السيناريوهات الخمسة للخروج من «النكبة اللبنانية»

لنستعرض السيناريوهات: السيناريو الأول: حدوث انتخابات نيابية قد تسفر عن نسبة تغيير لن تتعدى الـ10% بأحسن الأحوال، وهذا لن يؤثر في بقاء "المنظومة الحاكمة والفاسدة" وستبقى تتبادل الأدوار والمنافع والحصص الطائفية دون أن يمس جوهر النظام. السيناريو الثاني: في حال تمت انتخابات رئاسة الجمهورية وأزيح ميشال عون والتيار الوطني وجاء "زعيم ماروني" غير متحالف مع حزب الله ويحظى بتوافق "الكبار" وصناع القرار، قد يشهد البلد هدنة مؤقتة! وهناك أسماء مطروحة بعضها يتمتع بتاريخ ونفوذ سياسي، وآخرون مرتبطون بأحزاب وتنظيمات لن يكتب لها فرصة الفوز في هذا السباق. السيناريو الثالث: مصالحة سعودية– إيرانية على وقع ما تنتهي إليه مفاوضات فيينا النووية (تسوية) يتبادل فيها الطرفان التنازلات في عدد من الملفات الساخنة، عندها قد يكون لبنان أحد الرابحين على أن يتم "لجم" أو "تحجيم" دور حزب الله على المستوى الداخلي وامتداداته وتدخلاته في الخارج، ينعم فيها بسنوات من الرخاء والذي سيكون مربوطاً بتدفق الاستثمارات والسياحة والمنح والقروض والهبات من الخليج والعالم.السيناريو الرابع: عودة سورية إلى الحضن العربي وإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2011 وبصفقة إقليمية– دولية من بينها إسرائيل، وإعطاء النظام شرعيته الكاملة التي فقدها، إذا حصل هذا التغيير فسينعكس على لبنان بسبب التلاحم الجغرافي والرئة التي يتنفس منها، وليس بعيداً أن يجري "تلزيم" الملف اللبناني إلى دمشق ومن جديد، وربما تستقيم الأمور إذا تم "ضبطها" من الكبار في الخارج أو تنقلب الأمور وتحدث الانقسامات والفتنة الكبرى.السيناريو الخامس: بقاء الوضع "ستاتيكو" على ما هو عليه، إذا لم تحدث "ثورة" أو "زلزال سياسي" بحجم ثورات الربيع العربي، أو سقوط جدار برلين، أو ربيع براغ عام 1968، ليكون من شأنه خلع وإسقاط صيغة الحكم الطائفية (ميثاق 43 والطائف والدوحة) بعدما أدخلتنا هذه الصيغة في حائط مسدود لم يعد يصلح للعيش الآدمي، ولا يتناسب مع التغيير الذي أصاب أنظمة الحكم والتبدلات التي صاحبت البشرية في الشرق والغرب، لنأتي بعقد اجتماعي آخر تتوافر فيه عناصر الاستدامة والاستقرار.