الكويت العائلة‎‎

نشر في 12-11-2021
آخر تحديث 12-11-2021 | 00:00
 د. نوري أحمد الحساوي مفهوم العائلة وروحها هما العنصران اللذان تشكلت عليهما الكويت منذ تأسيسها، وظلت تعيش على مفهوم العائلة إلى عصرنا هذا، فلو رجعنا إلى نشأة الكويت عندما كانت أرضاً يسكنها قليل من الناس على شكل عوائل صغيرة العدد، أتت من أماكن متفرقة، فاستقرت في هذه الأرض الطيبة، حيث طاب لهم المقام لهدوء وأمان هذا المكان.

بعدها قدم إليها العتوب من خلال هجرتهم المعروفة على شكل عوائل هما الصباح الكرام وعائلتا الخليفة والجلاهمة الكريمتان، قدموا إلى الكويت كعوائل مهاجرة لا كقبيلة رغم انتمائهم المعروف لقبيلة واحدة، ومن ثم توالت الهجرات إلى أرض الكويت، وكانت كل الهجرات إما بشكل عائلة كبيرة العدد أو عوائل صغيرة العدد أو حتى بشكل فردي.

هكذا كانت الهجرات قديما إلى الكويت لم تأت على شكل قبائل، إنما كانت عوائل وأفراداً من بعض القبائل وغيرهم ممن استوطنوا الكويت، وكونوا الشعب الكويتي، وعندما بدأت الأمور تنتظم بعد الزيادة في عدد المهاجرين إلى الكويت في تلك الحقبة من التاريخ تم اختيار صباح الأول شيخاً على الكويت، وبدأ ينظر له من الشعب الكويتي كأب لهذه الأسرة الكبيرة، وهي الكويت، فعاش الكويتيون هذه الحالة، وهي حالة العائلة، ورب العائلة هو أميرها وشيخها الذي يرعى شؤونها، ويُرجع إليه في كثير من الأمور بما يخص أحوال البلد واحتياجات الكويتيين، فهو صاحب الكلمة الفصل، وظل هذا النموذج لروح العائلة يمثل كيان الكويت وقوتها وتماسكها وأخلاقها، حيث الاحترام والتقدير لأبي العائلة وهو أمير البلاد. عند دخولنا عهد الاستقلال والدستور تمت صياغة الدستور الكويتي بحرفنة عالية، حيث تشكل على محور روح العائلة الواحدة وتقاليدها، فأصبح الأمير رئيس السلطات جميعها، فله الرأي الفصل في كل الأمور، لمَ لا وهو رب العائلة الكويتية هذه الحالة التي تربى عليها الكويتيون منذ الأزل، فأصبح المجتمع الكويتي بالفعل عائلة واحدة لها أب يرعاها ويعمل على إسعادها وازدهارها؟

لقد كانت الكويت بهذه الروح متماسكة وقوية ومترابطة وبسبب تمسكنا وشعورنا بهذه الروح ظهرت لنا مصطلحات جميلة بدأنا نرددها كثيراً تخص حكام الكويت مثل «أبونا العود» و«بابا جابر» و«أبونا صباح» و«أبونا نواف» وهكذا كانت الكويت تمثل العائلة الواحدة، وستظل إن شاء الله عائلة متماسكة تحت ظل والدنا صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه.

لذلك نقول في النهاية أيها الكويتيون لا تدمروا هذا المفهوم الجميل، وهذه الروح السمحة، فهي سر قوة الشعب الكويتي والتفافه حول أميره رب العائلة.

● د. نوري أحمد الحساوي

back to top