خاص

سفير أذربيجان: أروع الكتب هو القرآن الكريم

«فتحت عيني على كتب والدي ونشأت وسط الموسيقى والهواء والماء والخبز المُملّح»

نشر في 07-12-2021
آخر تحديث 07-12-2021 | 00:06
السفير إيلخان قهرمان
السفير إيلخان قهرمان
يوضح السفير فوق العادة مفوض أذربيجان، إيلخان قهرمان، أنه فتح عينيه على مكتبة والده، فنشأت لديه علاقة وطيدة مع الكتاب بنسخته الورقية لكونها مريحة جداً للقراءة، ويقول «عندما نقرأ النسخة الورقية من الكتاب، نشعر كما لو أننا أقرب إلى الشخصيات والأحداث في الداخل».
قهرمان، الذي يهوي الشعر كحال مواطنيه، كشف لـ «الجريدة» أن في كل بيت تقريبا بأذربيجان يوجد شخص يكتب الشعر. وفيما يلي وقائع اللقاء:
يقال إن الكتاب وطن آخر نعيش بين صفحاته رحلة غير مسبوقة، تحملنا إلى عالَم من الأفكار والمعارف بروحية كاتبها وفكره... وليس أفضل من سفراء دول العالم ليخبرونا، من خلال ما راكموه من ثقافة وما قرأوه من كتب، عن أدباء وثقافة بلدانهم، وبلدانٍ أخرى شكلت موطناً رديفاً لهم، خلال حياتهم الدبلوماسية ومهامهم في العالم وقاراته.

«سفير وكتاب»، باب جديد تفتحه «الجريدة»، أمام سفراء معتمدين في الكويت، ليحدثونا عن كتب قرأوها لأدباء وكتّاب من مواطنيهم ومن جنسيات مختلفة، تركت أثراً في نفوسهم، وشكّل بعضها نواة لفكرهم السياسي وثقافاتهم المتراكمة والغنية بثقافات مجتمعات عايشوها وتعايشوا في كنفها.

لقاءات نبحر من خلالها في رحلات ثقافية أدبية حول العالم، كل واحدة منها مع أحد السفراء لدى البلاد، لننهل من الكتب التي قرأوها فضاءات ثقافية جديدة، ونغوص في زواياها وحروفها وأثرها في تكوين رؤيتهم السياسية والاجتماعية والعلمية والأدبية.

• كيف تصف علاقتك بعالم الكتب؟

- أنا أحب الكتب، ووالدي كان عالماً. وعندما «فتحت عيني» (تعبير أذربيجاني يعني بداية فهم الحياة)، رأيت الكثير من الكتب على رفوف المكتبة في منزلنا، ومن هنا انطلقت علاقتي مع الكتاب.

•أيهما أقرب إليك: النسخة الورقية أم الإلكترونية؟

- أُفضّل النسخة الورقية من الكتب لكونها مريحة جداً للقراءة، في المقابل، فإن النسخة الإلكترونية متعبة. وعندما نقرأ النسخة الورقية من الكتاب، نشعر كما لو أننا أقرب إلى الشخصيات والأحداث في الداخل.

• ما الكتاب الذي تعود إليه بين الحين والآخر لقراءته مرة أخرى؟

- من بين كتبي المفضلة «ماستر ومارغريتا» للكلاسيكي الروسي إم بولغاكوف و«شانتارام» للكاتب الأسترالي جي دي روبرتس. لقد قرأت هذه الكتب عدة مرات.

• وماذا يعجبك فيهما؟

«ماستر ومارغريتا» رواية تحمل مغزى دينياً وفلسفياً حيوياً وثيق الصلة بعصرنا. الكتاب غني بالعناصر الغامضة والرائعة. وليس من قبيل المصادفة أنه خلال الحقبة السوفياتية، لم يكن من الممكن نشر هذا الكتاب ولفترة طويلة بسبب ما كان يتحدث عن «عيوب» تلك الفترة. أما بالنسبة لـ «شانتارام»، فهو أيضًا كتاب غني بالمغامرات وصعوبات الحياة والأفكار الفلسفية.

• حدثنا عن كُتّاب بلادك؟ ما هي كتبهم وما أشهرها؟

- أشهر الكُتّاب وأحبّهم في أذربيجان هم نظامي كنجوي، الذي عاش في القرن الثاني عشر، واشتهر بقصائده الخمس المسماة «خمسة»: «ليلي والمجنون»، و«مخزن الأسرار»، و«خسرو وشيرين»، و«7 جمالات» و«إسكندر نعمة»، إضافة إلى عماد الدين نسيمي، الذي عاش في القرن الخامس عشر، وهو أحد مؤسسي الحركة الأدبية والفلسفية التي تقوم على تصوّف الحروف، ومؤلف ديوان «الغزال»، وأيضاً، أُحب الشاعر العبقري محمد فضولي، الذي عاش في القرن السادس عشر، ومن أعماله ديوان كتب باللغات الأذربيجانية والفارسية والعربية، وقصائد «الصحة والمرض»، و«هفت كام»، و«أنيس القلب»، وأعمال نثرية مثل «رند زاهد»، وأطروحته الشهيرة «ماتل الإعتقاد».

