إسرائيل تطلب وقف مفاوضات فيينا: لا مفر من «الضربة»

● قآني يهدد بالرد على أي إجراء بسيط بـ «تهشيم أسنان» أميركا
● مفاوضو طهران يقدمون مسودتين حول «العقوبات والالتزامات»

نشر في 03-12-2021
آخر تحديث 03-12-2021 | 00:05
رئيسي يلقي كلمة أمام البرلمان الإيراني أمس الأول  (د ب أ)
رئيسي يلقي كلمة أمام البرلمان الإيراني أمس الأول (د ب أ)
في اليوم الرابع من جولة المحادثات الدولية السابعة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، اعتبرت إسرائيل أنه لا مفر من ضرب إيران، التي بدأت أثناء وجود مفاوضيها في فيينا إنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة فوردو غير المسموح لها باستخدامها على الإطلاق.
مع تقديم إيران مقترحاتها لمسألتي رفع العقوبات والالتزامات النووية في مسودتين لمجموعة 4+1، وحديثها عن اتفاق «في متناول اليد»، تدخلت إسرائيل بقوة أمس، وطلبت من الولايات المتحدة وقف المفاوضات الجارية في فيينا على الفور، محذرة من أنه قد لا يكون هناك مفر من ضرب إيران.

ونبّه رئيس الوزراء نفتالي بينيت، خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن شروع طهران في إنتاج اليورانيوم المخصب إلى مستوى 20 في المئة بأجهزة طرد مركزي أكثر تطورا في منشأة فوردو الجبلية، أثناء وجود مفاوضيها في فيينا، مؤكدا أن «إيران تمارس الابتزاز النووي كتكتيك وأسلوب للتفاوض، ويتعين الرد على هذا بوقف المفاوضات على الفور، واتخاذ خطوات صارمة من جانب القوى العالمية».

وفي لهجة أكثر صرامة، قال وزير الدفاع بيني غانتس إنه «قد لا يكون هناك مفر من ضرب إيران، ونحن نستعد لهذا الاحتمال، وقد صادقت اللجنة الوزارية للتسلح على شراء أسلحة وذخائر»، مضيفا: «ينبغي إعداد بديل لاحتمال فشل المفاوضات النووية، والإمكانية العسكرية يجب أن تكون مطروحة دائما، وعلينا إعداد أنفسنا لأي احتمال وتطوير قدراتنا والاستمرار في تعزيزها».

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذه اللجنة اجتمعت مطلع الأسبوع، وأقرت شراء 12 مروحية حربية من طراز «سي إتش-53 كيه» (CH-53K) ومخزون كبير من الذخيرة الخاصة بالقبة الحديدية المضادة للصواريخ، إضافة إلى مخزون صادقت عليه الولايات المتحدة قبل أشهر وبلغ مليار دولار، مبينة أن إسرائيل «أجرت اتصالات جديدة لشراء قنابل وأسلحة دقيقة سرية لسلاح الجو بكميات كبيرة».

وأفادت الصحيفة بأنه «بموجب الملف الرسمي المصنف سري جدا تحت عنوان الدائرة الثالثة، فإن التكلفة الإجمالية لكل هذه المقتنيات بلغت نحو 1.7 مليار دولار»، مضيفة أن «إسرائيل متشائمة جدا من نتائج المحادثات النووية، والأمور تتجه أكثر لإمكانية ضرب ​إيران​، و​الجيش ضاعف استعداداته لتنفيذ الضربة بشكل أساسي من خلال تدريبات سلاح الجو وجمع المعلومات».

وأشارت إلى أن «الجيش الإسرائيلي لديه حيرة في كيفية تمرير فكرة الهجوم للجمهور، خصوصا مع حجم الأضرار الكبيرة المتوقعة، كما أن هناك مسؤولين عسكريين ينظرون إلى سيناريو دخول ​حزب الله​ اللبناني إلى المعركة بعد الهجوم المتوقع، لكنهم

لا يعرفون حجم قوة هجومهم»، مبينة أن «هذا الأمر دفع الجيش إلى شراء المزيد من الصواريخ الاعتراضية للقبة الحديدية».

ووفق الناطق باسم الجيش ران كوخاف، فإن إسرائيل مستعدة لجميع السيناريوهات لشن هجمات عسكرية ضد إيران، وأجرت كل التجهيزات اللازمة، مبينا أن الهدف هو منع تموضعها في الحلبة الشمالية، ومنعها من التحول إلى دولة على عتبة السلاح النووي.

وقال قائد سلاح الجو عميكام نوركين، للقناة 13 الإخبارية، إن «إسرائيل تمثل بوليصة التأمين الضامنة لعدم حصول إيران على قنبلة نووية، وسنفعل كل ما هو مطلوب لضمان عدم امتلاكها».

