«التحالف» يقصف صنعاء بعد الاعتداء على أبوظبي

السعودية والإمارات تتوعدان الحوثيين... ومطالبات لواشنطن بإعادتهم إلى قائمة الإرهاب

نشر في 19-01-2022
آخر تحديث 19-01-2022 | 00:05
يمنيون بموقع استهدفته مقاتلات «التحالف» في صنعاء أمس (أ ف ب)
يمنيون بموقع استهدفته مقاتلات «التحالف» في صنعاء أمس (أ ف ب)
أكدت السعودية أنها مستعدة للتعامل مع مزيد من التعنت الحوثي وسترد بكل حزم وقوة على الأعمال الإرهابية، التي تتعرض لها من الميليشيات المتمردة المدعومة من إيران، في حين دكت مقاتلات «التحالف» معاقل «أنصار الله» في صنعاء ضمن عملية «الردع الشامل» للرد على استهدافها أبوظبي.
غداة تبني الجماعة اليمنية المتمردة هجوماً دموياً على العاصمة الإماراتية أبوظبي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وقوبل بتنديد إقليمي ودولي وأممي واسع، توعدت المملكة العربية السعودية بـالرد بـ«كل حزم وقوة على جميع الممارسات والأعمال الإرهابية الجبانة التي تتعرض لها من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتي تستهدف الأبرياء والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية على أراضيها، وتهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي».

وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، عبر «تويتر» أمس، إننا «مستعدون للتعامل مع مزيد من التعنت الحوثي والدفاع عن أمننا».

وأضاف: «الاعتداءات التي قامت بها الميليشيات الإرهابية على المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة، وتؤكد أن هذه الميليشيات أصبحت مصدراً رئيساً لتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».

وتابع:«المملكة وتحالف دعم الشرعية مستمرون في دعمهم للجهود الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن، ومبادرة المملكة لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية لا تزال مطروحة».

في هذه الأثناء، صرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير بأن «الأعمال الإرهابية الجبانة التي نفذتها الميليشيات الحوثية باعتدائها على المملكة والإمارات تأتي استمراراً لأعمالها المهددة للأمن والاستقرار في المنطقة وللممرات البحرية الدولية».

وجدد مجلس الوزراء السعودي، أمس، إدانته للاعتداء الحوثي الذي استهدف خزانات نفط تابعة لشركة «أدنوك» بمنطقة مصفح الصناعية الرئيسية ومطار أبوظبي الدولي.

وبدأت مقاتلات «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية في اليمن، تنفيذ عملية «ردع شاملة على مدار الساعة»، فوق العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة «أنصار الله» الحوثية.

وأعلن «التحالف»، توجيه ضربات جوية لمعاقل ومعسكرات الحوثيين في العاصمة صنعاء. وأكد تدمير مخازن ومنظومة اتصالات للطائرات المسيرة في جبل النبي شعيب.

وأفادت تقديرات أولية بأن الضربات الجوية التي استهدفت معاقل الحوثيين في صنعاء أسفرت عن مقتل 14 شخصاً.

وليل الاثنين ـ الثلاثاء، ذكر «التحالف»، أن الطائرات الهجومية «إف15» و«إف16» تحضر لعمليات مشتركة، والقيادات الحوثية الإرهابية ضمن الأولويات.

ولفت إلى أن طائرات «إف15» دمرت منصتين لإطلاق الصواريخ البالستية استخدمت في الهجوم على أبوظبي.

في المقابل، زعم المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن جماعته استهدفت مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة النفط في مصفح، وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية المهمة والحساسة أمس الأول.

وذكر القيادي الحوثي، في بيان، أن العملية جرت بخمسة صواريخ بالستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة، من دون الكشف عن رقم محدد.

في المقابل، أقرت الجماعة المتمردة، بمقتل مدير كلية الطيران والدفاع الجوي، الموالي لها، العميد الركن طيار عبدالله قاسم الجنيد، بغارة جوية على صنعاء، فيما أفاد «التحالف» بمصرع 80 عنصراً من الحوثيين بعمليات استهداف قام بها في مأرب على مدار 24 ساعة.

