في سياسة إدارة بايدن، الذي تعهد أكثر من مرة بعدم إرسال جنود إلى الخارج وإنهاء «الحروب الأبدية»، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته، أمس، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، ان بايدن يدرس نشر عدة آلاف من القوات الأميركية وسفن حربية وطائرات في دول البلطيق الأعضاء في «الناتو» وأوروبا الشرقية.

وأفاد التقرير بأن مسؤولين من وزارة الدفاع «البنتاغون» قدموا لبايدن خيارات عدة من شأنها «نقل ما بين ألف إلى 5 آلاف من القوات العسكرية إلى مكان أقرب بكثير من عتبة بوتين، مع إمكان زيادة هذا العدد عشرة أضعاف إذا تدهورت الأمور».

وحسب «نيويورك تايمز»، توقع المسؤولون أن يتخذ بايدن قراراً هذا الأسبوع. إلا أن قرار بايدن واجه معارضة من السناتور الديموقراطي والمقرّب منه وعضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس كريس كونز، الذي أكد أنه لا يؤيد نشر القوات الأميركية في أوكرانيا في حال غزتها روسيا، قائلاً: «سنضحي بهم ببساطة».

أما السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ توم كوتون، فاعتبر أن «سياسة بايدن الرديئة مع إيران وروسيا والصين والانسحاب من أفغانستان عوامل شجعت الرئيس الروسي على محاولة غزو أوكرانيا في أي لحظة دون خشية من العواقب».

زحمة مناورات

وفي مؤشر على أن منسوب التوتر مازال مرتفعاً، انطلقت أمس مناورات أطلسية بحرية واسعة النطاق في البحر الأبيض المتوسط بمشاركة حاملة طائرات أميركية ستستمر حتى 4 فبراير المقبل.

وفي خطوة غير مقررة، أعلنت موسكو أمس، أنها أجرت تدريبات مشتركة مع الجيش السوري على خط قاعدة حميميم الجوية باللاذقية، إلى مدينة طرطوس على الساحل السوري قبالة المتوسط، وصولاً إلى مرتفعات الجولان في العمق السوري، كما بدأت تدريبات بحرية في البلطيق بمشاركة 20 سفينة.

في هذه الأثناء، أعلن الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ، أن دول الحلف تحضّر قوات احتياطية في حالة تأهّب وأرسلت سفناً ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.

وتعهد ستولتنبرغ بأن يتخذ الحلف كل الإجراءات اللازمة للحماية والدفاع عن كلّ أعضائه، مضيفاً أن «الولايات المتحدة أوضحت أيضاً أنها تدرس زيادة وجودها العسكري في الجزء الشرقي من الحلف».

«رد مناسب»

وفي موسكو، أعلن رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي (الدوما) أندريه كارتابولوف، أن روسيا «سترد بشكل مناسب» إذا نشرت الولايات المتحدة مزيداً من القوات فى شرق أوروبا ودول البلطيق.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، قرار «الناتو» تعزيز وجوده في المنطقة بأنه مجرد خطوة لـ «تبرير أنشطته المكثفة على أطراف الحلف الشرقية».

من ناحيتها، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، الغرب باستغلال أوكرانيا كأداة وساحة اختبارات لتمرير مصالحه في المنطقة وزعزعة استقرار الأوضاع فيها، مشيرة إلى أن الغرب يستخدم الأزمة الأوكرانية لفرض العقوبات على روسيا.

أما الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فأكد أن «واشنطن والناتو يصعّدان التوتر عبر هستيريا الإعلانات والخطوات الملموسة»، مشيراً إلى أن «خطر شن قوات أوكرانية هجوماً ضد الانفصاليين الموالين لروسيا مرتفع جداً».

في السياق، أعلنت إدارة الشرطة في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، أمس رصد «وصول 40 جندياً من قوات الفيلق الثالت الأوكراني للعمليات الخاصة، كانوا تلقوا تدريبات في السابق تحت قيادة مدربين من بريطانيا للقيام باستفزازات في منطقة أفدييفكا»، المدينة التي تبعد بضعة كيلومترات من دونيتسك.

إجلاء دبلوماسيين

وبينما أعلن وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، وصول الدفعة الثانية من الأسلحة الأميركية إلى بلاده مشيراً إلى أنها «ليست الأخيرة»، في إشارة إلى مزيد من الإمدادات بالأسلحة الأميركية المرتقب إرسالها لبلاده، أبدت أوكرانيا تحفظها على إعلان الولايات المتحدة، عزمها إجلاء عائلات دبلوماسييها من كييف.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، إن هذه الخطوة «سابقة لأوانها، وتُظهر حذراً مفرطاً تجاه الأوضاع في أوكرانيا».

من ناحيته، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن لا حاجة بواشنطن «للتهويل» وسحب عائلات دبلوماسييها من كييف، مشيراً إلى «أننا لم نتّخذ أي قرار للطلب من عائلات دبلوماسيينا مغادرة أوكرانيا إلّا إذا زوّدتنا واشنطن بمعلومات تبرّر مثل هذه الخطوة».

وأمرت الولايات المتحدة عائلات دبلوماسيّيها في كييف بمغادرة أوكرانيا «بسبب التهديد المستمرّ بعمل عسكري روسي»، داعيةً الأميركيّين إلى تجنّب السفر إلى روسيا.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، إن الولايات المتحدة لن تكون في وضع يسمح بإجلاء الأميركيين في حال غزت روسيا أوكرانيا.

وأعلنت الخارجية البريطانية في وقت لاحق أمس، أنها ستسحب هي أيضاً بعض موظفيها وعائلاتهم من سفارتها في أوكرانيا، كما نصحت فرنسا رعاياها بتجنّب السفر غير الضروري إلى كييف.

وتستعد الحكومة الإسرائيلية لاحتمال إجلاء نحو 75 ألف من اليهود الأوكرانيين الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل، في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا. وفيما يخص إخلاء السفارة الأميركية لموظفيها من كييف وإصدار تحذيرات لمواطنيها، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروف «الأجندة الإعلامية للخارجية الأميركية بالغبية والغريبة»، مشيرة من ناحية أخرى إلى أن»السفارة الروسية في كييف تعمل بشكل طبيعي وكالمعتاد».

«سويفت» والبورصة

وبينما ذكرت وسائل إعلام نقلاً عن مصدر دبلوماسي أوروبي، أن ألمانيا أوقفت النظر في مسألة فصل روسيا عن نظام «سويفت» للبنوك كجزء من مناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو، ربط الكرملين تراجع بورصة موسكو أمس، بأكثر من 6 في المئة بالتوترات الجيوسياسية المرتبطة بأوكرانيا، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «جميع الأسواق العالمية الآن في مرحلة التشاؤم العميق».

«انفصاليو دونباس» يتوقعون استفزازاً أوكرانياً
back to top