الملف الأفغاني ( 2 - 2 )

كما نجد أن في الكتاب فصولاً حول عمل الجمعيات الخيرية والمتطوعين التي تقدم الدعم للاجئين الأفغان على الجانب الباكستاني من الحدود الذين تجاوز عددهم خمسة ملايين، وخصوصاً في مدن بيشاور وكويتا الباكستانيتين، بالإضافة إلى اللاجئين الذين نزحوا إلى الدول المجاورة وهي طاجيكستان وأزبكستان وإيران. ويشير المؤلف إلى أن الفصائل الأفغانية كانت لا تنفذ الوعود أو نتائج الاتفاقات بينها، على سبيل المثال الاتفاق بين الفصائل المتحاربة لإنهاء خلافاتهم الذي عقد في مكة المكرمة، وبعد عودتهم لبلادهم نقضوا الاتفاق ودبّ الخلاف بينهم فيما بعد. ويتحدث الأمير تركي عن ظهور نجم تنظيم طالبان ودور أسامة بن لادن بعد هزيمة الاتحاد السوفياتي، كما يتحدث عن الدور الكبير الذي أدته المملكة العربية السعودية وباكستان والدول الغربية في مساعدة أفغانستان للخروج من المستنقع الذي مرت به هذه الدولة، ومحاولة هذه الدول وقف الاقتتال المستمر بين إخوة السلاح وكذلك المؤامرات وعمليات الاغتيال التي تعرض لها بعض الزعماء الأفغان ومنها اغتيال الزعيم الطاجيكي أحمد شاه مسعود، مما أعاد الشعب الأفغاني لمواجهة المآسي وتهجير الأفغان بسبب الحرب الطاحنة بين الإخوة الأعداء. لا شك أن هذا الكتاب (الملف الأفغاني) يعتبر حصيلة جهد قام به رجل عاش الأحداث، وكان له دور بسبب منصبه، وعمل على حل المسألة الأفغانية، وقدمت بلاده الدعم المالي والسياسي لشعب مسلم ابتلي بالغزو الخارجي، وما تبعه ذلك من حروب بين الفصائل الأفغانية المتصارعة. عندما انتهيت من قراءة هذا الكتاب المفيد تذكرت أيام كنت أعمل في باكستان، وكنت أنوي الكتابة عن حركة طالبان، وقد جمعت العديد من المراجع لأكتب عن طالبان وأسباب نشأتها وصعودها وسيطرتها على أفغانستان، وللأسف الشديد لم أتمكن من إصدار ذلك الكتاب لانشغالي بعملي الدبلوماسي وانتقالي من دولة لأخرى بعد انتهاء عملي في باكستان، وبعدي عن دائرة الأحداث في أفغانستان. وأرجو أن أتمكن في المستقبل أن أكتب عن مأساة هذا البلد الإسلامي الذي نكب بالحروب والصراعات والاحتلال من الدول الأخرى، والذي ذهب ضحيته الشعب الأفغاني الذي لا حول له ولا قوة.