تعبئة إماراتية

من جهتها، بدأت السلطات الإماراتية في حركة تعبئة شعبية مع تزايد احتمال الدخول في جولة تصعيد عسكرية ضد الميليشيات الحوثية التي مُنيت بسلسلة خسائر في محافظة شبوة وجنوب مأرب على يد قوات «ألوية العمالقة» الجنوبية المدربة والمنظمة من أبوظبي العضو الرئيسي في «تحالف دعم الشرعية». ونشرت النيابة العامة الإماراتية، أمس، تغريدة على «تويتر»، قالت فيها، إن «الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن، وإن أداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين ينظمه القانون، وفقاً للمادة 43 من الدستور».

وجاء ذلك بعد أن قالت الإمارات، أمس الأول، إنها تحتفظ بحق الرد على الهجمات الإرهابية على أبوظبي، مؤكدة أن الاستهداف الآثم لن يمر من دون عقاب وأنها ترفض «التهديدات الحوثية العابرة للحدود».

ونقل موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي عن مسؤول إماراتي، قوله إن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد طلب من نظيره الأميركي أنطوني بلينكن في مكالمة هاتفية أمس الأول، إعادة إدراج «أنصار الله» على قائمة الإرهاب، وذلك في ضوء الأحداث الأخيرة. وسبق لإدارة الرئيس جو بايدن أن ألغت بعد شهر من تولي الرئيس السلطة في يناير 2021، قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تصنيف الجماعة الحوثية ضمن قائمة الإرهاب.

وفي وقت سابق، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن إدانته الشديدة للهجوم الذي وصفه بالإرهابي على أبوظبي، وقال إن واشنطن ستتعاون مع الإماراتيين ومع شركائها الدوليين لمحاسبة الحوثيين.

لكن رد فعل الإدارة الأميركية الحالية على هجوم أبوظبي أثار انتقاد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو. وقال بوبيو عبر «تويتر»: «إن الحوثيين المدعومين من إيران والذين يقول عنهم بايدن إنهم ليسوا إرهابيين، شنوا ضربة صاروخية على نقطتي نقل عالميتين في أبوظبي، وحذر من أن الإماراتيين والأميركيين الذين يقيمون هناك معرضون للخطر».

تورط إيراني

في السياق، قال مسؤولون خليجيون إنهم يحققون في إمكانية استخدام الجماعة الحوثية «درون» وصواريخ كروز لاستهداف العاصمة الإماراتية حسبما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين إقليميين مطلعين على التحقيق أنهم لا يشكون في مسؤولية الحوثيين عن الهجوم، لكنهم لا يعرفون بالضبط مصدره. ونقلت عن المسؤولين الخليجيين أنهم يبحثون في الدور الذي قد تكون إيران قد لعبته، إن وجد، في الأمر بالهجوم على أبوظبي أو دعمه أو تشجيعه.

وأشار مسؤول إلى أن «الحوثيين لا يشنون أي هجوم على دول أخرى بطائرات بدون طيار أو صواريخ بالستية أو كروز دون إذن أو تعليمات من طهران».

ورغم الإدانة الدولية الواسعة للهجمات، على أبوظبي، التي يقول مسؤولو دفاع أميركيون وأوروبيون وإسرائيليون، إنها توضح القدرة المتطورة بسرعة لإيران وحلفائها، مما يغير المعادلة الأمنية بالمنطقة، رحبت الصحف الأصولية الإيرانية التابعة للمرشد على خامنئي، بالاعتداء الحوثي، تبعتها في ذلك الميليشيات الموالية لطهران في العراق. وأشادت صحيفة «كيهان»، التابعة للمرشد الإيراني، بالعملية التي راح ضحيتها مدنيون. وعنونت صحيفة المرشد في عددها أمس، بالقول: «أنصار الله تعاقب الإمارات».

«صحيفة خامنئي» تشيد بالهجوم على العاصمة الإماراتية
back to top