ماكرون: الاستقرار في الخليج يحتاج حواراً مع السعودية

• بحث ملف إيران ومفاوضات فيينا مع بن سلمان... وتوقعات محدودة بانفراجة مع لبنان
• أجرى محادثات مع أمير قطر حول فتح مكتب تمثيلي أوروبي مشترك في كابول

نشر في 05-12-2021
آخر تحديث 05-12-2021 | 00:05
الأمير محمّد بن سلمان مستقبلاً ماكرون لدى وصوله جدة أمس (رويترز)
الأمير محمّد بن سلمان مستقبلاً ماكرون لدى وصوله جدة أمس (رويترز)
أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات سياسية وتجارية وعسكرية مهمة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في ختام جولة خليجية شملت إلى جانب المملكة الإمارات وقطر، وتناولت خصوصاً مفاوضات إيران النووية والأوضاع في لبنان.
اختتم أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة، جولته في الخليج، بلقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإجراء محادثات "معمقة" معه ناقشا خلالها مسألة ضمان "الاستقرار" في الخليج، والوضع في لبنان، ومفاوضات فيينا النووية، بالاضافة الى سبل تعزيز التعاون العسكري والتجاري.

وعقد الجانبان جلسة محادثات تناولت عدة موضوعات مهمة، في مقدمتها تخفيف حدة التوتر في المنطقة، ونتائج الجولة الأخيرة من مفاوضات الملف النووي الإيراني، وسبل المحافظة على أمن منطقة الخليج في ظل استمرار التهديدات الإيرانية وغموض الموقف الأميركي إزاء ذلك، إضافة إلى تطورات الحرب في اليمن، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وفي الصدارة منها التعاون العسكري والأمني، نظراً إلى أن فرنسا هي أحد موردي الأسلحة الرئيسيين للمملكة، إلى جانب التعاون الاقتصادي والاستثماري وفق رؤية 2030 السعودية.

وكان ماكرون الذي بدأ جولته الخليجية في الامارات، وزار بعدها قطر، أكد أمس الاول، أنه "من الضروري الحوار مع السعودية الدولة الخليجية الأولى من حيث الحجم للتمكّن من العمل على استقرار المنطقة".

استقالة قرداحي

كما بحث ماكرون مع ولي العهد السعودي إمكانية إعادة العلاقات الخليجية، وخصوصاً السعودية، مع لبنان عقب استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الذي كانت تصريحاته المسيئة للمملكة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، حسب تعبير دبلوماسي خليجي تحدث لوكالة "د ب أ" الألمانية.

ويفترض أن تستفيد هذه المساعي من استقالة قرداحي التي أُعلنت أمس الأول.

ورحب ماكرون بالاستقالة، وأعرب عن أمله في "إعادة إشراك جميع دول الخليج في العلاقة مع لبنان".

ويسعى الرئيس الفرنسي منذ عام بجد من أجل مساعدة لبنان على الخروج من أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخه. وتوترت العلاقات بين بيروت ودول الخليج في السنوات الأخيرة بسبب تنامي نفوذ "حزب الله".

وقال ماكرون إن "لفرنسا دورا تلعبه في المنطقة، لكن كيف يمكن أن تعمل من أجل استقرار المنطقة والتعامل مع ملف لبنان والعديد من المواضيع مع تجاهل الدولة الخليجية الأولى من حيث الجغرافيا والحجم؟".

الا أن أوساط المراقبين في الرياض، تستبعد أي تجاوب سعودي مع المطلب الفرنسي لكنها قد "تجمّد خطوات أخرى كانت ستُتخذ تجاه لبنان".

وشارك وفد أعمال ضم نحو 100 شركة، من بينها "إيرباص" و"توتال إنرجيز"، و"إي دي إف"، و"تاليس" و"فيفندي"، في منتدى استثماري خلال زيارة ماكرون.

الإمارات

وفي أول محطات جولته الخليجية، وقّعت الإمارات مع فرنسا أمس الأول، اتفاقية لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، وهو عدد قياسي للطائرة الفرنسية، في صفقة بلغت قيمتها 14 مليار يورو. كما اشترت الإمارات طائرات مروحية ومعدات في عقود إضافية بلغت قيمتها 3 مليارات دولار.

وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي مع الرئيس الفرنسي ماكرون، علاقات الصداقة ومسارات التعاون المشترك وفرص تنميته في مختلف المجالات في إطار الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع البلدين، خاصة في الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والأمن الغذائي، إضافة إلى المجالات الثقافية والتعليمية وغيرها بما يحقق مصالحهما المتبادلة.

وأكد البلدان في بيان مشترك، التزامهما بدعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وشدد البيان على أن العمليات السياسية وبناء جسور التواصل من خلال الحوار لا تزال تمثل السبيل الأمثل لتحقيق حلول مستدامة للصراعات والنزاعات.

وأكد الجانبان أن الربط بين الاستقرار والازدهار يمثل أولوية من أجل تحقيق السلام والأمن الإقليميين.

الدوحة

وفي الدوحة، شكر الرئيس الفرنسي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء أمس الأول، على المساعدة التي قدّمتها الدوحة لتنظيم عملية إجلاء 258 أفغانيا عبر الدوحة نحو فرنسا، كانوا مهدّدين في بلدهم بعيد سيطرة "طالبان" بسبب صلاتهم بباريس.

وقال ماكرون قبل مغادرته الدوحة متوجها إلى السعودية "أشكر قطر على الدور الذي لعبته منذ بداية الأزمة والذي أتاح تنظيم العديد من عمليات الإجلاء".

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت أنّ طائرة استأجرتها باريس قامت بإجلاء 258 أفغانيًا "مهددين بشكل خاص بسبب ارتباطاتهم، ولا سيما الصحافيين، أو صلاتهم بفرنسا".

وأكّد الرئيس الفرنسي الذي التقى امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء الجمعة، ان عمليات الإجلاء ستتواصل.

وأشار ماكرون إلى أنّه يجري البحث في إمكانية قيام عدة دول أوروبية "ربما يكون سفراؤنا موجودين فيها" بفتح مكتب تمثيلي مشترك لها في كابول بعد مغادرة السفراء إثر سقوط العاصمة في أغسطس في أيدي "طالبان".

وناقش ماكرون كذلك مع أمير قطر قضايا مكافحة الإرهاب وتمويل المجتمعات الإسلامية في فرنسا، مشدّدا على "ضرورة حماية الممارسة الدينية من أي شكل من أشكال الاستغلال"، بحسب الإليزيه. وأكد الرئيس الفرنسي ان "التعاون الثنائي تحسن كثيرًا" في هذا المجال.

وبحثا أيضا الاستعدادات لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر.

back to top