«محمد نجيب جويفل»... مبعوث تنظيم «الإخوان» في الكويت (1-4)

نشر في 23-11-2021
آخر تحديث 23-11-2021 | 00:07
 خليل علي حيدر عمدت جماعة "الإخوان المسلمين" في الكويت إلى إرسال بعض العناصر الحزبية إلى سورية ومصر والأردن، يقول د. فلاح المديرس "لتلقي دورات في العمل التنظيمي والتثقيفي والتدريب العسكري من خلال معسكرات فروع جماعة الإخوان المسلمين في تلك الدول"، وفي الوقت نفسه يضيف الباحث الكويتي أرسل مكتب الإرشاد، والذي يعد أعلى هيئة قيادية في السلم التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين ومقره مصر، اثنين من عناصره القيادية لتنظيم العمل الحزبي للإخوان في الكويت".

ويكمل د.المديرس إشارته إليهما فيقول إن "الفضيل الورتلاني" عضو مكتب الإرشاد في مصر الذي أدى دوراً كبيراً في تنظيم عمل الإخوان في اليمن عام 1947، و"نجيب جويفل" وهو عضو قيادي في تنظيم الإخوان في مصر، وعن نشاطهما في الكويت آنذاك يقول: "عمل الاثنان من خلال لجان جمعية الإرشاد الإسلامي مثل لجنة الدعوة برئاسة يوسف السيد هاشم الرفاعي وزير الدولة الأسبق، وخالد العيسى وزير الكهرباء الأسبق، على نشر دعوة الإخوان المسلمين من خلال قيام الفضيل الورتلاني مع العديد من عناصر الإخوان الذين يفدون إلى الكويت مثل أبو الحسن الندوي بإلقاء المحاضرات التثقيفية الأسبوعية".

وعن النشاط الإعلامي للإخوان يضيف، د.المديرس: "ساهمت مجلة الإرشاد التي صدرت في بداية الخمسينيات في نشر أيديولوجية الإخوان المسلمين، و"الإرشاد" مجلة شهرية صدر العدد الأول منها في عام 1952 وهي تعتبر لسان حال جماعة الإخوان المسلمين في الكويت في تلك الفترة، وكان يرأس تحريرها مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في الكويت عبدالعزيز العلي المطوع المراقب العام لجمعية الإرشاد الإسلامي، وبعد ذلك تولى تحريرها المراقب العام الجديد للجمعية عبدالرزاق الصالح، وتولى عدد من قياديي الإخوان الكتابة في مجلة الإرشاد أمثال أبو علي المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان وأبو الحسن الندوي، محمد يوسف النجار، شاكر النتشة من فلسطين ومصطفى السباعي المراقب العام في تلك الفترة لجماعة الإخوان المسلمين في سورية وغيرهم".

(جماعة الإخوان المسلمين في الكويت، د.فلاح عبدالله المديرس الكويت 1994، ص17-18)

ومن الذين درسوا الجماعات الإسلامية في الكويت د.سامي ناصر الخالدي، الذي يضيف إلى الورتلاني وجويفل شخصيات أخرى معروفة في النشاط الديني والإخواني، مثل أحمد الشرباصي وأبو الحسن الندوي، ويقول إنهم جميعا ساهموا في ترسيخ فكر البنا ونهجه عبر القنوات الحزبية التي بنيت على المنوال المصري، وباتباع أسلوب التنظيم الهرمي والتركيز على بناء القاعدة، وكان نشاط جمعية الإرشاد التي كان مقرها في قلب العاصمة يعتمد الى جانب من ذكرت أسماؤهم على الداعية "زهدي أبو العز والشيخ عبدالعزيز السيسي"، ممن هربوا من مصر إثر ملاحقة السلطات لهم ومنعها نشاط الإخوان، ويضيف الخالدي كان هؤلاء وغيرهم من الدعاة المصريين يدرسون الإسلام حسب نهج وفكر حسن البنا الذي تعرض للاغتيال في مصر مع بث روح المصادمة مع الحكومات".

(الأحزاب الإسلامية في الكويت: الشيعة، الإخوان، السلف، د.سامي ناصر الخالدي، الكويت 1999، ص164-165).