وفي ظل تزايد المخاوف من الضربة المحتملة، حذر قائد فيلق القدس بالحرس الثوري إسماعيل قآني أمس من تبعات وخيمة إذا اتخذت أي خطوة بسيطة ضد إيران.

وقال قآني: «قوة هذه الأمة وقدرتها بلغت مستوى أنه إذا اتخذتم (الولايات المتحدة) أبسط الخطوات، فإن أسنانكم ستتهشم في أفواهكم»، مضيفا: «ولى زمان فعل ما يحلو لكم».

وتابع قائد الفيلق، في رسالة إلى الأميركيين، «اخرجوا من المنطقة ومن محيطنا ما دامت الفرصة متاحة أمامكم، وإن لم تفعلوا فسنفعل بكم مثلما حل بكم في أفغانستان وهربتم منها».

وفي فيينا، قدم كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري للقوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مسودتين بشأن رفع العقوبات والالتزامات النووية، وأكد دبلوماسي أوروبي تسليم المسودتين.

وفي تغريدة، كتب وزير الخارجية حسين عبداللهيان، ليل الأربعاء الخميس، أن «اتفاقا جيدا في متناول اليد إن أبدى الغرب حسن نية. نسعى إلى إجراء حوار منطقي ومتزن وهادف للوصول إلى نتيجة»، مشيرا إلى أن «محادثات فيينا جارية بجدية، ورفع العقوبات لا يزال الأولوية الأساسية».

تخصيب اليورانيوم

في تطور مواز، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ثالث أيام المحادثات، عن بدء إيران عملية تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو المبني داخل جبل بدرجة نقاء تصل إلى 20 في المئة في سلسلة واحدة تتألف من 166 جهاز طرد مركزي من طراز آي آر-6، الأكثر كفاءة بكثير من أجهزة الجيل الأول آي آر-1.

وقالت الوكالة الدولية، في تقرير جرى توزيعه على الدول الأعضاء، «لدى إيران 94 جهازا من طراز آي آر-6 مثبتة في سلسلة في فوردو لم تعمل بعد، ونتيجة لهذ التحرك، فإنها تعتزم تكثيف عمليات التفتيش في هذه المحطة».

ويقوض الإعلان المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بشأن عودتهما الكاملة للامتثال للاتفاق المتعثر منذ انتخاب الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي، ويخشى المفاوضون الغربيون من أن تخلق إيران حقائق على الأرض لزيادة أوراق الضغط. ومما يؤكد تقويض الاتفاق بدرجة أكبر أنه لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في فوردو على الإطلاق، وحتى الآن كانت تنتج اليورانيوم المخصب هناك بأجهزة آي آر-1، واستخدمت من قبل أجهزة آي آر-6 لكن لم تحتفظ بالمنتج.

وفيما اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده إسرائيل «بترويج أكاذيب» لإفساد محادثات فيينا، وجميع الأطراف تواجه اختبارا لإرادتها السياسية لإكمال المهمة، قللت بعثة إيران الدائمة في فيينا من التقرير باعتباره روتينيا، على الرغم من أن وكالة الطاقة الذرية تصدر تقاريرها عادة لإبراز التطورات المهمة، مثل الانتهاكات الجديدة للقيود النووية التي ينص عليها الاتفاق.

وكتبت البعثة على «تويتر»: «التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية هو مجرد متابعة اعتيادية لآخر المستجدات، بما يتماشى مع عملية التحقق المنتظمة في إيران»، لكن المدير العام للوكالة رفائيل جروسي أوضح أنه ينظر إلى هذا التطور بعين القلق، مضيفا: «هذا (زيادة مستوى التخصيب) يعاود دق جرس الإنذار. الأمر ليس عاديا. إيران يمكنها فعله، لكن إذا كان لديك هذا الطموح فعليك بقبول التفتيش. إنه ضروري».

طهران تحت ضغط «مزيج خطير»

في تقرير لكيم غطاس، أشار موقع "ذي أتلانتيك" الى أن طهران تشعر بعدم الأمان وعدم القدرة على المساومة، واصفا ذلك بأنه "مزيج خطير". واعتبر التقرير أن طهران تعاني من التدني النسبي لإنفاقها العسكري، وتدني صادراتها النفطية، وأن الغضب الشعبي الذي اندلع في بيروت وبغداد أربكها بعد انتقاد حلفائها الذين تكبدوا خسائر في الانتخابات الاخيرة.

وأضاف التقرير أنه في الوقت نفسه تدفع إدارة بايدن باتجاه الضغط على إيران للعودة إلى الاتفاق النووي، ما يعني أنه لو لم تذهب المفاوضات النووية مع إيران إلى أي مكان فإن التوترات ستتصاعد مرة أخرى بسرعة، داعيا إيران إلى أن تقلق أكثر لأن ما سيجري في فيينا سيحدد بشكل كبير مستقبلها في المنطقة.

back to top