وأيضاً، أحد أعظم الشعراء الأذربيجانيين في القرن العشرين كان محمد حسين شهريار، الذي ولد وعاش في إيران، وكتب باللغتين الأذربيجانية والفارسية. ويُحتفل في إيران بذكرى وفاته في 18 سبتمبر من كل عام، في مناسبة «يوم الشعر».

أما بالنسبة إلى أدب النثر الأذربيجاني الحديث، فهناك رومان جنكيز عبداللاييف، الكاتب الأذربيجاني الوحيد الذي ابتكر أعماله باللغة الروسية، وكتب روايات بوليسية نفسية وسياسية، وتمّت ترجمة رواياته إلى العديد من اللغات، وتمت قراءتها باهتمام في العديد من البلدان.

• من هم الأبرز بين كُتّاب بلادك والأكثر تأثيراً في أفكارك وحياتك الثقافية؟

- أذربيجان غنية بالفولكلور. لقد قرأت حكاياتنا الخيالية، «كتابي دادا غورغود»، وملاحم «كوروغلو» منذ الصغر. وقد استمعت إلى موسيقى «الغزال» التي تعزف على طريقة «مقام»، والتي تعد نوعًا من الموسيقى الإلهية، واستمعت إلى ألحان «الساز» التي يؤديها «الأشوغ»... ومن خلال هذه الألحان والأغاني تعلّمت ورأيت جمال وطني، فضلا عن الفضائل الحقيقة والبطولة الموجودة في كلمات أغانيهم.

وبالطبع، فمنذ المدرسة الابتدائية تعلّمنا دراما ميرزا فتالي أخوندوف (مؤسس الدراما) وروايات جليل محمد غولوزاده؛ سيد الحكايات والقصائد الساخرة لميرزا الأكبر صابر، وأحببنا قراءتها.

• يقال إن الثقافة الإنسانية ترسم معالمها... من أنت؟

- أولا وقبل كل شيء، أنا مواطن أذربيجاني نشأ مع الأذربيجانية «ليلى» (تهويدات وأغان للأطفال لكي يناموا) والموسيقى والهواء والماء والخبز المملح. ثم أستطيع أن أقول إنني دبلوماسي أمثّل بلدي ودولتي في الخارج، لأنّ معظم حياتي مرتبطة بالدبلوماسية. عملت في الغالب في دول شرقية، وتخصصي هو الدراسات الشرقية باللغة العربية.

• كيف يمكن للسفارة أن تظهر ثقافة بلادها لأهل البلد الذي تقيم فيه؟

- يروج الدبلوماسيون لثقافة بلادهم في الخارج من خلال سلوكهم في المقام الأول. ثم ننظم هنا العديد من الحفلات والمعارض. نترجم كتبا مختلفة. نحن نحاول إقامة اتصال مباشر بين شعوبنا. والكويت وأذربيجان شعبان قريبان تاريخياً يشتركان في القيم الدينية والروحية نفسها.

• وماذا عن أدب السفر، هل أنت معجب به؟

- نعم. تتيح لنا أدبيات السفر التعرف إلى تنوّع العالم. يعبّر الكتاب بلغة أدبية عمّا لا يمكننا رؤيته أو التعبير عنه، ويساعدنا ذلك على فهم العالم بشكل أفضل وحبه أكثر.

• لو أردت أن تكتب عن الكويت؟ ماذا تقول؟ ما الذي يلفت انتباهك إليها؟

- القيمة الأساسية للكويت شعبها. تاريخياً، شارك الكويتيون في التجارة والشحن والسفر إلى الدول المجاورة. لذلك، انضمت هنا ثقافات مختلفة، وكانت نظرة الشعب الكويتي للعالم واسعة. اليوم، تتمتع الكويت بمكانة رائدة في المجال الإنساني في العالم. هذا بالطبع اسم فخور بدولة وشعب الكويت.

• هل تقرأ الشعر، وأي نوع تحب؟

- كما ذكرت سابقا، أذربيجان غنية بالفولكلور، وفي أذربيجان يوجد في كل بيت تقريبا شخص يكتب الشعر. وهذا دليل على حب شعبنا الكبير للشعر والأدب. هناك العديد من أنواع الشعر في أدبنا، مثل «غوشما»، و«البياتي»، و«الرباعي»، و«القصيدة»، و«الغزال». أحب المزيد من «الغزال» مع موسيقى المقام.

• يقال إن الكتاب هو أفضل صديق؟ ما رأيك في هذا البيان؟

- أنا أتفق تماماً مع هذا الرأي. وبالحديث عن الكتب، أود أن أذكر كتابنا الرائع «القرآن الكريم» أيضًا. الطريق الصحيح والحقائق تنقل للناس في «كتاب الله» من خلال النبي محمد، صلّى الله عليه وسلم. لمعرفة ما هو صحيح، يجب أن نقرأ هذا الكتاب أولاً حتى لا تضلّنا الكتب الأخرى.

● ربيع كلاس

محمد شهريار أحد أعظم الشعراء الأذربيجانيين في القرن العشرين

أُفضّل النسخة الورقية من الكتب لأنها مريحة للقراءة وأقرب للأحداث
back to top