ما جدوى حل المجلس؟ العلة باطنية

ومنذ عودة الانتخابات في أكتوبر 1992 ، تم حل المجلس 10 مرات، اثنتان منهما بالإبطال، والأخرى بطرق مختلفة. ومن الملاحظ أن شهوة التسلط كانت دائماً لا يكفيها الحل فقط، بل تضاف إليها بهارات تسلطية أخرى، كفرض قوانين مبالغة في الشدة، أو تغيير الدوائر الانتخابية. مع أن حل المجلس دستورياً، لا يعدو كونه دعوة لانتخابات مبكرة، كما نعرفه في علم الانتخابات.يتضح إذاً أن الحكومة قد أخذت فرصتها الكافية للانفراد بالسلطة، فما نتج عن انفرادها إلا الخراب، وبالتالي انفرادها غير مفيد بل مضر جداً، وحالة الإحباط السائدة، لن تأتي بنواب على المشتهى. هيمنة الحكومة مطلقة، فهي تملك وتهيمن على كل شيء، من أمن وخدمات، ودخل قومي، وأرض، وسيادة ومشروعية، في حين لا يملك النائب في مقابل ذلك إلا الدعم الشعبي، وهو أمر في الحالة النيابية الحالية، والفعل الحكومي، صعب المنال.وفي ظل اختلال موازين القوى الحاد لمصلحة الحكومة، لن يحدث تقدم في مسارات المجتمع، دون توافق بين كل الأطراف، أخذاً في الاعتبار أن المجتمع بمقوماته لديه كل الإمكانيات ومؤهل للخروج من المأزق التاريخي المكرر والممل والمدمر.