الدستور وسخونة الأحداث

نشر في 21-11-2021
آخر تحديث 21-11-2021 | 00:10
 مظفّر عبدالله أول العمود: في كل مرة تتسلم فيها السلطات الكويتية رفات أبنائها من شهداء الغزو العراقي تتضح دروس وطنية وإشارات بالغة الأهمية لما يفعله الأحياء في الوطن.

***

تمر البلاد بأحداث سياسية وأمنية صاخبة منذ أشهر، عناوينها ساخنة: عودة بعض السياسيين والناشطين من الخارج، إطلاق سراح أفراد ما يسمى "خلية العبدلي"، ودخول متعاطفين مع حزب الله للسجن في قضية تبرعات مالية جديدة رهن التحقيق، حكومة مستقيلة، تفويض سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، بعض صلاحياته لسمو ولي العهد، برلمان متيقظ لكنه مشتت القوى، تداعيات أمنية واجتماعية جديدة جراء عامين من وباء كورونا... وهكذا.

هذه القضايا أو بعضها ربما تكون جديدة في عناوينها، لكنها ليست بغريبة عن الحياة السياسية الكويتية، فطوال عقود سابقة حملت أحداثاً أكثر خطورة كمحاولة اغتيال الشيخ جابر، رحمه الله، وحرب الناقلات، والغزو العراقي للكويت، وغيرها.

ما نود أن نقوله أن هذا هو قدر الكويت كدولة تقع في بؤرة ساخنة جداً وبين دولة كبرى ذات نفوذ لا يهدأ، فهذه الأحداث التي نعيشها اليوم هي وليدة الموقع الجغرافي في جزء منها، وبعضها ذو علاقة بصراع أهل الدار حول الاختلاف على "الإصلاح" شكلاً ومضموناً، وهو صراع ممتد ولم يهدأ في يوم.

المهم في كل ما يحدث اليوم وغداً هو مدى احترامنا واحتكامنا جميعاً للدستور والقضاء والقوانين التي هي الضامن الأساسي بعد تماسك الجبهة الداخلية، وقد أثبتت الكثير من الأحداث السياسية الصاخبة مدى أهمية هذه الوثيقة التي كلما حميناها منحتنا الأمان، وكلما تنكرنا لها جرّت علينا المشاكل، وأنبتت شروراً اجتماعية.

أخيراً، نتمنى أن تكون عودة السياسيين والناشطين فرصة لمراجعة شاملة للعمل السياسي في الكويت ومن جميع الأطراف، برلماناً وحكومة، فرفاهية الوقت دخلت مرحلة النضوب.

● مظفر عبدالله

back to top