كان محمد نجيب جويفل، المتوفى عام 1987، ضيف إخوان الكويت لدى التأسيس ما بين 1948 و1952 وربما بعد ذلك شخصية غامضة حزبيا وولاء وارتباطا، وممن لا تزال تتضارب فيه الأقوال، ولم تكن له على وجه الخصوص سمات روحانية دينية بارزة، وكانت له إلى جانب علاقته بالإخوان ارتباطات قوية نافذة بالرئيس عبدالناصر، كما كانت له مؤهلات قيادية وشمائل زعامية تفتح له أبواب القلوب والقصور وقيادات بعض الأحزاب والجماعات، وينقاد لخطبه البليغة الرنانة شيب المسلمين وشبانهم.

هذا ما يخرج به أي قارئ لما تورد عنه الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين على الإنترنت Ikhwan Wiki والتي سأختصر بعض معلوماتها حول هذه الشخصية التي استضافها إخوان الكويت المسلمون لتوسيع مدارك وارتباط الجماعة الجديدة الناشئة ببقية الإخوان، والتعرف بشكل مباشر على البيئة العربية التي تتحرك فيها الجماعة وتنشط، وربما لتشجيع توجهات معينة بين شباب الإخوان في الكويت.

تنقل الموسوعة عن المرشد حسن البنا قوله في رسالته "دعوتنا" ما يلي: "كل ما نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحداً من أربعة: مؤمن: آمن بدعوتنا وصدّق بقولنا وأعجب بمبادئنا، فهذا ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا والعمل معنا. متردد: لم يستبن له وجه الحق، فهذا نتركه لتردده ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب. نفعي: شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره هذا البذل من مغنم، فنقول له: حنانيك ليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله إن أخلصت، والجنة إن علم الله فيك خيراً. متحامل: شخص ساء فينا ظنه وأحاطت بنا شكوكه فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم".

ولا يصدق بعض، هذا التصنيف دائماً على أرض الواقع، حيث يستفيد الكثير من "النفعيين" من الانضمام للجماعة ويصلون من خلالها إلى المال والوظيفة والجاه والزعامة في دول كثيرة.

والآن، أي هذه الشخصيات الأربع كان "جويفل"؟

تقول "موسوعة الإخوان": "محمد نجيب جويفل شخصية مثيرة للجدل كانت في يوم من الأيام وسط الإخوان بل كان أحد المجاهدين الذين بذلوا الكثير وقدموا أرواحهم في المعارك على أرض فلسطين، لكن تباينت الآراء حوله خاصة أنه متهم من قبل الإخوان السوريين بقيادة محاولة انشقاقية في تنظيم الجماعة في الخمسينيات ضد الدكتور مصطفى السباعي 1915-1964". (مرشد إخوان سورية كما هو معروف)، وتضيف "الموسوعة" أن الانشقاق كان "بتكليف من المخابرات المصرية، وكان جهد المنشقين تشكيل تنظيم مسلح، وقد رفض الدكتور السباعي ومعه التنظيم كله هذه الفكرة، حتى استطاع استئصالها وفصل أنصارها وعلى رأسها جويفل نفسه".

غير أن موسوعة الإخوان تبرر لجويفل ما عمل وتدافع عنه قائلة: "الإنسان غير معصوم من الخطأ فمن الممكن أن يكون جاهداً وبذل (؟) إلا أنه مع مرور الأيام والسنين وتغير النظام في مصر والتعذيب الذي لاقاه الإخوان من نظام عبدالناصر قد دفع بالكثيرين لحماية أنفسهم على حساب إخوانهم ودعوتهم، لكن لا يستطيع أحد أن ينسى فضل هؤلاء قبل تحولهم، أما حسابهم فعلى الله".

وقد يُبرر بمثل هذا لأعداء وخصوم الإخوان كذلك! ألم تكن للجماعة في دول عديدة "أخطاء وانحرافات غير مقصودة"؟!

وتضيف الموسوعة في حديثها: "وُلد محمد نجيب جويفل في محافظة الشرقية بمصر، وكان يتسم بشخصية قوية وشجاعة هذه الشخصية أهلته أن يلتحق بالنظام الخاص لدى الإخوان المسلمين بعدما التحق بجماعة الإخوان في وقت مبكر".

تنقل الموسوعة عن قيادة إخوانية سورية عدنان سعد الدين في مذكراته عن "جويفل" ما يلي: "التحق نجيب بالجماعة في مصر وهو في سن مبكرة، وكان يمتلك صفات قيادية في الخطابة والمخاطبة، وكسب ود الشباب من حوله والاندماج السريع بهم".

ثم تنقل الموسوعة عبارة مهمة فتقول عن جويفل: "كان جريئاً مقداماً، يتدرب على الأسلحة والمفرقعات".

يتبع غداً،،،

● خليل علي حيدر

back to top